منذ سنوات.. والأصوات تتعالى مطالبة بإعادة خدمة العلم.. فالبعض يرى فيها حصناً لشباب الوطن من الأخطار المحدقة.. وآخرون ينظرون إليها كفرصة لصقل شخصية جيل.. تآكله التراخي.. واللامبالاة.. وضعف الانضباط.. وبين هذا وذاك.. جاء القرار القيادي الأردني بإعادتها.. لكن بشكل عصري ومدروس.. يبدأ مطلع شباط 2026.. على دفعات صغيرة من 2000 شاب في كل مرة.. وبحصيلة سنوية تبلغ 6000 شاب فقط..
هنا انقسمت ردود الفعل.. فريقٌ هلل ورأى في القرار بارقة أمل.. وفريقٌ آخر انتقد المدة القصيرة المحددة بثلاثة أشهر فقط.. ورأى أن العدد محدود لا يرقى لحجم التحديات.. ولأن ديوان التشريع نشر مسودة القرار لإبداء الرأي.. فمن حقنا أن نقف عند هذه الخطوة بتمعّن.. بعيداً عن الانفعال والتسرع..
ولكي نؤسس لأي نقاش وطني جاد.. علينا أولاً.. أن نجيب عن سؤال جوهري.. هل نثق بحكمة قيادتنا الهاشمية ودرايتها بما يحيط بنا؟!.. فإن كان الجواب 'لا' لدى البعض.. فليتركوا الأمر لأهله.. ولا بنشغلوا بأمر هم غير مقتنعين بمن أقره.. وليلتفتوا إلى شؤون حياتهم الخاصة.. أما إذا كان الجواب 'نعم'.. فعلينا أن ننظر بعين الواقعية.. وأن نقرأ ما وراء القرارات.. وأن نفكك عناصرها.. حتى نفهم كيف تُبنى الاستراتيجيات..
إن كان أبسط مواطن.. يدرك حجم الأخطار التي تحيط بنا.. فمن باب أولى.. أن تكون القيادة أعلم بتفاصيلها.. وأدق في قراءتها.. وأقدر على إدارتها.. والسؤال الذي يغيب عن كثيرين.. لو كان الخطر وشيكاً.. وقاب قوسين.. أكان سيد البلاد يؤجل انطلاق خدمة العلم ستة أشهر كاملة؟!.. أما كان الأولى أن يبدأ فوراً وبأسرع وقت؟!.. وهو الذي يمتلك الصلاحية بإصدار أوامر ملكية نافذة؟!.. الجواب المنطقي.. أن القيادة لا ترى خطراً عاجلاً يستوجب التعبئة الفورية.. وإلا لكان التنفيذ خلال أسابيع لا أشهر.. ولكان عدد الذين سيتدعون اكبر..
ثم إننا نملك ورقة قوة يغفل عنها المنتقدون.. فوفقاً للتقارير الدولية.. وليست الأردنية.. يوجد في الأردن ما يقارب 70 ألفاً من جنود الاحتياط.. قادرون على الانخراط مباشرة في صفوف القوات المسلحة.. بينهم متقاعدون من ذوي الرتب العليا يتمتعون بصحة بدنية وعقلية عالية.. ناهيك عن الشباب منهم.. وهذا بحد ذاته جدار ردع لا يستهان به.. ولا اتحدث هنا عن 'طخيخة' الأعراس الذين لا رهبة عندهم من استخدام السلاح..
ولكي نقرب الصورة أكثر.. لننظر إلى عدونا الأول.. الذي استدعى 60 ألفاً من الاحتياط لاحتلال غزة المنهكة منذ سنوات.. غزة المحاصرة بلا جيش نظامي.. بلا تضاريس وعرة.. واحتاج إلى حشد خمس فرق كاملة لمواجهة فصيل مقاوم في لبنان.. عدا عن التفوق الجوي.. فكيف لو فكر يوماً بالاتجاه نحونا.. ونحن نملك أطول واجهة معه.. وشعباً يفيض غضباً وحقداً على جرائمه.. وشعباً يؤمن أن شرقي الأردن.. هي أرض الرباط والفتح الأخير.. أرض الوعد الذي بشّر به النبي الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.. وتعهد بأن الشجر والحجر سيقاتل معنا..
من هنا تبدو الصورة أوضح.. فالقرار بعودة خدمة العلم.. ليس استجابة لتهديد آني.. بل هو استثمار بعيد المدى.. يراد منه بناء شخصية مَن يقع عليهم الاختيار.. شباب يتعلمون الانضباط.. ويقوون في إيمانهم وعقيدتهم الوطنية.. ويصبحون أكثر استعداداً لحمل السلاح والدفاع عن أرضهم إذا دعت الحاجة.. وكذلك توعيتهم لما فيه خير مستقبلهم العملي.. والأهم.. أنه قرار واقعي.. إذ إن الخدمة في الماضي.. كانت عملياً ثلاثة أشهر تدريبية فقط.. وما تبقى كان روتيناً يومياً.. فجاء القرار الجديد.. ليختصر التجربة.. ويجعلها مركزة وفاعلة..
لهذا.. فإن التباكي على قِصر المدة.. أو قلة العدد.. ليس في مكانه.. فالمسألة ليست أرقاماً.. بل نوعية.. ولا جدوى من إشغال المسؤولين بالرد على تشكيكات فارغة.. لا ترى الصورة كاملة..
إن خدمة العلم 'إكسبريس' كما اسميها.. قد تبدو للبعض مجرد خطوة رمزية.. لكنها في حقيقتها رسالة استراتيجية.. تعلن أن الأردن يُهيّئ أبناءه.. ليكونوا أكثر رجولة وصلابة.. وأقوى التزاماً وانضباطاً.. وأن القيادة تمسك بخيوط التوازن.. بين التهديدات القائمة.. واحتياجات المستقبل..
فلنضع ثقتنا حيث يجب أن تكون.. ولندع التنظير جانباً.. فالوطن بحاجة إلى رجال يثقون بخطواته.. لا إلى أصوات تُربك مسيرته..
حمى الله الأردن.. ملكاً وشعباً وأرضاً..
منذ سنوات.. والأصوات تتعالى مطالبة بإعادة خدمة العلم.. فالبعض يرى فيها حصناً لشباب الوطن من الأخطار المحدقة.. وآخرون ينظرون إليها كفرصة لصقل شخصية جيل.. تآكله التراخي.. واللامبالاة.. وضعف الانضباط.. وبين هذا وذاك.. جاء القرار القيادي الأردني بإعادتها.. لكن بشكل عصري ومدروس.. يبدأ مطلع شباط 2026.. على دفعات صغيرة من 2000 شاب في كل مرة.. وبحصيلة سنوية تبلغ 6000 شاب فقط..
هنا انقسمت ردود الفعل.. فريقٌ هلل ورأى في القرار بارقة أمل.. وفريقٌ آخر انتقد المدة القصيرة المحددة بثلاثة أشهر فقط.. ورأى أن العدد محدود لا يرقى لحجم التحديات.. ولأن ديوان التشريع نشر مسودة القرار لإبداء الرأي.. فمن حقنا أن نقف عند هذه الخطوة بتمعّن.. بعيداً عن الانفعال والتسرع..
ولكي نؤسس لأي نقاش وطني جاد.. علينا أولاً.. أن نجيب عن سؤال جوهري.. هل نثق بحكمة قيادتنا الهاشمية ودرايتها بما يحيط بنا؟!.. فإن كان الجواب 'لا' لدى البعض.. فليتركوا الأمر لأهله.. ولا بنشغلوا بأمر هم غير مقتنعين بمن أقره.. وليلتفتوا إلى شؤون حياتهم الخاصة.. أما إذا كان الجواب 'نعم'.. فعلينا أن ننظر بعين الواقعية.. وأن نقرأ ما وراء القرارات.. وأن نفكك عناصرها.. حتى نفهم كيف تُبنى الاستراتيجيات..
إن كان أبسط مواطن.. يدرك حجم الأخطار التي تحيط بنا.. فمن باب أولى.. أن تكون القيادة أعلم بتفاصيلها.. وأدق في قراءتها.. وأقدر على إدارتها.. والسؤال الذي يغيب عن كثيرين.. لو كان الخطر وشيكاً.. وقاب قوسين.. أكان سيد البلاد يؤجل انطلاق خدمة العلم ستة أشهر كاملة؟!.. أما كان الأولى أن يبدأ فوراً وبأسرع وقت؟!.. وهو الذي يمتلك الصلاحية بإصدار أوامر ملكية نافذة؟!.. الجواب المنطقي.. أن القيادة لا ترى خطراً عاجلاً يستوجب التعبئة الفورية.. وإلا لكان التنفيذ خلال أسابيع لا أشهر.. ولكان عدد الذين سيتدعون اكبر..
ثم إننا نملك ورقة قوة يغفل عنها المنتقدون.. فوفقاً للتقارير الدولية.. وليست الأردنية.. يوجد في الأردن ما يقارب 70 ألفاً من جنود الاحتياط.. قادرون على الانخراط مباشرة في صفوف القوات المسلحة.. بينهم متقاعدون من ذوي الرتب العليا يتمتعون بصحة بدنية وعقلية عالية.. ناهيك عن الشباب منهم.. وهذا بحد ذاته جدار ردع لا يستهان به.. ولا اتحدث هنا عن 'طخيخة' الأعراس الذين لا رهبة عندهم من استخدام السلاح..
ولكي نقرب الصورة أكثر.. لننظر إلى عدونا الأول.. الذي استدعى 60 ألفاً من الاحتياط لاحتلال غزة المنهكة منذ سنوات.. غزة المحاصرة بلا جيش نظامي.. بلا تضاريس وعرة.. واحتاج إلى حشد خمس فرق كاملة لمواجهة فصيل مقاوم في لبنان.. عدا عن التفوق الجوي.. فكيف لو فكر يوماً بالاتجاه نحونا.. ونحن نملك أطول واجهة معه.. وشعباً يفيض غضباً وحقداً على جرائمه.. وشعباً يؤمن أن شرقي الأردن.. هي أرض الرباط والفتح الأخير.. أرض الوعد الذي بشّر به النبي الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.. وتعهد بأن الشجر والحجر سيقاتل معنا..
من هنا تبدو الصورة أوضح.. فالقرار بعودة خدمة العلم.. ليس استجابة لتهديد آني.. بل هو استثمار بعيد المدى.. يراد منه بناء شخصية مَن يقع عليهم الاختيار.. شباب يتعلمون الانضباط.. ويقوون في إيمانهم وعقيدتهم الوطنية.. ويصبحون أكثر استعداداً لحمل السلاح والدفاع عن أرضهم إذا دعت الحاجة.. وكذلك توعيتهم لما فيه خير مستقبلهم العملي.. والأهم.. أنه قرار واقعي.. إذ إن الخدمة في الماضي.. كانت عملياً ثلاثة أشهر تدريبية فقط.. وما تبقى كان روتيناً يومياً.. فجاء القرار الجديد.. ليختصر التجربة.. ويجعلها مركزة وفاعلة..
لهذا.. فإن التباكي على قِصر المدة.. أو قلة العدد.. ليس في مكانه.. فالمسألة ليست أرقاماً.. بل نوعية.. ولا جدوى من إشغال المسؤولين بالرد على تشكيكات فارغة.. لا ترى الصورة كاملة..
إن خدمة العلم 'إكسبريس' كما اسميها.. قد تبدو للبعض مجرد خطوة رمزية.. لكنها في حقيقتها رسالة استراتيجية.. تعلن أن الأردن يُهيّئ أبناءه.. ليكونوا أكثر رجولة وصلابة.. وأقوى التزاماً وانضباطاً.. وأن القيادة تمسك بخيوط التوازن.. بين التهديدات القائمة.. واحتياجات المستقبل..
فلنضع ثقتنا حيث يجب أن تكون.. ولندع التنظير جانباً.. فالوطن بحاجة إلى رجال يثقون بخطواته.. لا إلى أصوات تُربك مسيرته..
حمى الله الأردن.. ملكاً وشعباً وأرضاً..
منذ سنوات.. والأصوات تتعالى مطالبة بإعادة خدمة العلم.. فالبعض يرى فيها حصناً لشباب الوطن من الأخطار المحدقة.. وآخرون ينظرون إليها كفرصة لصقل شخصية جيل.. تآكله التراخي.. واللامبالاة.. وضعف الانضباط.. وبين هذا وذاك.. جاء القرار القيادي الأردني بإعادتها.. لكن بشكل عصري ومدروس.. يبدأ مطلع شباط 2026.. على دفعات صغيرة من 2000 شاب في كل مرة.. وبحصيلة سنوية تبلغ 6000 شاب فقط..
هنا انقسمت ردود الفعل.. فريقٌ هلل ورأى في القرار بارقة أمل.. وفريقٌ آخر انتقد المدة القصيرة المحددة بثلاثة أشهر فقط.. ورأى أن العدد محدود لا يرقى لحجم التحديات.. ولأن ديوان التشريع نشر مسودة القرار لإبداء الرأي.. فمن حقنا أن نقف عند هذه الخطوة بتمعّن.. بعيداً عن الانفعال والتسرع..
ولكي نؤسس لأي نقاش وطني جاد.. علينا أولاً.. أن نجيب عن سؤال جوهري.. هل نثق بحكمة قيادتنا الهاشمية ودرايتها بما يحيط بنا؟!.. فإن كان الجواب 'لا' لدى البعض.. فليتركوا الأمر لأهله.. ولا بنشغلوا بأمر هم غير مقتنعين بمن أقره.. وليلتفتوا إلى شؤون حياتهم الخاصة.. أما إذا كان الجواب 'نعم'.. فعلينا أن ننظر بعين الواقعية.. وأن نقرأ ما وراء القرارات.. وأن نفكك عناصرها.. حتى نفهم كيف تُبنى الاستراتيجيات..
إن كان أبسط مواطن.. يدرك حجم الأخطار التي تحيط بنا.. فمن باب أولى.. أن تكون القيادة أعلم بتفاصيلها.. وأدق في قراءتها.. وأقدر على إدارتها.. والسؤال الذي يغيب عن كثيرين.. لو كان الخطر وشيكاً.. وقاب قوسين.. أكان سيد البلاد يؤجل انطلاق خدمة العلم ستة أشهر كاملة؟!.. أما كان الأولى أن يبدأ فوراً وبأسرع وقت؟!.. وهو الذي يمتلك الصلاحية بإصدار أوامر ملكية نافذة؟!.. الجواب المنطقي.. أن القيادة لا ترى خطراً عاجلاً يستوجب التعبئة الفورية.. وإلا لكان التنفيذ خلال أسابيع لا أشهر.. ولكان عدد الذين سيتدعون اكبر..
ثم إننا نملك ورقة قوة يغفل عنها المنتقدون.. فوفقاً للتقارير الدولية.. وليست الأردنية.. يوجد في الأردن ما يقارب 70 ألفاً من جنود الاحتياط.. قادرون على الانخراط مباشرة في صفوف القوات المسلحة.. بينهم متقاعدون من ذوي الرتب العليا يتمتعون بصحة بدنية وعقلية عالية.. ناهيك عن الشباب منهم.. وهذا بحد ذاته جدار ردع لا يستهان به.. ولا اتحدث هنا عن 'طخيخة' الأعراس الذين لا رهبة عندهم من استخدام السلاح..
ولكي نقرب الصورة أكثر.. لننظر إلى عدونا الأول.. الذي استدعى 60 ألفاً من الاحتياط لاحتلال غزة المنهكة منذ سنوات.. غزة المحاصرة بلا جيش نظامي.. بلا تضاريس وعرة.. واحتاج إلى حشد خمس فرق كاملة لمواجهة فصيل مقاوم في لبنان.. عدا عن التفوق الجوي.. فكيف لو فكر يوماً بالاتجاه نحونا.. ونحن نملك أطول واجهة معه.. وشعباً يفيض غضباً وحقداً على جرائمه.. وشعباً يؤمن أن شرقي الأردن.. هي أرض الرباط والفتح الأخير.. أرض الوعد الذي بشّر به النبي الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.. وتعهد بأن الشجر والحجر سيقاتل معنا..
من هنا تبدو الصورة أوضح.. فالقرار بعودة خدمة العلم.. ليس استجابة لتهديد آني.. بل هو استثمار بعيد المدى.. يراد منه بناء شخصية مَن يقع عليهم الاختيار.. شباب يتعلمون الانضباط.. ويقوون في إيمانهم وعقيدتهم الوطنية.. ويصبحون أكثر استعداداً لحمل السلاح والدفاع عن أرضهم إذا دعت الحاجة.. وكذلك توعيتهم لما فيه خير مستقبلهم العملي.. والأهم.. أنه قرار واقعي.. إذ إن الخدمة في الماضي.. كانت عملياً ثلاثة أشهر تدريبية فقط.. وما تبقى كان روتيناً يومياً.. فجاء القرار الجديد.. ليختصر التجربة.. ويجعلها مركزة وفاعلة..
لهذا.. فإن التباكي على قِصر المدة.. أو قلة العدد.. ليس في مكانه.. فالمسألة ليست أرقاماً.. بل نوعية.. ولا جدوى من إشغال المسؤولين بالرد على تشكيكات فارغة.. لا ترى الصورة كاملة..
إن خدمة العلم 'إكسبريس' كما اسميها.. قد تبدو للبعض مجرد خطوة رمزية.. لكنها في حقيقتها رسالة استراتيجية.. تعلن أن الأردن يُهيّئ أبناءه.. ليكونوا أكثر رجولة وصلابة.. وأقوى التزاماً وانضباطاً.. وأن القيادة تمسك بخيوط التوازن.. بين التهديدات القائمة.. واحتياجات المستقبل..
فلنضع ثقتنا حيث يجب أن تكون.. ولندع التنظير جانباً.. فالوطن بحاجة إلى رجال يثقون بخطواته.. لا إلى أصوات تُربك مسيرته..
حمى الله الأردن.. ملكاً وشعباً وأرضاً..
التعليقات
خدمة العلم "إكسبريس" .. بين الحاجة الوطنية والجدل الشعبي
التعليقات