بات موضوع الاسلام السياسي هو الشغل الشاغل للعديد من مراكز الابحاث والدراسات في اميركا واوروبا وذلك بعد التطورات الدراماتيكية لما جرى بعد السابع من اكتوبر سواء ما يتعلق مع حزب الله في لبنان او المواجهة المباشرة بين اسرائيل وايران او المواجهة بين ايران واميركا وقيام الاخيرة بقصف مفاعل ' فوردو ' او التطور الاخطر الذي سبق كل ذلك والمتمثل بسقوط نظام ال الاسد يضاف له العامل الرئيس الا وهو ما يجرى في قطاع غزة من استفراد كامل بالمقاومة الفلسطينية التى يعتقد الكثير من المحللين ان قدرتها على الصمود باتت صعبة وان كلفة هذا الصمود البشرية كبيرة جدا لدرجة ' الابادة ' .
الاسلام السياسي بتشعباته المختلفة سواء التقليدي بشقيه الدعوي والخدمي او الجهادي – ' الانقلابي ' كله تقريبا وخلال العقد الاخير مني بانتكاسات عميقة سواء اكانت هذه الانتكاسات قد تمت في ظروف سياسية ديمقراطية طبيعية مثلما حصل في التجربة المغربية او ما جرى في مصر بعد ' الهبة الشعبية ' ضد حكم الاخوان المسلمين او الانتكاسة ' الانقلابية ' التى حصلت في تونس وجاءت بالرئيس قيس سعيد ، وفي هذه الدول الثلاثة المشار اليها صعدت فيها تيارات الاسلام السياسي ووصلت السلطة بعد تفجر اجواء ' الربيع العربي ' ، هذا الربيع الذي لم يات صدفة بل توفرت له مظلة سياسية مهمة للغاية واقصد هنا فترة حكم الرئيس اوباما ( امتدت من 20 يناير 2009 حتى 20 يناير 2017 ) و الذي كان خطابه في جامعة القاهرة ( 4 يونيو 2009 ) بمثابة شعلة الانطلاق لهذا الربيع والذي دعا فيه الى ' بداية جديدة ' بين اميركا والمسلمين كاشفا وبوضوح عن دعمه لحكومات منتخبة وسلمية في المنطقة والتى فهمت على انها دعوة صريحة لدعم الاسلام السياسي المعتدل .
وخلال هذه الحقبة تفجر هذا الربيع في تونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا والعراق واليمن ، وجرى احتواؤه احتواءا سياسيا ناعما في الاردن والمغرب ، ولكن سرعان ما انتكست مشاريع التغيير' الربيعية ' في اغلبية تلك العواصم التى اجتاحها هذا الربيع و ذلك للاسباب التالية :
• وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض ' الولاية الاولى ' الذي كان يحمل توجهات مختلفة تماما عن توجهات ادارة اوباما ، فترامب جاء بتوجهات معادية بصورة عنيفة للاسلام السياسي بتنوعاته المختلفة وبخاصة للاخوان المسلمين ، مما سحب الغطاء الاكثر اهمية في الدفاع عن شرعية هذه الاحزاب والحركات .
• فشل انظمة ' الربيع العربي ' في ادارة الحياة العامة في الدول التى وصلت فيها الى السلطة الحاكمة .
• بروز حركات مناهضة لتلك الانظمة ' الربيعية ' تواجهت معها في الشارع كما جرى في مصر عام 2013 وسقوط حكم الرئيس محمد مرسي .
• قيام تحالف اقليمي غير معلن لاسباب ايدولوجية وسياسية كان هدفه محاصرة هذا المد ' الربيعي ' وخنقه وتكللت جهود هذا التحالف بالنجاح بصورة كبيرة .
• انقذت طهران النظام في العراق و كذلك نظام بشار الاسد من ذلك ' الربيع ' ، الا انها فشلت في انقاذه لاحقا بسبب تداعيات الثورة السورية المتراكمة والفظائع التى ارتكبها النظام بحق السوريين ، وكان للعامل التركي الدور الاكبر في هذا السقوط الدراماتيكي.
والسؤال المهم المطروح عطفا على ما سبق ... ما هو مستقبل الاسلام السياسي وهل انتهى خاصة ' المسلح ' منه بعد ان ضعف الى حد كبير حزب الله ، وحركتي حماس والجهاد في غزة ؟؟
من الصعب القول ان ' الاسلام السياسي قد انتهى طالما ان الحاضنة الدينية الطبيعة موجودة ، وطالما الطغيان والتوحش الاسرائيلي مازال مستمرا فهذا هو العامل الرئيس الذي يغذي كل الحركات السياسية الراديكالية سواء اكانت دينية او قومية او يسارية اكثر من غياب العدالة الاجتماعية او' تعملق ' الانظمة الوطنية الشمولية .
الواقع الراهن للاسلام السياسي يؤشر بوضوح الى صعوبة صعود هذا ' الاسلام ' الى موقع السلطة ' الحاكمة ' حتى في بعض الديمقراطيات الدستورية ولهذا سنراه يتحور الى عدة نماذج في المستقبل القريب وهذه النماذج هي :
• النموذج الدعوي – المجتمعي – الخيري بلا طموح سياسي ( جمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية ) .
• النموذج المتحالف مع السلطة الحاكمة .
• او النموذج الاردوغاني وهو ما يصعب تطبيقه في عالمنا العربي ، لغياب الديمقراطية العميقة على غرار التركية .
هذه النتيجة مقلقة وستترك الباب مفتوحا لظهور انواع جديدة قديمة من الاسلام السياسي وستكون في الاغلب انقلابية عنيفة .
بات موضوع الاسلام السياسي هو الشغل الشاغل للعديد من مراكز الابحاث والدراسات في اميركا واوروبا وذلك بعد التطورات الدراماتيكية لما جرى بعد السابع من اكتوبر سواء ما يتعلق مع حزب الله في لبنان او المواجهة المباشرة بين اسرائيل وايران او المواجهة بين ايران واميركا وقيام الاخيرة بقصف مفاعل ' فوردو ' او التطور الاخطر الذي سبق كل ذلك والمتمثل بسقوط نظام ال الاسد يضاف له العامل الرئيس الا وهو ما يجرى في قطاع غزة من استفراد كامل بالمقاومة الفلسطينية التى يعتقد الكثير من المحللين ان قدرتها على الصمود باتت صعبة وان كلفة هذا الصمود البشرية كبيرة جدا لدرجة ' الابادة ' .
الاسلام السياسي بتشعباته المختلفة سواء التقليدي بشقيه الدعوي والخدمي او الجهادي – ' الانقلابي ' كله تقريبا وخلال العقد الاخير مني بانتكاسات عميقة سواء اكانت هذه الانتكاسات قد تمت في ظروف سياسية ديمقراطية طبيعية مثلما حصل في التجربة المغربية او ما جرى في مصر بعد ' الهبة الشعبية ' ضد حكم الاخوان المسلمين او الانتكاسة ' الانقلابية ' التى حصلت في تونس وجاءت بالرئيس قيس سعيد ، وفي هذه الدول الثلاثة المشار اليها صعدت فيها تيارات الاسلام السياسي ووصلت السلطة بعد تفجر اجواء ' الربيع العربي ' ، هذا الربيع الذي لم يات صدفة بل توفرت له مظلة سياسية مهمة للغاية واقصد هنا فترة حكم الرئيس اوباما ( امتدت من 20 يناير 2009 حتى 20 يناير 2017 ) و الذي كان خطابه في جامعة القاهرة ( 4 يونيو 2009 ) بمثابة شعلة الانطلاق لهذا الربيع والذي دعا فيه الى ' بداية جديدة ' بين اميركا والمسلمين كاشفا وبوضوح عن دعمه لحكومات منتخبة وسلمية في المنطقة والتى فهمت على انها دعوة صريحة لدعم الاسلام السياسي المعتدل .
وخلال هذه الحقبة تفجر هذا الربيع في تونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا والعراق واليمن ، وجرى احتواؤه احتواءا سياسيا ناعما في الاردن والمغرب ، ولكن سرعان ما انتكست مشاريع التغيير' الربيعية ' في اغلبية تلك العواصم التى اجتاحها هذا الربيع و ذلك للاسباب التالية :
• وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض ' الولاية الاولى ' الذي كان يحمل توجهات مختلفة تماما عن توجهات ادارة اوباما ، فترامب جاء بتوجهات معادية بصورة عنيفة للاسلام السياسي بتنوعاته المختلفة وبخاصة للاخوان المسلمين ، مما سحب الغطاء الاكثر اهمية في الدفاع عن شرعية هذه الاحزاب والحركات .
• فشل انظمة ' الربيع العربي ' في ادارة الحياة العامة في الدول التى وصلت فيها الى السلطة الحاكمة .
• بروز حركات مناهضة لتلك الانظمة ' الربيعية ' تواجهت معها في الشارع كما جرى في مصر عام 2013 وسقوط حكم الرئيس محمد مرسي .
• قيام تحالف اقليمي غير معلن لاسباب ايدولوجية وسياسية كان هدفه محاصرة هذا المد ' الربيعي ' وخنقه وتكللت جهود هذا التحالف بالنجاح بصورة كبيرة .
• انقذت طهران النظام في العراق و كذلك نظام بشار الاسد من ذلك ' الربيع ' ، الا انها فشلت في انقاذه لاحقا بسبب تداعيات الثورة السورية المتراكمة والفظائع التى ارتكبها النظام بحق السوريين ، وكان للعامل التركي الدور الاكبر في هذا السقوط الدراماتيكي.
والسؤال المهم المطروح عطفا على ما سبق ... ما هو مستقبل الاسلام السياسي وهل انتهى خاصة ' المسلح ' منه بعد ان ضعف الى حد كبير حزب الله ، وحركتي حماس والجهاد في غزة ؟؟
من الصعب القول ان ' الاسلام السياسي قد انتهى طالما ان الحاضنة الدينية الطبيعة موجودة ، وطالما الطغيان والتوحش الاسرائيلي مازال مستمرا فهذا هو العامل الرئيس الذي يغذي كل الحركات السياسية الراديكالية سواء اكانت دينية او قومية او يسارية اكثر من غياب العدالة الاجتماعية او' تعملق ' الانظمة الوطنية الشمولية .
الواقع الراهن للاسلام السياسي يؤشر بوضوح الى صعوبة صعود هذا ' الاسلام ' الى موقع السلطة ' الحاكمة ' حتى في بعض الديمقراطيات الدستورية ولهذا سنراه يتحور الى عدة نماذج في المستقبل القريب وهذه النماذج هي :
• النموذج الدعوي – المجتمعي – الخيري بلا طموح سياسي ( جمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية ) .
• النموذج المتحالف مع السلطة الحاكمة .
• او النموذج الاردوغاني وهو ما يصعب تطبيقه في عالمنا العربي ، لغياب الديمقراطية العميقة على غرار التركية .
هذه النتيجة مقلقة وستترك الباب مفتوحا لظهور انواع جديدة قديمة من الاسلام السياسي وستكون في الاغلب انقلابية عنيفة .
بات موضوع الاسلام السياسي هو الشغل الشاغل للعديد من مراكز الابحاث والدراسات في اميركا واوروبا وذلك بعد التطورات الدراماتيكية لما جرى بعد السابع من اكتوبر سواء ما يتعلق مع حزب الله في لبنان او المواجهة المباشرة بين اسرائيل وايران او المواجهة بين ايران واميركا وقيام الاخيرة بقصف مفاعل ' فوردو ' او التطور الاخطر الذي سبق كل ذلك والمتمثل بسقوط نظام ال الاسد يضاف له العامل الرئيس الا وهو ما يجرى في قطاع غزة من استفراد كامل بالمقاومة الفلسطينية التى يعتقد الكثير من المحللين ان قدرتها على الصمود باتت صعبة وان كلفة هذا الصمود البشرية كبيرة جدا لدرجة ' الابادة ' .
الاسلام السياسي بتشعباته المختلفة سواء التقليدي بشقيه الدعوي والخدمي او الجهادي – ' الانقلابي ' كله تقريبا وخلال العقد الاخير مني بانتكاسات عميقة سواء اكانت هذه الانتكاسات قد تمت في ظروف سياسية ديمقراطية طبيعية مثلما حصل في التجربة المغربية او ما جرى في مصر بعد ' الهبة الشعبية ' ضد حكم الاخوان المسلمين او الانتكاسة ' الانقلابية ' التى حصلت في تونس وجاءت بالرئيس قيس سعيد ، وفي هذه الدول الثلاثة المشار اليها صعدت فيها تيارات الاسلام السياسي ووصلت السلطة بعد تفجر اجواء ' الربيع العربي ' ، هذا الربيع الذي لم يات صدفة بل توفرت له مظلة سياسية مهمة للغاية واقصد هنا فترة حكم الرئيس اوباما ( امتدت من 20 يناير 2009 حتى 20 يناير 2017 ) و الذي كان خطابه في جامعة القاهرة ( 4 يونيو 2009 ) بمثابة شعلة الانطلاق لهذا الربيع والذي دعا فيه الى ' بداية جديدة ' بين اميركا والمسلمين كاشفا وبوضوح عن دعمه لحكومات منتخبة وسلمية في المنطقة والتى فهمت على انها دعوة صريحة لدعم الاسلام السياسي المعتدل .
وخلال هذه الحقبة تفجر هذا الربيع في تونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا والعراق واليمن ، وجرى احتواؤه احتواءا سياسيا ناعما في الاردن والمغرب ، ولكن سرعان ما انتكست مشاريع التغيير' الربيعية ' في اغلبية تلك العواصم التى اجتاحها هذا الربيع و ذلك للاسباب التالية :
• وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض ' الولاية الاولى ' الذي كان يحمل توجهات مختلفة تماما عن توجهات ادارة اوباما ، فترامب جاء بتوجهات معادية بصورة عنيفة للاسلام السياسي بتنوعاته المختلفة وبخاصة للاخوان المسلمين ، مما سحب الغطاء الاكثر اهمية في الدفاع عن شرعية هذه الاحزاب والحركات .
• فشل انظمة ' الربيع العربي ' في ادارة الحياة العامة في الدول التى وصلت فيها الى السلطة الحاكمة .
• بروز حركات مناهضة لتلك الانظمة ' الربيعية ' تواجهت معها في الشارع كما جرى في مصر عام 2013 وسقوط حكم الرئيس محمد مرسي .
• قيام تحالف اقليمي غير معلن لاسباب ايدولوجية وسياسية كان هدفه محاصرة هذا المد ' الربيعي ' وخنقه وتكللت جهود هذا التحالف بالنجاح بصورة كبيرة .
• انقذت طهران النظام في العراق و كذلك نظام بشار الاسد من ذلك ' الربيع ' ، الا انها فشلت في انقاذه لاحقا بسبب تداعيات الثورة السورية المتراكمة والفظائع التى ارتكبها النظام بحق السوريين ، وكان للعامل التركي الدور الاكبر في هذا السقوط الدراماتيكي.
والسؤال المهم المطروح عطفا على ما سبق ... ما هو مستقبل الاسلام السياسي وهل انتهى خاصة ' المسلح ' منه بعد ان ضعف الى حد كبير حزب الله ، وحركتي حماس والجهاد في غزة ؟؟
من الصعب القول ان ' الاسلام السياسي قد انتهى طالما ان الحاضنة الدينية الطبيعة موجودة ، وطالما الطغيان والتوحش الاسرائيلي مازال مستمرا فهذا هو العامل الرئيس الذي يغذي كل الحركات السياسية الراديكالية سواء اكانت دينية او قومية او يسارية اكثر من غياب العدالة الاجتماعية او' تعملق ' الانظمة الوطنية الشمولية .
الواقع الراهن للاسلام السياسي يؤشر بوضوح الى صعوبة صعود هذا ' الاسلام ' الى موقع السلطة ' الحاكمة ' حتى في بعض الديمقراطيات الدستورية ولهذا سنراه يتحور الى عدة نماذج في المستقبل القريب وهذه النماذج هي :
• النموذج الدعوي – المجتمعي – الخيري بلا طموح سياسي ( جمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية ) .
• النموذج المتحالف مع السلطة الحاكمة .
• او النموذج الاردوغاني وهو ما يصعب تطبيقه في عالمنا العربي ، لغياب الديمقراطية العميقة على غرار التركية .
هذه النتيجة مقلقة وستترك الباب مفتوحا لظهور انواع جديدة قديمة من الاسلام السياسي وستكون في الاغلب انقلابية عنيفة .
التعليقات