دخل الشرق الأوسط أولى مراحل وجهه الجديد من اندلاع غبار الربيع العربي، وعاث هذا الغبار الخراب في أكثر من مكان، لكن خطا خطط التغيير تراخت وتباطأت بعد ذلك لأسباب جيوسياسية وتعقيدات إقليمية، لكن الجمر كان يستعر تحت الرماد، فغزة دائمة الانتفاظ والمقاومة، ولبنان يغرق في حالة من عدم الاستقرار طوال السنوات الماضية، أما الثورة السورية التي قمعت بقسوة، لم تنطفئ جذوتها، لكنها تحصنت في بؤر كثيرة أهمها إدلب، وأخذت تعد العدة للمواجهة النهائية، وإسرائيل خلال ذلك كله تتوسع في بناء المستوطنات، وتتنصل من المعاهدات وتجمد السلام المفترض وتستعد للإجهاز على حل الدولتين.
جاءت شرارة السابع من اكتوبر لتعيد تسخين خطط تغيير الشرق الأوسط من جديد، والتي لم تتوقف نهائيا لكن خطاها تثاقلت كثيرا، غير أنها ما أن اشتعلت الحرب على غزة حتى استفاقت مكنزمات التغيير من سباتها، فشنت إسرائيل حربا همجية ضاربة بعرض وطول الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية والقيم الأخلاقية، وما لبثت أن تحركت شمالا موجهة سلسلة طعنات قاتلة لحزب الله فأخرجته بنسبة كبيرة من معادلة الردع وتوازن القوى، ومن ثم تركت للقرارات الدولية واللبنانية استكمال مهمة إنهاء الوجود العسكري لحزب الله، وتم تحريك المعارضة السورية المسلحة في إدلب عن طريق الرافعة التركية، ليسقط نظام الأسد بطريقة دراماتيكية بعد ما يزيد عن نصف قرن من الحكم الجائر ليعلن نتياهو تفعيل خاصية تغيير وجه الشرق الأوسط.
كان واضحا أن الشرق الأوسط يحث الخطا نحو ارتداء وجه جديد مغاير تماما لأربعة عقود مضت، وقد تسارعت هذه الخطا عندما فاجأت إسرائيل العالم بحرب على إيران، مستخدمة عملاء على الأرض، وطائرات تجوب سماء إيران على مدار الساعة، وتصفيات وإغتيالات لكبار القادة العسكريين والأمنيين، وهددت بتصفية المرشد، في حين حافظت إيران رغم خسائرها الكبيرة على وتيرة الرد الصاروخي، لكن شيء ما حدث كسر الإيقاع وأعاد البطء إلى خطا التغيير من جديد، فما الذي حدث؟؟
إن تدخل أمريكا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لم يكن في النتيجة العامة لصالح إسرائيل نتياهو، فبعد القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية الحصينة، لم يعد من مبرر لاستمرار الحرب من وجهة نظر أمريكا، ففرضت وقف اطلاق النار على إسرائيل قبل إيران المرحبة، ربما أن نتياهو أصيب بخيبة أمل، فهو يرى أنه لم يكمل ما بدأه في إيران، وأن الفرصة السانحة لم تستثمر كما يرغب، وهنا ومع مرور الأيام بدأت إيران تستعيد توازنها ولو نسبيا، وحزب الله بدأ يتنصل علنا من تعهداته ويهدد بنبرة واضحة، والنظام الجديد في سوريا يغرق في بحر النزعات الطائفية والإثنية، وبدا أضعف من أن يفرض يهمنته على كامل سوريا، على الأقل في المنظور القريب، وإسرائيل التي تغرق هي الأخرى في ركام غزة دون أفق واضح، تخسر نفوذها لدى فريق من السويداء، وتفشل خطتها في إخراج السويداء وأجزاء من الجنوب السوري من حضن الدولة السورية، في حين بدا ترامب أكثر ضيقا وأقل صبرا اتجاه نتياهو.
هذه وغيرها عوامل أدخلت الشرق الأوسط في حالة إعادة تموضع مضادة لمشاريع تغيير معالم وجهه، صحيح أن هذا التموضع غير مكتمل، وغير مؤكد النتائج، لكنه بكل تأكيد يبطئ من وتيرة الإنزلاق نحو التغيير الذي يعبر عن وجهة نظر وخطط إسرائيل، إلى حالة من منح المنطقة مزيد من الوقت لالتقاط الأنفاس، وتأمل الإفرازات الجديدة، والعمل على عرقلة خطط التغيير ومحاولة تعديلها، مما يسهم في إيجاد حالة من التوازن النسبي، وإن كان التغيير هو سمة المنطقة منذ ألف عام ويزيد.
دخل الشرق الأوسط أولى مراحل وجهه الجديد من اندلاع غبار الربيع العربي، وعاث هذا الغبار الخراب في أكثر من مكان، لكن خطا خطط التغيير تراخت وتباطأت بعد ذلك لأسباب جيوسياسية وتعقيدات إقليمية، لكن الجمر كان يستعر تحت الرماد، فغزة دائمة الانتفاظ والمقاومة، ولبنان يغرق في حالة من عدم الاستقرار طوال السنوات الماضية، أما الثورة السورية التي قمعت بقسوة، لم تنطفئ جذوتها، لكنها تحصنت في بؤر كثيرة أهمها إدلب، وأخذت تعد العدة للمواجهة النهائية، وإسرائيل خلال ذلك كله تتوسع في بناء المستوطنات، وتتنصل من المعاهدات وتجمد السلام المفترض وتستعد للإجهاز على حل الدولتين.
جاءت شرارة السابع من اكتوبر لتعيد تسخين خطط تغيير الشرق الأوسط من جديد، والتي لم تتوقف نهائيا لكن خطاها تثاقلت كثيرا، غير أنها ما أن اشتعلت الحرب على غزة حتى استفاقت مكنزمات التغيير من سباتها، فشنت إسرائيل حربا همجية ضاربة بعرض وطول الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية والقيم الأخلاقية، وما لبثت أن تحركت شمالا موجهة سلسلة طعنات قاتلة لحزب الله فأخرجته بنسبة كبيرة من معادلة الردع وتوازن القوى، ومن ثم تركت للقرارات الدولية واللبنانية استكمال مهمة إنهاء الوجود العسكري لحزب الله، وتم تحريك المعارضة السورية المسلحة في إدلب عن طريق الرافعة التركية، ليسقط نظام الأسد بطريقة دراماتيكية بعد ما يزيد عن نصف قرن من الحكم الجائر ليعلن نتياهو تفعيل خاصية تغيير وجه الشرق الأوسط.
كان واضحا أن الشرق الأوسط يحث الخطا نحو ارتداء وجه جديد مغاير تماما لأربعة عقود مضت، وقد تسارعت هذه الخطا عندما فاجأت إسرائيل العالم بحرب على إيران، مستخدمة عملاء على الأرض، وطائرات تجوب سماء إيران على مدار الساعة، وتصفيات وإغتيالات لكبار القادة العسكريين والأمنيين، وهددت بتصفية المرشد، في حين حافظت إيران رغم خسائرها الكبيرة على وتيرة الرد الصاروخي، لكن شيء ما حدث كسر الإيقاع وأعاد البطء إلى خطا التغيير من جديد، فما الذي حدث؟؟
إن تدخل أمريكا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لم يكن في النتيجة العامة لصالح إسرائيل نتياهو، فبعد القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية الحصينة، لم يعد من مبرر لاستمرار الحرب من وجهة نظر أمريكا، ففرضت وقف اطلاق النار على إسرائيل قبل إيران المرحبة، ربما أن نتياهو أصيب بخيبة أمل، فهو يرى أنه لم يكمل ما بدأه في إيران، وأن الفرصة السانحة لم تستثمر كما يرغب، وهنا ومع مرور الأيام بدأت إيران تستعيد توازنها ولو نسبيا، وحزب الله بدأ يتنصل علنا من تعهداته ويهدد بنبرة واضحة، والنظام الجديد في سوريا يغرق في بحر النزعات الطائفية والإثنية، وبدا أضعف من أن يفرض يهمنته على كامل سوريا، على الأقل في المنظور القريب، وإسرائيل التي تغرق هي الأخرى في ركام غزة دون أفق واضح، تخسر نفوذها لدى فريق من السويداء، وتفشل خطتها في إخراج السويداء وأجزاء من الجنوب السوري من حضن الدولة السورية، في حين بدا ترامب أكثر ضيقا وأقل صبرا اتجاه نتياهو.
هذه وغيرها عوامل أدخلت الشرق الأوسط في حالة إعادة تموضع مضادة لمشاريع تغيير معالم وجهه، صحيح أن هذا التموضع غير مكتمل، وغير مؤكد النتائج، لكنه بكل تأكيد يبطئ من وتيرة الإنزلاق نحو التغيير الذي يعبر عن وجهة نظر وخطط إسرائيل، إلى حالة من منح المنطقة مزيد من الوقت لالتقاط الأنفاس، وتأمل الإفرازات الجديدة، والعمل على عرقلة خطط التغيير ومحاولة تعديلها، مما يسهم في إيجاد حالة من التوازن النسبي، وإن كان التغيير هو سمة المنطقة منذ ألف عام ويزيد.
دخل الشرق الأوسط أولى مراحل وجهه الجديد من اندلاع غبار الربيع العربي، وعاث هذا الغبار الخراب في أكثر من مكان، لكن خطا خطط التغيير تراخت وتباطأت بعد ذلك لأسباب جيوسياسية وتعقيدات إقليمية، لكن الجمر كان يستعر تحت الرماد، فغزة دائمة الانتفاظ والمقاومة، ولبنان يغرق في حالة من عدم الاستقرار طوال السنوات الماضية، أما الثورة السورية التي قمعت بقسوة، لم تنطفئ جذوتها، لكنها تحصنت في بؤر كثيرة أهمها إدلب، وأخذت تعد العدة للمواجهة النهائية، وإسرائيل خلال ذلك كله تتوسع في بناء المستوطنات، وتتنصل من المعاهدات وتجمد السلام المفترض وتستعد للإجهاز على حل الدولتين.
جاءت شرارة السابع من اكتوبر لتعيد تسخين خطط تغيير الشرق الأوسط من جديد، والتي لم تتوقف نهائيا لكن خطاها تثاقلت كثيرا، غير أنها ما أن اشتعلت الحرب على غزة حتى استفاقت مكنزمات التغيير من سباتها، فشنت إسرائيل حربا همجية ضاربة بعرض وطول الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية والقيم الأخلاقية، وما لبثت أن تحركت شمالا موجهة سلسلة طعنات قاتلة لحزب الله فأخرجته بنسبة كبيرة من معادلة الردع وتوازن القوى، ومن ثم تركت للقرارات الدولية واللبنانية استكمال مهمة إنهاء الوجود العسكري لحزب الله، وتم تحريك المعارضة السورية المسلحة في إدلب عن طريق الرافعة التركية، ليسقط نظام الأسد بطريقة دراماتيكية بعد ما يزيد عن نصف قرن من الحكم الجائر ليعلن نتياهو تفعيل خاصية تغيير وجه الشرق الأوسط.
كان واضحا أن الشرق الأوسط يحث الخطا نحو ارتداء وجه جديد مغاير تماما لأربعة عقود مضت، وقد تسارعت هذه الخطا عندما فاجأت إسرائيل العالم بحرب على إيران، مستخدمة عملاء على الأرض، وطائرات تجوب سماء إيران على مدار الساعة، وتصفيات وإغتيالات لكبار القادة العسكريين والأمنيين، وهددت بتصفية المرشد، في حين حافظت إيران رغم خسائرها الكبيرة على وتيرة الرد الصاروخي، لكن شيء ما حدث كسر الإيقاع وأعاد البطء إلى خطا التغيير من جديد، فما الذي حدث؟؟
إن تدخل أمريكا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لم يكن في النتيجة العامة لصالح إسرائيل نتياهو، فبعد القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية الحصينة، لم يعد من مبرر لاستمرار الحرب من وجهة نظر أمريكا، ففرضت وقف اطلاق النار على إسرائيل قبل إيران المرحبة، ربما أن نتياهو أصيب بخيبة أمل، فهو يرى أنه لم يكمل ما بدأه في إيران، وأن الفرصة السانحة لم تستثمر كما يرغب، وهنا ومع مرور الأيام بدأت إيران تستعيد توازنها ولو نسبيا، وحزب الله بدأ يتنصل علنا من تعهداته ويهدد بنبرة واضحة، والنظام الجديد في سوريا يغرق في بحر النزعات الطائفية والإثنية، وبدا أضعف من أن يفرض يهمنته على كامل سوريا، على الأقل في المنظور القريب، وإسرائيل التي تغرق هي الأخرى في ركام غزة دون أفق واضح، تخسر نفوذها لدى فريق من السويداء، وتفشل خطتها في إخراج السويداء وأجزاء من الجنوب السوري من حضن الدولة السورية، في حين بدا ترامب أكثر ضيقا وأقل صبرا اتجاه نتياهو.
هذه وغيرها عوامل أدخلت الشرق الأوسط في حالة إعادة تموضع مضادة لمشاريع تغيير معالم وجهه، صحيح أن هذا التموضع غير مكتمل، وغير مؤكد النتائج، لكنه بكل تأكيد يبطئ من وتيرة الإنزلاق نحو التغيير الذي يعبر عن وجهة نظر وخطط إسرائيل، إلى حالة من منح المنطقة مزيد من الوقت لالتقاط الأنفاس، وتأمل الإفرازات الجديدة، والعمل على عرقلة خطط التغيير ومحاولة تعديلها، مما يسهم في إيجاد حالة من التوازن النسبي، وإن كان التغيير هو سمة المنطقة منذ ألف عام ويزيد.
التعليقات