في زمن تتشابك فيه الجغرافيا بالموقف، وتنسج فيه الذاكرة خيوطًا من الوفاء والعشق العابر للحدود، جاءت المسرحية “النهر لن يفصلني عنكِ” لتعيد تعريف العلاقة بين المكان والروح، بين التاريخ والحب، وبين الأردن وفلسطين ليس كبلدين، بل كضفتين لقلب واحد. ومن قلب مهرجان جرش للثقافة والفنون، في مركز الحسين الثقافي – رأس العين، شهدنا عرضًا استثنائيًا حوّل الكلمات إلى مشاهد، والرموز إلى وجدان متدفق يخاطب الروح.
سعدت بتلبية دعوة الكاتب رمضان الرواشدة وزوجته العزيزة قبل يومين، لحضور العرض المسرحي “النهر لن يفصلني عنكِ”، فكان لهذا العمل الوطني النبيل أثرٌ عميقٌ في النفس، إذ تحوّل إلى أداة فنية راقية لتحريك المشاعر العروبية الجياشة التي أبكتنا في أكثر من مشهد. لقد توهج النص، وتألقت الرؤية المسرحية، فكانت لحظات العرض كأنها نداءات من القلب تهتف باسم الأرض والهوية والوفاء. لم يكن الحضور مجرد مشاهدة، بل مشاركة وجدانية في قصة شعبين لا يفصل بينهما النهر، بل يجمعهما الألم، والأمل، والعشق العابر للحدود.
هذه المسرحية المأخوذة عن رواية الكاتب الأردني العابر للحدود رمضان الرواشدة والصادرة عن دار أزمنة، وإخراج الفنان صلاح الحوراني حملت معان سامية وروحًا أدبية تنتمي إلى الأدب الروحي-السياسي، حيث تمتزج المناجاة الصوفية بالسرد التاريخي في قصة تتخذ من نهر الأردن محورًا للحب والانتماء والحنين. لم تكن القدس في النص مجرد مدينة، بل كانت معشوقة ووطنًا وذاكرة، تجمع ولا تُفرق، تشتعل حضورًا في وجدان المتلقي.
إخراجيًا، لم يتبع الحوراني خطًّا تقليديًا في تحويل الرواية إلى عمل مسرحي، بل اتجه إلى تجريد الرموز ومخاطبة الحس عبر المونودراما، حيث تنطق الإيماءات وتغني الظلال، وتندمج الأصوات في تأمل داخلي يجمع الضفتين على خشبة واحدة. العرض نزع عن نفسه الشكل الخارجي، وارتدى ثوب الفكرة، مما منح الجمهور لحظة لقاء صوفية مع الذات والهُوية.
حيث جسّد العرض ثلاثة ممثلين بارعين أريج دبابنة ونادين خوري ومنذر خليل.
الذي جسّد صراعًا داخليًا حيًا بين الانكسار والوفاء، عبّر عن الحلم المكسور بروح نابضة بالصدق.
حتى الموسيقى، التي صاغها الفنان مراد دمرجيان، لم تكن مجرد خلفية صوتية، بل كانت نهرًا شفافًا من الشعور امتد بين اللحظة والذاكرة.
والأغاني الأناشيد المختارة كانت ميجانا فلسطين و قويلات الحصادين
لتخرج المسرحية بطراز خاص ومتناغم.
وعلو الصعيد الشخصي جسد الكاتب بدوره قصة حب وإخلاص أردنية فلسطينية تشبه ارتباط الأرضين بالوفاء والتضحيات.
فالكاتب من الشوبك (في الأردن) وزوجته من (القدس عاصمة فلسطين)، وقد جسد حبهم وارتباطهم، تمامًا كوفاق الأردن مع فلسطين، وتضحيات الشعب الأردني والجيش الأردني وما قدمه من شهداء على أرض فلسطين، ووقوف الأردن قيادة وشعبًا مع فلسطين التي لا يفصلها النهر عن الأردن.
وكأنما الكاتب يروي قصة النهر الذي جمع بينهما كما جمع بين البلدين.
المبدع رمضان الرواشدة وهو الشخصية الوطنية. الذي يتميز بأسلوب فلسفي عميق، كلما استمع له أشعر وكأنني أنتظر منه كتابا فلسفيا صوفيا يمزج تاريخ بلاد الشام وتراثه بروحانية الشخوص وانفتاح العقول قبل الغزو الفكري الانقسامي الذي هجم على بلادنا بمخطط فرق تسد.
وأتمنى أن يستجيب الكاتب لطلبي .
وبالعودة للمسرحية .هذا ليس العمل الأول للكاتب، فقد كانت له مسرحية المهطوان التي كانت أكثر من رائعة.
وعلى الصعيد الشخصي، إن رمضان الرواشدة يتميز بفكر حر واسع غير محصور بحدود جغرافية أو دينية أو طائفية، فمن يمتلك هذا يكون هو المثقف الحقيقي الصادق، لأن الثقافة الحقيقية هي ما تغزله في داخلك من وسع أفق وروح نابضة بالفكر وحمل قضايا الشعوب والنضال.
خاصة أن في هذا الوقت تحديدًا، من يتطرق لهذه القضية، فهو يحمل جرأة الكرامة والعروبة والدم الأصيل.
ختاما
“النهر لن يفصلني عنكِ” ليس مجرد عرضٍ مسرحي، بل تساؤل فني يتوغّل في الذات، في الانتماء والحنين، وفي التمسّك بالجذور رغم محاولات التفتيت. إنّها تذكيرٌ بأنّ النهر ليس حدًّا يفصل بيننا، بل شريانٌ حيّ يجمعنا بما لا يُرى، ويحمل صوت التاريخ ووهج القلوب.
وحين يتجاوز الفن قيود الشكل، ويصبح نداءً من الوفاء إلى الحرية، من الذاكرة إلى الحاضر، يصبح المسرح مرآةً للكرامة، وصرخةَ عشق لا يُخمدها الزمان.
حين يصبح النهر جسرًا للذاكرة والوفاء…
في زمن تتشابك فيه الجغرافيا بالموقف، وتنسج فيه الذاكرة خيوطًا من الوفاء والعشق العابر للحدود، جاءت المسرحية “النهر لن يفصلني عنكِ” لتعيد تعريف العلاقة بين المكان والروح، بين التاريخ والحب، وبين الأردن وفلسطين ليس كبلدين، بل كضفتين لقلب واحد. ومن قلب مهرجان جرش للثقافة والفنون، في مركز الحسين الثقافي – رأس العين، شهدنا عرضًا استثنائيًا حوّل الكلمات إلى مشاهد، والرموز إلى وجدان متدفق يخاطب الروح.
سعدت بتلبية دعوة الكاتب رمضان الرواشدة وزوجته العزيزة قبل يومين، لحضور العرض المسرحي “النهر لن يفصلني عنكِ”، فكان لهذا العمل الوطني النبيل أثرٌ عميقٌ في النفس، إذ تحوّل إلى أداة فنية راقية لتحريك المشاعر العروبية الجياشة التي أبكتنا في أكثر من مشهد. لقد توهج النص، وتألقت الرؤية المسرحية، فكانت لحظات العرض كأنها نداءات من القلب تهتف باسم الأرض والهوية والوفاء. لم يكن الحضور مجرد مشاهدة، بل مشاركة وجدانية في قصة شعبين لا يفصل بينهما النهر، بل يجمعهما الألم، والأمل، والعشق العابر للحدود.
هذه المسرحية المأخوذة عن رواية الكاتب الأردني العابر للحدود رمضان الرواشدة والصادرة عن دار أزمنة، وإخراج الفنان صلاح الحوراني حملت معان سامية وروحًا أدبية تنتمي إلى الأدب الروحي-السياسي، حيث تمتزج المناجاة الصوفية بالسرد التاريخي في قصة تتخذ من نهر الأردن محورًا للحب والانتماء والحنين. لم تكن القدس في النص مجرد مدينة، بل كانت معشوقة ووطنًا وذاكرة، تجمع ولا تُفرق، تشتعل حضورًا في وجدان المتلقي.
إخراجيًا، لم يتبع الحوراني خطًّا تقليديًا في تحويل الرواية إلى عمل مسرحي، بل اتجه إلى تجريد الرموز ومخاطبة الحس عبر المونودراما، حيث تنطق الإيماءات وتغني الظلال، وتندمج الأصوات في تأمل داخلي يجمع الضفتين على خشبة واحدة. العرض نزع عن نفسه الشكل الخارجي، وارتدى ثوب الفكرة، مما منح الجمهور لحظة لقاء صوفية مع الذات والهُوية.
حيث جسّد العرض ثلاثة ممثلين بارعين أريج دبابنة ونادين خوري ومنذر خليل.
الذي جسّد صراعًا داخليًا حيًا بين الانكسار والوفاء، عبّر عن الحلم المكسور بروح نابضة بالصدق.
حتى الموسيقى، التي صاغها الفنان مراد دمرجيان، لم تكن مجرد خلفية صوتية، بل كانت نهرًا شفافًا من الشعور امتد بين اللحظة والذاكرة.
والأغاني الأناشيد المختارة كانت ميجانا فلسطين و قويلات الحصادين
لتخرج المسرحية بطراز خاص ومتناغم.
وعلو الصعيد الشخصي جسد الكاتب بدوره قصة حب وإخلاص أردنية فلسطينية تشبه ارتباط الأرضين بالوفاء والتضحيات.
فالكاتب من الشوبك (في الأردن) وزوجته من (القدس عاصمة فلسطين)، وقد جسد حبهم وارتباطهم، تمامًا كوفاق الأردن مع فلسطين، وتضحيات الشعب الأردني والجيش الأردني وما قدمه من شهداء على أرض فلسطين، ووقوف الأردن قيادة وشعبًا مع فلسطين التي لا يفصلها النهر عن الأردن.
وكأنما الكاتب يروي قصة النهر الذي جمع بينهما كما جمع بين البلدين.
المبدع رمضان الرواشدة وهو الشخصية الوطنية. الذي يتميز بأسلوب فلسفي عميق، كلما استمع له أشعر وكأنني أنتظر منه كتابا فلسفيا صوفيا يمزج تاريخ بلاد الشام وتراثه بروحانية الشخوص وانفتاح العقول قبل الغزو الفكري الانقسامي الذي هجم على بلادنا بمخطط فرق تسد.
وأتمنى أن يستجيب الكاتب لطلبي .
وبالعودة للمسرحية .هذا ليس العمل الأول للكاتب، فقد كانت له مسرحية المهطوان التي كانت أكثر من رائعة.
وعلى الصعيد الشخصي، إن رمضان الرواشدة يتميز بفكر حر واسع غير محصور بحدود جغرافية أو دينية أو طائفية، فمن يمتلك هذا يكون هو المثقف الحقيقي الصادق، لأن الثقافة الحقيقية هي ما تغزله في داخلك من وسع أفق وروح نابضة بالفكر وحمل قضايا الشعوب والنضال.
خاصة أن في هذا الوقت تحديدًا، من يتطرق لهذه القضية، فهو يحمل جرأة الكرامة والعروبة والدم الأصيل.
ختاما
“النهر لن يفصلني عنكِ” ليس مجرد عرضٍ مسرحي، بل تساؤل فني يتوغّل في الذات، في الانتماء والحنين، وفي التمسّك بالجذور رغم محاولات التفتيت. إنّها تذكيرٌ بأنّ النهر ليس حدًّا يفصل بيننا، بل شريانٌ حيّ يجمعنا بما لا يُرى، ويحمل صوت التاريخ ووهج القلوب.
وحين يتجاوز الفن قيود الشكل، ويصبح نداءً من الوفاء إلى الحرية، من الذاكرة إلى الحاضر، يصبح المسرح مرآةً للكرامة، وصرخةَ عشق لا يُخمدها الزمان.
حين يصبح النهر جسرًا للذاكرة والوفاء…
في زمن تتشابك فيه الجغرافيا بالموقف، وتنسج فيه الذاكرة خيوطًا من الوفاء والعشق العابر للحدود، جاءت المسرحية “النهر لن يفصلني عنكِ” لتعيد تعريف العلاقة بين المكان والروح، بين التاريخ والحب، وبين الأردن وفلسطين ليس كبلدين، بل كضفتين لقلب واحد. ومن قلب مهرجان جرش للثقافة والفنون، في مركز الحسين الثقافي – رأس العين، شهدنا عرضًا استثنائيًا حوّل الكلمات إلى مشاهد، والرموز إلى وجدان متدفق يخاطب الروح.
سعدت بتلبية دعوة الكاتب رمضان الرواشدة وزوجته العزيزة قبل يومين، لحضور العرض المسرحي “النهر لن يفصلني عنكِ”، فكان لهذا العمل الوطني النبيل أثرٌ عميقٌ في النفس، إذ تحوّل إلى أداة فنية راقية لتحريك المشاعر العروبية الجياشة التي أبكتنا في أكثر من مشهد. لقد توهج النص، وتألقت الرؤية المسرحية، فكانت لحظات العرض كأنها نداءات من القلب تهتف باسم الأرض والهوية والوفاء. لم يكن الحضور مجرد مشاهدة، بل مشاركة وجدانية في قصة شعبين لا يفصل بينهما النهر، بل يجمعهما الألم، والأمل، والعشق العابر للحدود.
هذه المسرحية المأخوذة عن رواية الكاتب الأردني العابر للحدود رمضان الرواشدة والصادرة عن دار أزمنة، وإخراج الفنان صلاح الحوراني حملت معان سامية وروحًا أدبية تنتمي إلى الأدب الروحي-السياسي، حيث تمتزج المناجاة الصوفية بالسرد التاريخي في قصة تتخذ من نهر الأردن محورًا للحب والانتماء والحنين. لم تكن القدس في النص مجرد مدينة، بل كانت معشوقة ووطنًا وذاكرة، تجمع ولا تُفرق، تشتعل حضورًا في وجدان المتلقي.
إخراجيًا، لم يتبع الحوراني خطًّا تقليديًا في تحويل الرواية إلى عمل مسرحي، بل اتجه إلى تجريد الرموز ومخاطبة الحس عبر المونودراما، حيث تنطق الإيماءات وتغني الظلال، وتندمج الأصوات في تأمل داخلي يجمع الضفتين على خشبة واحدة. العرض نزع عن نفسه الشكل الخارجي، وارتدى ثوب الفكرة، مما منح الجمهور لحظة لقاء صوفية مع الذات والهُوية.
حيث جسّد العرض ثلاثة ممثلين بارعين أريج دبابنة ونادين خوري ومنذر خليل.
الذي جسّد صراعًا داخليًا حيًا بين الانكسار والوفاء، عبّر عن الحلم المكسور بروح نابضة بالصدق.
حتى الموسيقى، التي صاغها الفنان مراد دمرجيان، لم تكن مجرد خلفية صوتية، بل كانت نهرًا شفافًا من الشعور امتد بين اللحظة والذاكرة.
والأغاني الأناشيد المختارة كانت ميجانا فلسطين و قويلات الحصادين
لتخرج المسرحية بطراز خاص ومتناغم.
وعلو الصعيد الشخصي جسد الكاتب بدوره قصة حب وإخلاص أردنية فلسطينية تشبه ارتباط الأرضين بالوفاء والتضحيات.
فالكاتب من الشوبك (في الأردن) وزوجته من (القدس عاصمة فلسطين)، وقد جسد حبهم وارتباطهم، تمامًا كوفاق الأردن مع فلسطين، وتضحيات الشعب الأردني والجيش الأردني وما قدمه من شهداء على أرض فلسطين، ووقوف الأردن قيادة وشعبًا مع فلسطين التي لا يفصلها النهر عن الأردن.
وكأنما الكاتب يروي قصة النهر الذي جمع بينهما كما جمع بين البلدين.
المبدع رمضان الرواشدة وهو الشخصية الوطنية. الذي يتميز بأسلوب فلسفي عميق، كلما استمع له أشعر وكأنني أنتظر منه كتابا فلسفيا صوفيا يمزج تاريخ بلاد الشام وتراثه بروحانية الشخوص وانفتاح العقول قبل الغزو الفكري الانقسامي الذي هجم على بلادنا بمخطط فرق تسد.
وأتمنى أن يستجيب الكاتب لطلبي .
وبالعودة للمسرحية .هذا ليس العمل الأول للكاتب، فقد كانت له مسرحية المهطوان التي كانت أكثر من رائعة.
وعلى الصعيد الشخصي، إن رمضان الرواشدة يتميز بفكر حر واسع غير محصور بحدود جغرافية أو دينية أو طائفية، فمن يمتلك هذا يكون هو المثقف الحقيقي الصادق، لأن الثقافة الحقيقية هي ما تغزله في داخلك من وسع أفق وروح نابضة بالفكر وحمل قضايا الشعوب والنضال.
خاصة أن في هذا الوقت تحديدًا، من يتطرق لهذه القضية، فهو يحمل جرأة الكرامة والعروبة والدم الأصيل.
ختاما
“النهر لن يفصلني عنكِ” ليس مجرد عرضٍ مسرحي، بل تساؤل فني يتوغّل في الذات، في الانتماء والحنين، وفي التمسّك بالجذور رغم محاولات التفتيت. إنّها تذكيرٌ بأنّ النهر ليس حدًّا يفصل بيننا، بل شريانٌ حيّ يجمعنا بما لا يُرى، ويحمل صوت التاريخ ووهج القلوب.
وحين يتجاوز الفن قيود الشكل، ويصبح نداءً من الوفاء إلى الحرية، من الذاكرة إلى الحاضر، يصبح المسرح مرآةً للكرامة، وصرخةَ عشق لا يُخمدها الزمان.
التعليقات