لاشك أن تجربة إيران عبر أربعة عقود في بناء الأذرع لافتة، فقد نجحت إلى حد ما بتفعيل ما يسمى الحرب بالوكالة، من خلال إيجاد وكلاء حرب بعيدا عن الحدود المباشرة لإيران، مستغلة بذلك حروبا أهلية، وحالات من عدم الاستقرار السياسي والعسكري في بعض الدول، ومتكئة على أبعاد طائفية ومحتجة بذريعة جاذبة جدا وذات رواج جماهيري وهي المقاومة، ولا يمكن أن ننكر أن هذه الأذرع التي عرفت فيما بعد بالمحور الإيراني، قد حققت لإيران أهدافا كبيرة عديدة، فقد فرضت نفسها شريكا في كثير من المفاصل الرئيسية في المنطقة، واستخدمت هذه الأذرع في المفاوضات والمساومات مع القوى العالمية والإقليمية، بل واستخدمتها في الصدامات العسكرية المباشرة، وهذا ما أوجد ما يمكن تسميته بالحالة الإيرانية النافرة في المنطقة.
وكما تم بناء هذا المحور عبر سنوات من العمل، وبتمويل مالي طائل شمل التسليح والتدريب والرواتب والاسترضاءات، فإن مواجهة هذا المحور وإضعافه وتفكيكه يحتاج إلى جهود كبرى ومواجهات عسكرية حاسمة وتجفيفا صعبا للموارد المالية، وهذا ما يتم العمل عليه في الفترات الأخيرة، لكن الكلفة عالية على المنطقة برمتها في الحالتين، الأولى عند فعالية المحور في مصادرة الدول الحاضنة والاستئثار بسيادتها وقراراتها المصيرية، والكلفة الثانيةعند العمل على التخلص من أذرع هذا المحور ونزع سلاحه وإعادة تأهيله وطنيا، وهذا ما يجعل من هذا المحور حالة مغرية لمن يسعى حثيثا وبكل الوسائل للهيمنة على المنطقة الشرق أوسطية دون خسائر مباشرة.
إسرائيل تعرف تماما فعالية وتأثير هذا النموذج، فقد واجهته مرات واستفادت منها مرات أخرى، واليوم ورئيسها نتنياهو يعلن هنا وهناك عن وجه جديد للشرق الأوسط، ويروج لفكرة أو عقيدة إسرائيل الكبرى، فإنه بشكل ما يحاول استنساخ هذا النموذج، لأنه يعي أن إسرائيل العسكرية لا يمكنها السيطرة العسكرية المباشرة على رقعة واسعة ومعقدة التركيب السكاني، بالإضافة إلى أنها -إسرائيل- مرفوضة وغير مقبولة شعبيا ورسميا، فإن هكذا نموذج من بناء الأذرع ذات البعد الطائفي والإثني قد يتحول في مرحلة ما إلى يد طولى لإسرائيل في فرض نفسها كشريك في قضايا إقليمية رئيسية، وأن هذه الأذرع إذا نجحت في تأسيسها ستكون خناجر سامة في خاصرة المنطقة، إذا ما سُلّحت وتم تمكينها بشكل كافي، فستكون إحدى أهم أدوات إسرائيل للهيمنة الإقليمية بأقل كلفة عسكرية وبشرية، وتلوذ بنفسها بعيدا عن اللوم الدولي المباشر.
لقد حاولت إسرائيل مبكرا من خلال بناء ورعاية جيش جنوب لبنان ، فقد أدت هذه المليشيات دورا كبيرا في خدمة أهداف إسرائيل منذ 1976 حتى العام 2006م ويبدو أن الفكرة تعود من جديد بعد تغيرات كبيرة خاصة في سوريا، إذ تستغل إسرائيل ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة على كامل الأرض السورية، وبروز صدامات غير منضبطة مع مكونات سورية أصيلة، مما أوجد بيئة شبه ملائمة لإسرائيل لتقوم بتأسيس أذرع في سوريا مركزها الجولان، من أجل بناء منطقة نفوذ فاعلة تدين بالولاء لإسرائيل، بالإضافة إلى صلات واتصالات إسرائيلية قديمة مع الأكراد، وإن كانت ليست بالفعالية المؤثرة لكنها موجودة وتنتظر الظرف الإقليمي المناسب لكي تتطور إذا توافقت مصالح الطرفين.
إن بناء مثل هذه الأذرع وتقويتها في وجه الدولة المركزية، يخدم مصالح إسرائيل بشكل أساسي، فهي تسعى إلى أن تكون هذه الأذرع إذا ما نجحت في تأسيسها، مناطق نفوذ سياسي وعسكري إسرائيلية، قادرة على القيام بعمليات عسكرية بالوكالة كما كان جيش جنوب لبنان، ويضعف بالتالي سيادة الدول الحاضنة ويصادر قراراتها، من هنا على المكونات الأساسية في سوريا وغيرها من دول المنطقة قراءة التاريخ وفهم خطورة هذا الأمر، وأن الحل الوحيد هو الإلتفاف حول الدولة والدخول في العملية السياسية، والانتباه لمخططات إسرائيل وأهدافها التي لن تكون إلا في مصلحتها وليس في مصلحة أي مكون، والتاريخ يفضح ذلك بلا رحمة.
لاشك أن تجربة إيران عبر أربعة عقود في بناء الأذرع لافتة، فقد نجحت إلى حد ما بتفعيل ما يسمى الحرب بالوكالة، من خلال إيجاد وكلاء حرب بعيدا عن الحدود المباشرة لإيران، مستغلة بذلك حروبا أهلية، وحالات من عدم الاستقرار السياسي والعسكري في بعض الدول، ومتكئة على أبعاد طائفية ومحتجة بذريعة جاذبة جدا وذات رواج جماهيري وهي المقاومة، ولا يمكن أن ننكر أن هذه الأذرع التي عرفت فيما بعد بالمحور الإيراني، قد حققت لإيران أهدافا كبيرة عديدة، فقد فرضت نفسها شريكا في كثير من المفاصل الرئيسية في المنطقة، واستخدمت هذه الأذرع في المفاوضات والمساومات مع القوى العالمية والإقليمية، بل واستخدمتها في الصدامات العسكرية المباشرة، وهذا ما أوجد ما يمكن تسميته بالحالة الإيرانية النافرة في المنطقة.
وكما تم بناء هذا المحور عبر سنوات من العمل، وبتمويل مالي طائل شمل التسليح والتدريب والرواتب والاسترضاءات، فإن مواجهة هذا المحور وإضعافه وتفكيكه يحتاج إلى جهود كبرى ومواجهات عسكرية حاسمة وتجفيفا صعبا للموارد المالية، وهذا ما يتم العمل عليه في الفترات الأخيرة، لكن الكلفة عالية على المنطقة برمتها في الحالتين، الأولى عند فعالية المحور في مصادرة الدول الحاضنة والاستئثار بسيادتها وقراراتها المصيرية، والكلفة الثانيةعند العمل على التخلص من أذرع هذا المحور ونزع سلاحه وإعادة تأهيله وطنيا، وهذا ما يجعل من هذا المحور حالة مغرية لمن يسعى حثيثا وبكل الوسائل للهيمنة على المنطقة الشرق أوسطية دون خسائر مباشرة.
إسرائيل تعرف تماما فعالية وتأثير هذا النموذج، فقد واجهته مرات واستفادت منها مرات أخرى، واليوم ورئيسها نتنياهو يعلن هنا وهناك عن وجه جديد للشرق الأوسط، ويروج لفكرة أو عقيدة إسرائيل الكبرى، فإنه بشكل ما يحاول استنساخ هذا النموذج، لأنه يعي أن إسرائيل العسكرية لا يمكنها السيطرة العسكرية المباشرة على رقعة واسعة ومعقدة التركيب السكاني، بالإضافة إلى أنها -إسرائيل- مرفوضة وغير مقبولة شعبيا ورسميا، فإن هكذا نموذج من بناء الأذرع ذات البعد الطائفي والإثني قد يتحول في مرحلة ما إلى يد طولى لإسرائيل في فرض نفسها كشريك في قضايا إقليمية رئيسية، وأن هذه الأذرع إذا نجحت في تأسيسها ستكون خناجر سامة في خاصرة المنطقة، إذا ما سُلّحت وتم تمكينها بشكل كافي، فستكون إحدى أهم أدوات إسرائيل للهيمنة الإقليمية بأقل كلفة عسكرية وبشرية، وتلوذ بنفسها بعيدا عن اللوم الدولي المباشر.
لقد حاولت إسرائيل مبكرا من خلال بناء ورعاية جيش جنوب لبنان ، فقد أدت هذه المليشيات دورا كبيرا في خدمة أهداف إسرائيل منذ 1976 حتى العام 2006م ويبدو أن الفكرة تعود من جديد بعد تغيرات كبيرة خاصة في سوريا، إذ تستغل إسرائيل ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة على كامل الأرض السورية، وبروز صدامات غير منضبطة مع مكونات سورية أصيلة، مما أوجد بيئة شبه ملائمة لإسرائيل لتقوم بتأسيس أذرع في سوريا مركزها الجولان، من أجل بناء منطقة نفوذ فاعلة تدين بالولاء لإسرائيل، بالإضافة إلى صلات واتصالات إسرائيلية قديمة مع الأكراد، وإن كانت ليست بالفعالية المؤثرة لكنها موجودة وتنتظر الظرف الإقليمي المناسب لكي تتطور إذا توافقت مصالح الطرفين.
إن بناء مثل هذه الأذرع وتقويتها في وجه الدولة المركزية، يخدم مصالح إسرائيل بشكل أساسي، فهي تسعى إلى أن تكون هذه الأذرع إذا ما نجحت في تأسيسها، مناطق نفوذ سياسي وعسكري إسرائيلية، قادرة على القيام بعمليات عسكرية بالوكالة كما كان جيش جنوب لبنان، ويضعف بالتالي سيادة الدول الحاضنة ويصادر قراراتها، من هنا على المكونات الأساسية في سوريا وغيرها من دول المنطقة قراءة التاريخ وفهم خطورة هذا الأمر، وأن الحل الوحيد هو الإلتفاف حول الدولة والدخول في العملية السياسية، والانتباه لمخططات إسرائيل وأهدافها التي لن تكون إلا في مصلحتها وليس في مصلحة أي مكون، والتاريخ يفضح ذلك بلا رحمة.
لاشك أن تجربة إيران عبر أربعة عقود في بناء الأذرع لافتة، فقد نجحت إلى حد ما بتفعيل ما يسمى الحرب بالوكالة، من خلال إيجاد وكلاء حرب بعيدا عن الحدود المباشرة لإيران، مستغلة بذلك حروبا أهلية، وحالات من عدم الاستقرار السياسي والعسكري في بعض الدول، ومتكئة على أبعاد طائفية ومحتجة بذريعة جاذبة جدا وذات رواج جماهيري وهي المقاومة، ولا يمكن أن ننكر أن هذه الأذرع التي عرفت فيما بعد بالمحور الإيراني، قد حققت لإيران أهدافا كبيرة عديدة، فقد فرضت نفسها شريكا في كثير من المفاصل الرئيسية في المنطقة، واستخدمت هذه الأذرع في المفاوضات والمساومات مع القوى العالمية والإقليمية، بل واستخدمتها في الصدامات العسكرية المباشرة، وهذا ما أوجد ما يمكن تسميته بالحالة الإيرانية النافرة في المنطقة.
وكما تم بناء هذا المحور عبر سنوات من العمل، وبتمويل مالي طائل شمل التسليح والتدريب والرواتب والاسترضاءات، فإن مواجهة هذا المحور وإضعافه وتفكيكه يحتاج إلى جهود كبرى ومواجهات عسكرية حاسمة وتجفيفا صعبا للموارد المالية، وهذا ما يتم العمل عليه في الفترات الأخيرة، لكن الكلفة عالية على المنطقة برمتها في الحالتين، الأولى عند فعالية المحور في مصادرة الدول الحاضنة والاستئثار بسيادتها وقراراتها المصيرية، والكلفة الثانيةعند العمل على التخلص من أذرع هذا المحور ونزع سلاحه وإعادة تأهيله وطنيا، وهذا ما يجعل من هذا المحور حالة مغرية لمن يسعى حثيثا وبكل الوسائل للهيمنة على المنطقة الشرق أوسطية دون خسائر مباشرة.
إسرائيل تعرف تماما فعالية وتأثير هذا النموذج، فقد واجهته مرات واستفادت منها مرات أخرى، واليوم ورئيسها نتنياهو يعلن هنا وهناك عن وجه جديد للشرق الأوسط، ويروج لفكرة أو عقيدة إسرائيل الكبرى، فإنه بشكل ما يحاول استنساخ هذا النموذج، لأنه يعي أن إسرائيل العسكرية لا يمكنها السيطرة العسكرية المباشرة على رقعة واسعة ومعقدة التركيب السكاني، بالإضافة إلى أنها -إسرائيل- مرفوضة وغير مقبولة شعبيا ورسميا، فإن هكذا نموذج من بناء الأذرع ذات البعد الطائفي والإثني قد يتحول في مرحلة ما إلى يد طولى لإسرائيل في فرض نفسها كشريك في قضايا إقليمية رئيسية، وأن هذه الأذرع إذا نجحت في تأسيسها ستكون خناجر سامة في خاصرة المنطقة، إذا ما سُلّحت وتم تمكينها بشكل كافي، فستكون إحدى أهم أدوات إسرائيل للهيمنة الإقليمية بأقل كلفة عسكرية وبشرية، وتلوذ بنفسها بعيدا عن اللوم الدولي المباشر.
لقد حاولت إسرائيل مبكرا من خلال بناء ورعاية جيش جنوب لبنان ، فقد أدت هذه المليشيات دورا كبيرا في خدمة أهداف إسرائيل منذ 1976 حتى العام 2006م ويبدو أن الفكرة تعود من جديد بعد تغيرات كبيرة خاصة في سوريا، إذ تستغل إسرائيل ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة على كامل الأرض السورية، وبروز صدامات غير منضبطة مع مكونات سورية أصيلة، مما أوجد بيئة شبه ملائمة لإسرائيل لتقوم بتأسيس أذرع في سوريا مركزها الجولان، من أجل بناء منطقة نفوذ فاعلة تدين بالولاء لإسرائيل، بالإضافة إلى صلات واتصالات إسرائيلية قديمة مع الأكراد، وإن كانت ليست بالفعالية المؤثرة لكنها موجودة وتنتظر الظرف الإقليمي المناسب لكي تتطور إذا توافقت مصالح الطرفين.
إن بناء مثل هذه الأذرع وتقويتها في وجه الدولة المركزية، يخدم مصالح إسرائيل بشكل أساسي، فهي تسعى إلى أن تكون هذه الأذرع إذا ما نجحت في تأسيسها، مناطق نفوذ سياسي وعسكري إسرائيلية، قادرة على القيام بعمليات عسكرية بالوكالة كما كان جيش جنوب لبنان، ويضعف بالتالي سيادة الدول الحاضنة ويصادر قراراتها، من هنا على المكونات الأساسية في سوريا وغيرها من دول المنطقة قراءة التاريخ وفهم خطورة هذا الأمر، وأن الحل الوحيد هو الإلتفاف حول الدولة والدخول في العملية السياسية، والانتباه لمخططات إسرائيل وأهدافها التي لن تكون إلا في مصلحتها وليس في مصلحة أي مكون، والتاريخ يفضح ذلك بلا رحمة.
التعليقات