تزداد ملامح القلق مع دخول لبنان مرحلة تصعيد داخلي خطير، بالتزامن مع واقع أمني بالغ التدهور في الجنوب السوري، وتسارع العمليات الإسرائيلية للسيطرة على غزة، ما يعيد المنطقة مجددًا إلى متاهات التصعيد، ويكرّس مخاطر تحول المواجهات على معظم الجبهات.
التحول في التعاطي مع ملف غزة، وفكرة السيطرة الكاملة، لم يكن مفاجئًا؛ فإسرائيل عملت طوال الأشهر الماضية على التمهيد لهذه النقطة، من خلال خطوات ميدانية متدرجة تقود إلى إحكام السيطرة على القطاع. التخلي عن مصطلح 'الاحتلال' لصالح 'السيطرة'، لا يغيّر من جوهر المشروع، الذي يحظى بقبول أميركي ضمنيًا في سياق هدف معلن: هزيمة حماس، وتجريد غزة من السلاح، تمهيدًا لتسليمها إلى قوة عربية.
إلا أن هذا السيناريو محفوف بالتعقيدات منذ لحظة طرحه؛ فلا توجد قوات عربية يمكنها تأدية دور 'قوة فرض سلام' دون الانزلاق إلى مواجهة مع فصائل فلسطينية، وهو ما تستخدمه حكومة نتنياهو ذريعةً للاستمرار في العمليات العسكرية، وتسويف مسألة نقل السلطة إلى جهة عربية لا تعتبرها إسرائيل عدوًا، مع الإصرار على استبعاد السلطة الفلسطينية بالكامل من أي دور ميداني في غزة.
السيطرة على الحدود، والإشراف الأمني، وتقطيع القطاع إلى مناطق يمكن مراقبتها وضبطها، كان هدفًا إسرائيليًا واضحًا خلال الفترة الماضية. وفي ظل تعثر ملف الهدنة، الذي لا يعني إسرائيل إلا من زاوية استعادة رهائنها، يبقى تحقيق هدف 'هزيمة حماس' أولوية، ما يجعل أي اتفاق غير ذي قيمة ما لم يفضِ إلى تغيير جذري في الواقع داخل غزة، يجعلها أرضًا غير قابلة للتوظيف مستقبلًا لأي تهديد محتمل.
هذا ما يفسر تصميم إسرائيل على فرض سيطرة أمنية كاملة على الحدود والمعابر، واعتماد منهج تقسيم القطاع، بالتوازي مع تطبيق فكرة 'التفريغ الديموغرافي'، باعتبار أن الكثافة السكانية العالية تمثل حاضنة مجتمعية قابلة للتطرف، وتمنح شرعية لفصائل مسلحة.
في المقابل، تستعد إسرائيل بجدية للتعامل مع الجبهة اللبنانية. فقد كانت المرحلة الأولى من التصعيد تهدف إلى تحويل 'حزب الله' من قوة إقليمية قادرة على خوض حرب واسعة، إلى عبء داخلي في لبنان، كتنظيم سياسي يحمل السلاح داخليًا. ويبدو هذا الهدف أكثر وضوحًا اليوم.
تستعد إسرائيل لردود محتملة من حزب الله عبر هجمات نوعية أو عمليات محددة، لكنها تدرك أيضًا أن الحزب لا يرغب – تحت أي ظرف – بفتح جبهة شاملة. لذلك، فإن التلويح بالحرب وتوتير الداخل اللبناني هو الخيار المفضل للحزب، أملاً في ممارسة ضغط مكثف على الحكومة دون إسقاطها، في مسعى لجذب انتباه قوى دولية للتدخل من أجل وقف عملية سحب سلاحه أو تأجيلها على الأقل، باعتبارها 'صاعق تفجير' داخلي خطير.
لكن تحرك الحزب في ظل تصعيد إقليمي، وخاصة في الجنوب السوري، يزيد من احتمالات تحول الاحتجاجات إلى مواجهات أهلية بين الطوائف والقوى المتعددة. وهو ما قد يقود إلى انهيار الحكومة المركزية، ودفع مختلف الأطراف نحو إعادة رسم مناطق نفوذ داخل الأراضي اللبنانية.
هذا السيناريو ينسحب على المشهد السوري أيضًا، حيث تحولت المنطقة الجنوبية، وبشكل خاص محافظة السويداء، إلى محور لصراع هجين منخفض الحدة لكنه بالغ الخطورة. وتتمثل ملامحه بوضوح في عمليات عسكرية ممنهجة، وتسلل عابر للحدود، وعمليات تطهير طائفي، وتآكل تدريجي لسيطرة الدولة السورية لصالح قوى محلية مدعومة من أطراف خارجية.
وتتقدم إيران في هذا المشهد كلاعب محوري يسعى إلى تقليل الضغط عليه من خلال التحالف مع قوى فاعلة محليًا، والعمل على تعطيل أي خطط إسرائيلية تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة على الحدود الجنوبية. وهو ما يعزز خيار التسلح لدى الأطراف المتصارعة، ويفتح الباب على مصراعيه أمام حروب بالوكالة ذات طابع طائفي وعرقي، تهدد بتفتيت البنية المجتمعية للدولة.
تزداد ملامح القلق مع دخول لبنان مرحلة تصعيد داخلي خطير، بالتزامن مع واقع أمني بالغ التدهور في الجنوب السوري، وتسارع العمليات الإسرائيلية للسيطرة على غزة، ما يعيد المنطقة مجددًا إلى متاهات التصعيد، ويكرّس مخاطر تحول المواجهات على معظم الجبهات.
التحول في التعاطي مع ملف غزة، وفكرة السيطرة الكاملة، لم يكن مفاجئًا؛ فإسرائيل عملت طوال الأشهر الماضية على التمهيد لهذه النقطة، من خلال خطوات ميدانية متدرجة تقود إلى إحكام السيطرة على القطاع. التخلي عن مصطلح 'الاحتلال' لصالح 'السيطرة'، لا يغيّر من جوهر المشروع، الذي يحظى بقبول أميركي ضمنيًا في سياق هدف معلن: هزيمة حماس، وتجريد غزة من السلاح، تمهيدًا لتسليمها إلى قوة عربية.
إلا أن هذا السيناريو محفوف بالتعقيدات منذ لحظة طرحه؛ فلا توجد قوات عربية يمكنها تأدية دور 'قوة فرض سلام' دون الانزلاق إلى مواجهة مع فصائل فلسطينية، وهو ما تستخدمه حكومة نتنياهو ذريعةً للاستمرار في العمليات العسكرية، وتسويف مسألة نقل السلطة إلى جهة عربية لا تعتبرها إسرائيل عدوًا، مع الإصرار على استبعاد السلطة الفلسطينية بالكامل من أي دور ميداني في غزة.
السيطرة على الحدود، والإشراف الأمني، وتقطيع القطاع إلى مناطق يمكن مراقبتها وضبطها، كان هدفًا إسرائيليًا واضحًا خلال الفترة الماضية. وفي ظل تعثر ملف الهدنة، الذي لا يعني إسرائيل إلا من زاوية استعادة رهائنها، يبقى تحقيق هدف 'هزيمة حماس' أولوية، ما يجعل أي اتفاق غير ذي قيمة ما لم يفضِ إلى تغيير جذري في الواقع داخل غزة، يجعلها أرضًا غير قابلة للتوظيف مستقبلًا لأي تهديد محتمل.
هذا ما يفسر تصميم إسرائيل على فرض سيطرة أمنية كاملة على الحدود والمعابر، واعتماد منهج تقسيم القطاع، بالتوازي مع تطبيق فكرة 'التفريغ الديموغرافي'، باعتبار أن الكثافة السكانية العالية تمثل حاضنة مجتمعية قابلة للتطرف، وتمنح شرعية لفصائل مسلحة.
في المقابل، تستعد إسرائيل بجدية للتعامل مع الجبهة اللبنانية. فقد كانت المرحلة الأولى من التصعيد تهدف إلى تحويل 'حزب الله' من قوة إقليمية قادرة على خوض حرب واسعة، إلى عبء داخلي في لبنان، كتنظيم سياسي يحمل السلاح داخليًا. ويبدو هذا الهدف أكثر وضوحًا اليوم.
تستعد إسرائيل لردود محتملة من حزب الله عبر هجمات نوعية أو عمليات محددة، لكنها تدرك أيضًا أن الحزب لا يرغب – تحت أي ظرف – بفتح جبهة شاملة. لذلك، فإن التلويح بالحرب وتوتير الداخل اللبناني هو الخيار المفضل للحزب، أملاً في ممارسة ضغط مكثف على الحكومة دون إسقاطها، في مسعى لجذب انتباه قوى دولية للتدخل من أجل وقف عملية سحب سلاحه أو تأجيلها على الأقل، باعتبارها 'صاعق تفجير' داخلي خطير.
لكن تحرك الحزب في ظل تصعيد إقليمي، وخاصة في الجنوب السوري، يزيد من احتمالات تحول الاحتجاجات إلى مواجهات أهلية بين الطوائف والقوى المتعددة. وهو ما قد يقود إلى انهيار الحكومة المركزية، ودفع مختلف الأطراف نحو إعادة رسم مناطق نفوذ داخل الأراضي اللبنانية.
هذا السيناريو ينسحب على المشهد السوري أيضًا، حيث تحولت المنطقة الجنوبية، وبشكل خاص محافظة السويداء، إلى محور لصراع هجين منخفض الحدة لكنه بالغ الخطورة. وتتمثل ملامحه بوضوح في عمليات عسكرية ممنهجة، وتسلل عابر للحدود، وعمليات تطهير طائفي، وتآكل تدريجي لسيطرة الدولة السورية لصالح قوى محلية مدعومة من أطراف خارجية.
وتتقدم إيران في هذا المشهد كلاعب محوري يسعى إلى تقليل الضغط عليه من خلال التحالف مع قوى فاعلة محليًا، والعمل على تعطيل أي خطط إسرائيلية تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة على الحدود الجنوبية. وهو ما يعزز خيار التسلح لدى الأطراف المتصارعة، ويفتح الباب على مصراعيه أمام حروب بالوكالة ذات طابع طائفي وعرقي، تهدد بتفتيت البنية المجتمعية للدولة.
تزداد ملامح القلق مع دخول لبنان مرحلة تصعيد داخلي خطير، بالتزامن مع واقع أمني بالغ التدهور في الجنوب السوري، وتسارع العمليات الإسرائيلية للسيطرة على غزة، ما يعيد المنطقة مجددًا إلى متاهات التصعيد، ويكرّس مخاطر تحول المواجهات على معظم الجبهات.
التحول في التعاطي مع ملف غزة، وفكرة السيطرة الكاملة، لم يكن مفاجئًا؛ فإسرائيل عملت طوال الأشهر الماضية على التمهيد لهذه النقطة، من خلال خطوات ميدانية متدرجة تقود إلى إحكام السيطرة على القطاع. التخلي عن مصطلح 'الاحتلال' لصالح 'السيطرة'، لا يغيّر من جوهر المشروع، الذي يحظى بقبول أميركي ضمنيًا في سياق هدف معلن: هزيمة حماس، وتجريد غزة من السلاح، تمهيدًا لتسليمها إلى قوة عربية.
إلا أن هذا السيناريو محفوف بالتعقيدات منذ لحظة طرحه؛ فلا توجد قوات عربية يمكنها تأدية دور 'قوة فرض سلام' دون الانزلاق إلى مواجهة مع فصائل فلسطينية، وهو ما تستخدمه حكومة نتنياهو ذريعةً للاستمرار في العمليات العسكرية، وتسويف مسألة نقل السلطة إلى جهة عربية لا تعتبرها إسرائيل عدوًا، مع الإصرار على استبعاد السلطة الفلسطينية بالكامل من أي دور ميداني في غزة.
السيطرة على الحدود، والإشراف الأمني، وتقطيع القطاع إلى مناطق يمكن مراقبتها وضبطها، كان هدفًا إسرائيليًا واضحًا خلال الفترة الماضية. وفي ظل تعثر ملف الهدنة، الذي لا يعني إسرائيل إلا من زاوية استعادة رهائنها، يبقى تحقيق هدف 'هزيمة حماس' أولوية، ما يجعل أي اتفاق غير ذي قيمة ما لم يفضِ إلى تغيير جذري في الواقع داخل غزة، يجعلها أرضًا غير قابلة للتوظيف مستقبلًا لأي تهديد محتمل.
هذا ما يفسر تصميم إسرائيل على فرض سيطرة أمنية كاملة على الحدود والمعابر، واعتماد منهج تقسيم القطاع، بالتوازي مع تطبيق فكرة 'التفريغ الديموغرافي'، باعتبار أن الكثافة السكانية العالية تمثل حاضنة مجتمعية قابلة للتطرف، وتمنح شرعية لفصائل مسلحة.
في المقابل، تستعد إسرائيل بجدية للتعامل مع الجبهة اللبنانية. فقد كانت المرحلة الأولى من التصعيد تهدف إلى تحويل 'حزب الله' من قوة إقليمية قادرة على خوض حرب واسعة، إلى عبء داخلي في لبنان، كتنظيم سياسي يحمل السلاح داخليًا. ويبدو هذا الهدف أكثر وضوحًا اليوم.
تستعد إسرائيل لردود محتملة من حزب الله عبر هجمات نوعية أو عمليات محددة، لكنها تدرك أيضًا أن الحزب لا يرغب – تحت أي ظرف – بفتح جبهة شاملة. لذلك، فإن التلويح بالحرب وتوتير الداخل اللبناني هو الخيار المفضل للحزب، أملاً في ممارسة ضغط مكثف على الحكومة دون إسقاطها، في مسعى لجذب انتباه قوى دولية للتدخل من أجل وقف عملية سحب سلاحه أو تأجيلها على الأقل، باعتبارها 'صاعق تفجير' داخلي خطير.
لكن تحرك الحزب في ظل تصعيد إقليمي، وخاصة في الجنوب السوري، يزيد من احتمالات تحول الاحتجاجات إلى مواجهات أهلية بين الطوائف والقوى المتعددة. وهو ما قد يقود إلى انهيار الحكومة المركزية، ودفع مختلف الأطراف نحو إعادة رسم مناطق نفوذ داخل الأراضي اللبنانية.
هذا السيناريو ينسحب على المشهد السوري أيضًا، حيث تحولت المنطقة الجنوبية، وبشكل خاص محافظة السويداء، إلى محور لصراع هجين منخفض الحدة لكنه بالغ الخطورة. وتتمثل ملامحه بوضوح في عمليات عسكرية ممنهجة، وتسلل عابر للحدود، وعمليات تطهير طائفي، وتآكل تدريجي لسيطرة الدولة السورية لصالح قوى محلية مدعومة من أطراف خارجية.
وتتقدم إيران في هذا المشهد كلاعب محوري يسعى إلى تقليل الضغط عليه من خلال التحالف مع قوى فاعلة محليًا، والعمل على تعطيل أي خطط إسرائيلية تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة على الحدود الجنوبية. وهو ما يعزز خيار التسلح لدى الأطراف المتصارعة، ويفتح الباب على مصراعيه أمام حروب بالوكالة ذات طابع طائفي وعرقي، تهدد بتفتيت البنية المجتمعية للدولة.
التعليقات
من التصعيد إلى التفكك: مشاهد متوازية من الجنوب السوري ولبنان
التعليقات