وقت ليلة القدر من الليل مختلف فيه بين الفقهاء؛ فمطلعها من غروب الشمس لكن يختلف في نهايتها فقيل حتى مطلع الفجر أو حتى غروب الشمس التالي.
أصل وقت الليلة في الإسلام يكون من غروب الشمس حتى مطلع الفجر، وبما أنّ المعتبر في الشرع هو اختلاف مطالع الشهور بين بقعة جغرافية وأخرى، فهذا يعني حكماً اختلاف مطلع ليلة القدر وستكون متخصصة ببعضهم لكن يشاركهم غيرهم بجزء منها، وبالتالي سوف تنتهي إما عند طلوع فجر هؤلاء أو عند طلوع الفجر لمن يشاركهم إياها، والحد الأخير في طول مدار الشمس بالساعات هو 24 ساعة، فإذا استمرت ليلة القدر مدة الـ 24 ساعة كاملةً فلن تكون ليلتها لأهل منطقة ما إلا بما يعادل الليلة في بلدهم.
وقد نقل الشيخ ابن باز ما أخبر به رسول الله ﷺ بأن ليلة القدر من أعظم الليالي التي ترتقب في العُشر الأواخر من شهر رمضان، فقال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، كما بيّن سيد الخلق بأنها ليلة وتر في الغالب أكثر من كونها ليلة شفع وبالتالي من قام العشر الأواخر كلها أدركها بإذن الله.
متى تكون ليلة القدر
أكدت النصوص الشرعية من السنة النبوية الشريفة أن ليلة القدر ليلة متنقلة خلال العشر الأواخر من رمضان.
كما أكد النبي الأكرم ﷺ في باب فضل ليلة القدر واهم العلامات التي تدل عليها أنها لم تكن معينة في ليلة ثابتة على الدوام، وأمر في تحريها في العشر الأواخر إذ قال ﷺ: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” أي في ليالي العسر الأواخر الفردية وهي (21 – 23 – 25 – 27 – 29) لكن هذا لا يستثني ليالي الشفع فربما تأتي بها بإذن الله، والأفضل إحياء ليالي العُشر كاملةً للفوز برضا الله ووعده لأهلها.
وإحياء العشر الأواخر كلها فيه التأسي بالنبي الأكرم ﷺ بحسب ما أخبرتنا به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بقولها: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”، والواقع هناك حكمة من عدم تحديد ليلة القدر فقد أنشاها الله تعالى لسيّد الخلق رغم أنه أدركها، فقال ﷺ:”إنِّي أُريتُ ليلةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ”، والحكمة من ذلك هي حث العبد على المزيد من الاجتهاد في الطاعات.
علامات ليلة القدر علامات حاضرة. علامات لاحقة. أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن علامات ليلة القدر الصحيحة ثابتة في الشرع وموجودة بالفعل، وهي مما يفرق ليلة القدر عن سواها من ليالي شهر رمضان المبارك، وتقسم هذه العلامات إلى قسمين كما يأتي:
علامات حاضرة: العلامات الحاضرة لليلة القدر “أي علامات تصاحبها خلال وقتها” والتي يتفق عليها غالبية أهل العلم وهي:
ليلها المشرق والهادئ وقمرها المنير. تكاد تخلو من نباح الكلاب. استحباب المسلم للإكثار من الطاعة وانشراح صدره فيها. العلامات اللاحقة: أي ما يظهر في بداية النهار الذي يليها من يومها من علامات وتتمثّل بشروق شمس صبيحتها نقيةً صافيةً وبلا شعاع ، وسيتفيد العبد من اطلاعه على هذه العلامة باطمئنان فؤاده بأن الله وفقه لأداء الواجب والمطلوب في إحياء هذه الليلة وحصد أجرها بمشيئة الله عز وجل، ولمن يتساءل عن الفائدة من العلم بالعلامات اللاحقة فيقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله أنها كالختام شأنها شأن الختم على الوثيقة مما يتبين عبره التوفيق بإدراكها.
هل ليلة ٢٧ كانت ليلة القدر يمكن أن تكون ليلة القدر هي ليلة 27 رمضان “أي من غروب شمس نهار الـ 26 وحتى طلوع فجر الـ 27 من يومها”، لكن هذا الموعد غير ثابت فهي ليلة متنقلة.
يتفق العلماء في الدين بأن الثابت شرعاً عن ليلة القدر بأنها متنقلة بين ليالي العشر الأواخر من رمضان، وقد أوضح الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي – رحمه الله الفكرة في معرض شرحه أحاديث نبوية في صحيح مسلم عن القضيّة، فقال:
“غالب العلماء يُجمع بأنها من الليالي المبهمة بين ليالي العشر الأواخر من الشهر، لكن أكثرها احتمالاً هو أوتارها وتحديداً ليالي الـ (27 – 23 – 21)، كما رأى بعضهم بأنها ثابتة فلا تنتقل بينما أكد أغلب المحققين بأنها تنتقل بين تلك الليالي بين سنة وأخرى، فنجدها في عام بليلة 27 من شهر رمضان وفي عام آخر بليلة 23 وفي آخر ليلة 21، وهو ما بدا من جموع الأحاديث النبوية الشريفة وما نقله السلف الصالح منها”.
من هم الاشخاص الذين يرون ليله القدر يمكن أن تُرى ليلة القَدر فقط من قبل من وفقهم الله تعالى إلى مشاهدة أماراتها.
كان الصحابة رضي الله عنهم جميعاً يستعلمون عن اللية مرور الليلة من أمارات محددة مثل شكل القمر ليلة القدر بالصور أو ضياؤها أو أحداث تمر بها أو تلحقها، لكن مررها دون أن يشاهدها العبد الطائع لا يعني أنه محروماً من أجرها العظيم متى أحياها إيماناً واحتساباً، فعلى العبد تحريها بالعشر الأواخر كما أمر الله وعلم رسوله الأكرم ﷺ للصحابة الكرام سعياً لنيل الأجر.
إنّ رؤية ليلة القدر مكرمة من الله عز وجل، ومن صادف الليلة وهو محييها دون أن يراها كتب الله له ثوابها لقول النبي ﷺ: ” من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدمَ من ذنبِه، ومن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدمَ من ذنبهِ وما تأخرَ”، وروية الليلة تعني مشاهدة شيء من علاماتها سالفة الذكر التي أخبر عنها النبي ﷺ.
ماذا تفعل في ليلة القدر الإحياء. الدعاء. قراءة القرآن. الصلاة في الليل. الأفضل والأكثر استحباباً للمسلم من الأعمال في ليلة القدر هو التأسي بالرسول ﷺ فيفعل ما يأتي:
الإحياء: ويكون بقيام الليلة، لقول نور الهدى ﷺ: “مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.
الدعاء: يجب الإكثار من الدعاء وخير الدعاء ما علم الرسول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال ﷺ: ” قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”.
قراءة القرآن: وهو ما يجي الإكثار منه ومن الذكر وسواهما من الطاعات.
الصلاة في الليل: فيصلي المحيي ما استطاع من جوف الليل حتى طلوع الفجر، وقد أخبرنا ابن عمر رضي الله فقال: “يا رسولَ اللَّهِ كيفَ تأمرُنا نصلِّي منَ اللَّيلِ؟ قالَ يصلِّي أحدُكُم مَثنى مَثنى، فإذا خشِيَ الصُّبحَ يصلِّي واحدةً، فأوتَرَت لَهُ ما قَد صلَّى”.
وقت ليلة القدر من الليل مختلف فيه بين الفقهاء؛ فمطلعها من غروب الشمس لكن يختلف في نهايتها فقيل حتى مطلع الفجر أو حتى غروب الشمس التالي.
أصل وقت الليلة في الإسلام يكون من غروب الشمس حتى مطلع الفجر، وبما أنّ المعتبر في الشرع هو اختلاف مطالع الشهور بين بقعة جغرافية وأخرى، فهذا يعني حكماً اختلاف مطلع ليلة القدر وستكون متخصصة ببعضهم لكن يشاركهم غيرهم بجزء منها، وبالتالي سوف تنتهي إما عند طلوع فجر هؤلاء أو عند طلوع الفجر لمن يشاركهم إياها، والحد الأخير في طول مدار الشمس بالساعات هو 24 ساعة، فإذا استمرت ليلة القدر مدة الـ 24 ساعة كاملةً فلن تكون ليلتها لأهل منطقة ما إلا بما يعادل الليلة في بلدهم.
وقد نقل الشيخ ابن باز ما أخبر به رسول الله ﷺ بأن ليلة القدر من أعظم الليالي التي ترتقب في العُشر الأواخر من شهر رمضان، فقال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، كما بيّن سيد الخلق بأنها ليلة وتر في الغالب أكثر من كونها ليلة شفع وبالتالي من قام العشر الأواخر كلها أدركها بإذن الله.
متى تكون ليلة القدر
أكدت النصوص الشرعية من السنة النبوية الشريفة أن ليلة القدر ليلة متنقلة خلال العشر الأواخر من رمضان.
كما أكد النبي الأكرم ﷺ في باب فضل ليلة القدر واهم العلامات التي تدل عليها أنها لم تكن معينة في ليلة ثابتة على الدوام، وأمر في تحريها في العشر الأواخر إذ قال ﷺ: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” أي في ليالي العسر الأواخر الفردية وهي (21 – 23 – 25 – 27 – 29) لكن هذا لا يستثني ليالي الشفع فربما تأتي بها بإذن الله، والأفضل إحياء ليالي العُشر كاملةً للفوز برضا الله ووعده لأهلها.
وإحياء العشر الأواخر كلها فيه التأسي بالنبي الأكرم ﷺ بحسب ما أخبرتنا به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بقولها: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”، والواقع هناك حكمة من عدم تحديد ليلة القدر فقد أنشاها الله تعالى لسيّد الخلق رغم أنه أدركها، فقال ﷺ:”إنِّي أُريتُ ليلةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ”، والحكمة من ذلك هي حث العبد على المزيد من الاجتهاد في الطاعات.
علامات ليلة القدر علامات حاضرة. علامات لاحقة. أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن علامات ليلة القدر الصحيحة ثابتة في الشرع وموجودة بالفعل، وهي مما يفرق ليلة القدر عن سواها من ليالي شهر رمضان المبارك، وتقسم هذه العلامات إلى قسمين كما يأتي:
علامات حاضرة: العلامات الحاضرة لليلة القدر “أي علامات تصاحبها خلال وقتها” والتي يتفق عليها غالبية أهل العلم وهي:
ليلها المشرق والهادئ وقمرها المنير. تكاد تخلو من نباح الكلاب. استحباب المسلم للإكثار من الطاعة وانشراح صدره فيها. العلامات اللاحقة: أي ما يظهر في بداية النهار الذي يليها من يومها من علامات وتتمثّل بشروق شمس صبيحتها نقيةً صافيةً وبلا شعاع ، وسيتفيد العبد من اطلاعه على هذه العلامة باطمئنان فؤاده بأن الله وفقه لأداء الواجب والمطلوب في إحياء هذه الليلة وحصد أجرها بمشيئة الله عز وجل، ولمن يتساءل عن الفائدة من العلم بالعلامات اللاحقة فيقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله أنها كالختام شأنها شأن الختم على الوثيقة مما يتبين عبره التوفيق بإدراكها.
هل ليلة ٢٧ كانت ليلة القدر يمكن أن تكون ليلة القدر هي ليلة 27 رمضان “أي من غروب شمس نهار الـ 26 وحتى طلوع فجر الـ 27 من يومها”، لكن هذا الموعد غير ثابت فهي ليلة متنقلة.
يتفق العلماء في الدين بأن الثابت شرعاً عن ليلة القدر بأنها متنقلة بين ليالي العشر الأواخر من رمضان، وقد أوضح الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي – رحمه الله الفكرة في معرض شرحه أحاديث نبوية في صحيح مسلم عن القضيّة، فقال:
“غالب العلماء يُجمع بأنها من الليالي المبهمة بين ليالي العشر الأواخر من الشهر، لكن أكثرها احتمالاً هو أوتارها وتحديداً ليالي الـ (27 – 23 – 21)، كما رأى بعضهم بأنها ثابتة فلا تنتقل بينما أكد أغلب المحققين بأنها تنتقل بين تلك الليالي بين سنة وأخرى، فنجدها في عام بليلة 27 من شهر رمضان وفي عام آخر بليلة 23 وفي آخر ليلة 21، وهو ما بدا من جموع الأحاديث النبوية الشريفة وما نقله السلف الصالح منها”.
من هم الاشخاص الذين يرون ليله القدر يمكن أن تُرى ليلة القَدر فقط من قبل من وفقهم الله تعالى إلى مشاهدة أماراتها.
كان الصحابة رضي الله عنهم جميعاً يستعلمون عن اللية مرور الليلة من أمارات محددة مثل شكل القمر ليلة القدر بالصور أو ضياؤها أو أحداث تمر بها أو تلحقها، لكن مررها دون أن يشاهدها العبد الطائع لا يعني أنه محروماً من أجرها العظيم متى أحياها إيماناً واحتساباً، فعلى العبد تحريها بالعشر الأواخر كما أمر الله وعلم رسوله الأكرم ﷺ للصحابة الكرام سعياً لنيل الأجر.
إنّ رؤية ليلة القدر مكرمة من الله عز وجل، ومن صادف الليلة وهو محييها دون أن يراها كتب الله له ثوابها لقول النبي ﷺ: ” من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدمَ من ذنبِه، ومن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدمَ من ذنبهِ وما تأخرَ”، وروية الليلة تعني مشاهدة شيء من علاماتها سالفة الذكر التي أخبر عنها النبي ﷺ.
ماذا تفعل في ليلة القدر الإحياء. الدعاء. قراءة القرآن. الصلاة في الليل. الأفضل والأكثر استحباباً للمسلم من الأعمال في ليلة القدر هو التأسي بالرسول ﷺ فيفعل ما يأتي:
الإحياء: ويكون بقيام الليلة، لقول نور الهدى ﷺ: “مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.
الدعاء: يجب الإكثار من الدعاء وخير الدعاء ما علم الرسول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال ﷺ: ” قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”.
قراءة القرآن: وهو ما يجي الإكثار منه ومن الذكر وسواهما من الطاعات.
الصلاة في الليل: فيصلي المحيي ما استطاع من جوف الليل حتى طلوع الفجر، وقد أخبرنا ابن عمر رضي الله فقال: “يا رسولَ اللَّهِ كيفَ تأمرُنا نصلِّي منَ اللَّيلِ؟ قالَ يصلِّي أحدُكُم مَثنى مَثنى، فإذا خشِيَ الصُّبحَ يصلِّي واحدةً، فأوتَرَت لَهُ ما قَد صلَّى”.
وقت ليلة القدر من الليل مختلف فيه بين الفقهاء؛ فمطلعها من غروب الشمس لكن يختلف في نهايتها فقيل حتى مطلع الفجر أو حتى غروب الشمس التالي.
أصل وقت الليلة في الإسلام يكون من غروب الشمس حتى مطلع الفجر، وبما أنّ المعتبر في الشرع هو اختلاف مطالع الشهور بين بقعة جغرافية وأخرى، فهذا يعني حكماً اختلاف مطلع ليلة القدر وستكون متخصصة ببعضهم لكن يشاركهم غيرهم بجزء منها، وبالتالي سوف تنتهي إما عند طلوع فجر هؤلاء أو عند طلوع الفجر لمن يشاركهم إياها، والحد الأخير في طول مدار الشمس بالساعات هو 24 ساعة، فإذا استمرت ليلة القدر مدة الـ 24 ساعة كاملةً فلن تكون ليلتها لأهل منطقة ما إلا بما يعادل الليلة في بلدهم.
وقد نقل الشيخ ابن باز ما أخبر به رسول الله ﷺ بأن ليلة القدر من أعظم الليالي التي ترتقب في العُشر الأواخر من شهر رمضان، فقال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، كما بيّن سيد الخلق بأنها ليلة وتر في الغالب أكثر من كونها ليلة شفع وبالتالي من قام العشر الأواخر كلها أدركها بإذن الله.
متى تكون ليلة القدر
أكدت النصوص الشرعية من السنة النبوية الشريفة أن ليلة القدر ليلة متنقلة خلال العشر الأواخر من رمضان.
كما أكد النبي الأكرم ﷺ في باب فضل ليلة القدر واهم العلامات التي تدل عليها أنها لم تكن معينة في ليلة ثابتة على الدوام، وأمر في تحريها في العشر الأواخر إذ قال ﷺ: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” أي في ليالي العسر الأواخر الفردية وهي (21 – 23 – 25 – 27 – 29) لكن هذا لا يستثني ليالي الشفع فربما تأتي بها بإذن الله، والأفضل إحياء ليالي العُشر كاملةً للفوز برضا الله ووعده لأهلها.
وإحياء العشر الأواخر كلها فيه التأسي بالنبي الأكرم ﷺ بحسب ما أخبرتنا به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بقولها: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”، والواقع هناك حكمة من عدم تحديد ليلة القدر فقد أنشاها الله تعالى لسيّد الخلق رغم أنه أدركها، فقال ﷺ:”إنِّي أُريتُ ليلةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ”، والحكمة من ذلك هي حث العبد على المزيد من الاجتهاد في الطاعات.
علامات ليلة القدر علامات حاضرة. علامات لاحقة. أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن علامات ليلة القدر الصحيحة ثابتة في الشرع وموجودة بالفعل، وهي مما يفرق ليلة القدر عن سواها من ليالي شهر رمضان المبارك، وتقسم هذه العلامات إلى قسمين كما يأتي:
علامات حاضرة: العلامات الحاضرة لليلة القدر “أي علامات تصاحبها خلال وقتها” والتي يتفق عليها غالبية أهل العلم وهي:
ليلها المشرق والهادئ وقمرها المنير. تكاد تخلو من نباح الكلاب. استحباب المسلم للإكثار من الطاعة وانشراح صدره فيها. العلامات اللاحقة: أي ما يظهر في بداية النهار الذي يليها من يومها من علامات وتتمثّل بشروق شمس صبيحتها نقيةً صافيةً وبلا شعاع ، وسيتفيد العبد من اطلاعه على هذه العلامة باطمئنان فؤاده بأن الله وفقه لأداء الواجب والمطلوب في إحياء هذه الليلة وحصد أجرها بمشيئة الله عز وجل، ولمن يتساءل عن الفائدة من العلم بالعلامات اللاحقة فيقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله أنها كالختام شأنها شأن الختم على الوثيقة مما يتبين عبره التوفيق بإدراكها.
هل ليلة ٢٧ كانت ليلة القدر يمكن أن تكون ليلة القدر هي ليلة 27 رمضان “أي من غروب شمس نهار الـ 26 وحتى طلوع فجر الـ 27 من يومها”، لكن هذا الموعد غير ثابت فهي ليلة متنقلة.
يتفق العلماء في الدين بأن الثابت شرعاً عن ليلة القدر بأنها متنقلة بين ليالي العشر الأواخر من رمضان، وقد أوضح الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي – رحمه الله الفكرة في معرض شرحه أحاديث نبوية في صحيح مسلم عن القضيّة، فقال:
“غالب العلماء يُجمع بأنها من الليالي المبهمة بين ليالي العشر الأواخر من الشهر، لكن أكثرها احتمالاً هو أوتارها وتحديداً ليالي الـ (27 – 23 – 21)، كما رأى بعضهم بأنها ثابتة فلا تنتقل بينما أكد أغلب المحققين بأنها تنتقل بين تلك الليالي بين سنة وأخرى، فنجدها في عام بليلة 27 من شهر رمضان وفي عام آخر بليلة 23 وفي آخر ليلة 21، وهو ما بدا من جموع الأحاديث النبوية الشريفة وما نقله السلف الصالح منها”.
من هم الاشخاص الذين يرون ليله القدر يمكن أن تُرى ليلة القَدر فقط من قبل من وفقهم الله تعالى إلى مشاهدة أماراتها.
كان الصحابة رضي الله عنهم جميعاً يستعلمون عن اللية مرور الليلة من أمارات محددة مثل شكل القمر ليلة القدر بالصور أو ضياؤها أو أحداث تمر بها أو تلحقها، لكن مررها دون أن يشاهدها العبد الطائع لا يعني أنه محروماً من أجرها العظيم متى أحياها إيماناً واحتساباً، فعلى العبد تحريها بالعشر الأواخر كما أمر الله وعلم رسوله الأكرم ﷺ للصحابة الكرام سعياً لنيل الأجر.
إنّ رؤية ليلة القدر مكرمة من الله عز وجل، ومن صادف الليلة وهو محييها دون أن يراها كتب الله له ثوابها لقول النبي ﷺ: ” من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدمَ من ذنبِه، ومن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدمَ من ذنبهِ وما تأخرَ”، وروية الليلة تعني مشاهدة شيء من علاماتها سالفة الذكر التي أخبر عنها النبي ﷺ.
ماذا تفعل في ليلة القدر الإحياء. الدعاء. قراءة القرآن. الصلاة في الليل. الأفضل والأكثر استحباباً للمسلم من الأعمال في ليلة القدر هو التأسي بالرسول ﷺ فيفعل ما يأتي:
الإحياء: ويكون بقيام الليلة، لقول نور الهدى ﷺ: “مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.
الدعاء: يجب الإكثار من الدعاء وخير الدعاء ما علم الرسول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال ﷺ: ” قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”.
قراءة القرآن: وهو ما يجي الإكثار منه ومن الذكر وسواهما من الطاعات.
الصلاة في الليل: فيصلي المحيي ما استطاع من جوف الليل حتى طلوع الفجر، وقد أخبرنا ابن عمر رضي الله فقال: “يا رسولَ اللَّهِ كيفَ تأمرُنا نصلِّي منَ اللَّيلِ؟ قالَ يصلِّي أحدُكُم مَثنى مَثنى، فإذا خشِيَ الصُّبحَ يصلِّي واحدةً، فأوتَرَت لَهُ ما قَد صلَّى”.
التعليقات