ربما يعرف كثيرون روما القديمة كمهد للحضارات العظيمة وأحد أبرز مسارح التاريخ، لكن ما قد لا يدركه البعض هو أن هذه المدينة العريقة كانت تضج بالروائح تماماً كما كانت تضج بالأصوات في أسواقها الصاخبة.
وفقاً لتقرير نشره موقع The Conversation، فإن شوارع روما لم تكن تعبق فقط بعطر الورود والبخور المقدس، بل اختلطت فيها روائح الفخامة بروائح التعفن والقمامة. فمن بين الأعمدة الرخامية الفاخرة وعلى امتداد الطرق الحجرية، كان الهواء مشبعاً بمزيج غريب: عطور فاخرة مصدرها قصور الأغنياء، وروائح نفاذة قادمة من المسالخ، وروث الحيوانات، وأكوام القمامة والفضلات البشرية.
في أحياء الطبقات الراقية، كان الأثرياء يستخدمون زيوتاً عطرية مستخلصة من زهور جنوب إيطاليا وبهارات ثمينة من الشرق، بينما كانت المناطق الشعبية تعاني من روائح خانقة نتيجة تراكم النفايات. وقد اعتاد سكان المدينة السير على أحجار مرفوعة لتجنب ملامسة الشوارع الملوثة.
وكانت معظم المنازل تفتقر لنظام صرف صحي متكامل، خوفاً من دخول الجرذان أو تفشي الروائح الكريهة. أما الجثث، سواء البشرية أو الحيوانية، فلم تكن تُدفن دائماً بشكل منظم، مما جعل مشاهد الجثث المتحللة مألوفة في أرجاء المدينة. وذكر المؤرخ الروماني 'سوتونيوس' حادثة مروعة، حيث حمل كلب يدًا بشرية مقطوعة إلى مائدة الإمبراطور فيسباسيان!
أما النظافة الشخصية فكانت مفهوماً مختلفاً تماماً عن اليوم. فبدلاً من الصابون، كان الرومان الأغنياء يستخدمون زيت الزيتون المعطر أثناء الاستحمام في الحمامات العامة، التي كانت غالباً مكتظة وغير نظيفة، حيث يجتمع من 8 إلى 12 شخصاً في الحوض نفسه، بينما تتجمع الدهون وخلايا الجلد الميت في قنوات الصرف.
ورغم كل ذلك، لم يهمل الرومان صناعة العطور، بل برعوا فيها بشكل لافت، خاصة بعد تطوير تقنية نفخ الزجاج في القرن الأول قبل الميلاد، والتي سمحت بمزج الزهور مثل الورد والسوسن مع توابل غالية كالقرفة والزعفران. حتى تماثيل الآلهة في المعابد كانت تُعطر بالزيوت الفاخرة ضمن طقوس دينية ترمز للتقديس والولاء.
وبحسب الخبراء، فقد كانت أجواء روما القديمة تشكل مزيجاً متناقضاً من روائح الطعام المحترق، والدخان، واللحوم، والعطور، تعكس واقع مجتمع جمع بين الرفاهية والبؤس. ورغم أن كثيراً من هذه الروائح قد تثير الاشمئزاز اليوم، فإن الرومان آنذاك كانوا يعتبرونها جزءاً طبيعياً من حياتهم، بل وربما رأوا فيها 'رائحة الحضارة' ذاتها.
ربما يعرف كثيرون روما القديمة كمهد للحضارات العظيمة وأحد أبرز مسارح التاريخ، لكن ما قد لا يدركه البعض هو أن هذه المدينة العريقة كانت تضج بالروائح تماماً كما كانت تضج بالأصوات في أسواقها الصاخبة.
وفقاً لتقرير نشره موقع The Conversation، فإن شوارع روما لم تكن تعبق فقط بعطر الورود والبخور المقدس، بل اختلطت فيها روائح الفخامة بروائح التعفن والقمامة. فمن بين الأعمدة الرخامية الفاخرة وعلى امتداد الطرق الحجرية، كان الهواء مشبعاً بمزيج غريب: عطور فاخرة مصدرها قصور الأغنياء، وروائح نفاذة قادمة من المسالخ، وروث الحيوانات، وأكوام القمامة والفضلات البشرية.
في أحياء الطبقات الراقية، كان الأثرياء يستخدمون زيوتاً عطرية مستخلصة من زهور جنوب إيطاليا وبهارات ثمينة من الشرق، بينما كانت المناطق الشعبية تعاني من روائح خانقة نتيجة تراكم النفايات. وقد اعتاد سكان المدينة السير على أحجار مرفوعة لتجنب ملامسة الشوارع الملوثة.
وكانت معظم المنازل تفتقر لنظام صرف صحي متكامل، خوفاً من دخول الجرذان أو تفشي الروائح الكريهة. أما الجثث، سواء البشرية أو الحيوانية، فلم تكن تُدفن دائماً بشكل منظم، مما جعل مشاهد الجثث المتحللة مألوفة في أرجاء المدينة. وذكر المؤرخ الروماني 'سوتونيوس' حادثة مروعة، حيث حمل كلب يدًا بشرية مقطوعة إلى مائدة الإمبراطور فيسباسيان!
أما النظافة الشخصية فكانت مفهوماً مختلفاً تماماً عن اليوم. فبدلاً من الصابون، كان الرومان الأغنياء يستخدمون زيت الزيتون المعطر أثناء الاستحمام في الحمامات العامة، التي كانت غالباً مكتظة وغير نظيفة، حيث يجتمع من 8 إلى 12 شخصاً في الحوض نفسه، بينما تتجمع الدهون وخلايا الجلد الميت في قنوات الصرف.
ورغم كل ذلك، لم يهمل الرومان صناعة العطور، بل برعوا فيها بشكل لافت، خاصة بعد تطوير تقنية نفخ الزجاج في القرن الأول قبل الميلاد، والتي سمحت بمزج الزهور مثل الورد والسوسن مع توابل غالية كالقرفة والزعفران. حتى تماثيل الآلهة في المعابد كانت تُعطر بالزيوت الفاخرة ضمن طقوس دينية ترمز للتقديس والولاء.
وبحسب الخبراء، فقد كانت أجواء روما القديمة تشكل مزيجاً متناقضاً من روائح الطعام المحترق، والدخان، واللحوم، والعطور، تعكس واقع مجتمع جمع بين الرفاهية والبؤس. ورغم أن كثيراً من هذه الروائح قد تثير الاشمئزاز اليوم، فإن الرومان آنذاك كانوا يعتبرونها جزءاً طبيعياً من حياتهم، بل وربما رأوا فيها 'رائحة الحضارة' ذاتها.
ربما يعرف كثيرون روما القديمة كمهد للحضارات العظيمة وأحد أبرز مسارح التاريخ، لكن ما قد لا يدركه البعض هو أن هذه المدينة العريقة كانت تضج بالروائح تماماً كما كانت تضج بالأصوات في أسواقها الصاخبة.
وفقاً لتقرير نشره موقع The Conversation، فإن شوارع روما لم تكن تعبق فقط بعطر الورود والبخور المقدس، بل اختلطت فيها روائح الفخامة بروائح التعفن والقمامة. فمن بين الأعمدة الرخامية الفاخرة وعلى امتداد الطرق الحجرية، كان الهواء مشبعاً بمزيج غريب: عطور فاخرة مصدرها قصور الأغنياء، وروائح نفاذة قادمة من المسالخ، وروث الحيوانات، وأكوام القمامة والفضلات البشرية.
في أحياء الطبقات الراقية، كان الأثرياء يستخدمون زيوتاً عطرية مستخلصة من زهور جنوب إيطاليا وبهارات ثمينة من الشرق، بينما كانت المناطق الشعبية تعاني من روائح خانقة نتيجة تراكم النفايات. وقد اعتاد سكان المدينة السير على أحجار مرفوعة لتجنب ملامسة الشوارع الملوثة.
وكانت معظم المنازل تفتقر لنظام صرف صحي متكامل، خوفاً من دخول الجرذان أو تفشي الروائح الكريهة. أما الجثث، سواء البشرية أو الحيوانية، فلم تكن تُدفن دائماً بشكل منظم، مما جعل مشاهد الجثث المتحللة مألوفة في أرجاء المدينة. وذكر المؤرخ الروماني 'سوتونيوس' حادثة مروعة، حيث حمل كلب يدًا بشرية مقطوعة إلى مائدة الإمبراطور فيسباسيان!
أما النظافة الشخصية فكانت مفهوماً مختلفاً تماماً عن اليوم. فبدلاً من الصابون، كان الرومان الأغنياء يستخدمون زيت الزيتون المعطر أثناء الاستحمام في الحمامات العامة، التي كانت غالباً مكتظة وغير نظيفة، حيث يجتمع من 8 إلى 12 شخصاً في الحوض نفسه، بينما تتجمع الدهون وخلايا الجلد الميت في قنوات الصرف.
ورغم كل ذلك، لم يهمل الرومان صناعة العطور، بل برعوا فيها بشكل لافت، خاصة بعد تطوير تقنية نفخ الزجاج في القرن الأول قبل الميلاد، والتي سمحت بمزج الزهور مثل الورد والسوسن مع توابل غالية كالقرفة والزعفران. حتى تماثيل الآلهة في المعابد كانت تُعطر بالزيوت الفاخرة ضمن طقوس دينية ترمز للتقديس والولاء.
وبحسب الخبراء، فقد كانت أجواء روما القديمة تشكل مزيجاً متناقضاً من روائح الطعام المحترق، والدخان، واللحوم، والعطور، تعكس واقع مجتمع جمع بين الرفاهية والبؤس. ورغم أن كثيراً من هذه الروائح قد تثير الاشمئزاز اليوم، فإن الرومان آنذاك كانوا يعتبرونها جزءاً طبيعياً من حياتهم، بل وربما رأوا فيها 'رائحة الحضارة' ذاتها.
التعليقات
ما لا تعرفه عن روما القديمة .. معلومات صادمة عن أجواء المدينة
التعليقات