في عالم تتشابك فيه المشاعر والعقل، يُعد هوس العشق أو 'الهوس الشبقي' (Erotomania) من أكثر الاضطرابات النفسية غرابةً ونُدرة. فهو ليس مجرد إعجاب زائد أو افتتان عابر، بل قناعة راسخة لدى المريض بأن شخصًا ما -غالبًا من المشاهير أو أصحاب النفوذ- واقع في غرامه، رغم عدم وجود أي دليل واقعي أو تواصل فعلي بين الطرفين.
يُعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم 'متلازمة دي كليرامبو' (De Clérambault Syndrome)، نسبةً إلى الطبيب النفسي الفرنسي الذي وصف الحالة لأول مرة. ويُصنَّف ضمن اضطرابات الذُهان Delusional Disorders، ويصيب النساء بنسبة أكبر، وإن كان الرجال ليسوا بمنأى عنه.
الحب من طرفٍ واحد... لم يحدث أصلًا! ما يجعل هذه الحالة معقدة نفسيًا واجتماعيًا هو أن المريض لا يكتفي بالاعتقاد بأن الآخر يحبه، بل يفسر مواقف عابرة أو إشارات عادية كـ'رسائل حب سرّية' موجهة إليه. قد يرى مثلًا أن وميض الأضواء في السماء أو حركات عفوية في البرامج التلفزيونية أو منشورات عبر الإنترنت ما هي إلا محاولات من الطرف الآخر للتواصل معه بطريقة رمزية.
وفي كل مرة يُحاول فيها المحيط نفي هذه القناعة، تزداد مقاومة المريض للواقع، ويغدو متمسكًا بوهمه أكثر، إذ أن هذه الفكرة تمنحه شعورًا بالقيمة، وتُحسّن من مزاجه وثقته بنفسه، وتُخرجه مؤقتًا من مشاعر العزلة أو الرفض التي يعاني منها.
من وسائل التواصل... إلى أحضان الوهم بحسب دراسات حديثة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي محفزًا قويًا لهوس العشق، حيث توفر للمريض قدرة شبه غير محدودة على متابعة 'المحبوب الوهمي'، وتفسير أي منشور أو صورة أو تعليق بطريقة تؤكّد وهم العلاقة بينهما. كما أن سهولة الوصول إلى المعلومات الشخصية والتفاصيل الحياتية للمشاهير أو الغرباء تغذي خيال المريض وتُعمّق اعتقاده الخاطئ.
من الأسباب إلى التشخيص تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والتاريخ العائلي للأمراض الذهانية قد تلعب دورًا في الإصابة بهوس العشق، إلى جانب اضطرابات نفسية أخرى قد يصاحبها مثل:
الفصام (Schizophrenia)
الاضطراب الوهامي
اضطراب ثنائي القطب في بعض حالاته
إصابات الدماغ أو الاضطرابات العصبية
كما يُلاحظ أن انخفاض الثقة بالنفس، الشعور بالوحدة، وصعوبة تقبل وجهات النظر المختلفة، جميعها سمات شائعة بين المصابين.
هل من علاج؟ علاج هوس العشق ممكن لكنه يتطلب تشخيصًا دقيقًا من مختص نفسي، ويشمل غالبًا:
العلاج الدوائي (مضادات الذهان)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
بناء وعي المريض تدريجيًا حول وهمه دون صدمة
دعم نفسي واجتماعي مستمر
وأخيرًا... قد يبدو هوس العشق مجرد حالة طريفة أو 'رومانسية مبالغ فيها' في الظاهر، لكنه في الحقيقة اضطراب نفسي عميق، يحتاج إلى فهم، وتعاطف، وعلاج. فليس كل حب صادق، وليس كل إعجاب بريء، وأحيانًا... الحب المزعوم لا يسكن القلب بل يختبئ خلف أوهام العقل.
في عالم تتشابك فيه المشاعر والعقل، يُعد هوس العشق أو 'الهوس الشبقي' (Erotomania) من أكثر الاضطرابات النفسية غرابةً ونُدرة. فهو ليس مجرد إعجاب زائد أو افتتان عابر، بل قناعة راسخة لدى المريض بأن شخصًا ما -غالبًا من المشاهير أو أصحاب النفوذ- واقع في غرامه، رغم عدم وجود أي دليل واقعي أو تواصل فعلي بين الطرفين.
يُعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم 'متلازمة دي كليرامبو' (De Clérambault Syndrome)، نسبةً إلى الطبيب النفسي الفرنسي الذي وصف الحالة لأول مرة. ويُصنَّف ضمن اضطرابات الذُهان Delusional Disorders، ويصيب النساء بنسبة أكبر، وإن كان الرجال ليسوا بمنأى عنه.
الحب من طرفٍ واحد... لم يحدث أصلًا! ما يجعل هذه الحالة معقدة نفسيًا واجتماعيًا هو أن المريض لا يكتفي بالاعتقاد بأن الآخر يحبه، بل يفسر مواقف عابرة أو إشارات عادية كـ'رسائل حب سرّية' موجهة إليه. قد يرى مثلًا أن وميض الأضواء في السماء أو حركات عفوية في البرامج التلفزيونية أو منشورات عبر الإنترنت ما هي إلا محاولات من الطرف الآخر للتواصل معه بطريقة رمزية.
وفي كل مرة يُحاول فيها المحيط نفي هذه القناعة، تزداد مقاومة المريض للواقع، ويغدو متمسكًا بوهمه أكثر، إذ أن هذه الفكرة تمنحه شعورًا بالقيمة، وتُحسّن من مزاجه وثقته بنفسه، وتُخرجه مؤقتًا من مشاعر العزلة أو الرفض التي يعاني منها.
من وسائل التواصل... إلى أحضان الوهم بحسب دراسات حديثة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي محفزًا قويًا لهوس العشق، حيث توفر للمريض قدرة شبه غير محدودة على متابعة 'المحبوب الوهمي'، وتفسير أي منشور أو صورة أو تعليق بطريقة تؤكّد وهم العلاقة بينهما. كما أن سهولة الوصول إلى المعلومات الشخصية والتفاصيل الحياتية للمشاهير أو الغرباء تغذي خيال المريض وتُعمّق اعتقاده الخاطئ.
من الأسباب إلى التشخيص تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والتاريخ العائلي للأمراض الذهانية قد تلعب دورًا في الإصابة بهوس العشق، إلى جانب اضطرابات نفسية أخرى قد يصاحبها مثل:
الفصام (Schizophrenia)
الاضطراب الوهامي
اضطراب ثنائي القطب في بعض حالاته
إصابات الدماغ أو الاضطرابات العصبية
كما يُلاحظ أن انخفاض الثقة بالنفس، الشعور بالوحدة، وصعوبة تقبل وجهات النظر المختلفة، جميعها سمات شائعة بين المصابين.
هل من علاج؟ علاج هوس العشق ممكن لكنه يتطلب تشخيصًا دقيقًا من مختص نفسي، ويشمل غالبًا:
العلاج الدوائي (مضادات الذهان)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
بناء وعي المريض تدريجيًا حول وهمه دون صدمة
دعم نفسي واجتماعي مستمر
وأخيرًا... قد يبدو هوس العشق مجرد حالة طريفة أو 'رومانسية مبالغ فيها' في الظاهر، لكنه في الحقيقة اضطراب نفسي عميق، يحتاج إلى فهم، وتعاطف، وعلاج. فليس كل حب صادق، وليس كل إعجاب بريء، وأحيانًا... الحب المزعوم لا يسكن القلب بل يختبئ خلف أوهام العقل.
في عالم تتشابك فيه المشاعر والعقل، يُعد هوس العشق أو 'الهوس الشبقي' (Erotomania) من أكثر الاضطرابات النفسية غرابةً ونُدرة. فهو ليس مجرد إعجاب زائد أو افتتان عابر، بل قناعة راسخة لدى المريض بأن شخصًا ما -غالبًا من المشاهير أو أصحاب النفوذ- واقع في غرامه، رغم عدم وجود أي دليل واقعي أو تواصل فعلي بين الطرفين.
يُعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم 'متلازمة دي كليرامبو' (De Clérambault Syndrome)، نسبةً إلى الطبيب النفسي الفرنسي الذي وصف الحالة لأول مرة. ويُصنَّف ضمن اضطرابات الذُهان Delusional Disorders، ويصيب النساء بنسبة أكبر، وإن كان الرجال ليسوا بمنأى عنه.
الحب من طرفٍ واحد... لم يحدث أصلًا! ما يجعل هذه الحالة معقدة نفسيًا واجتماعيًا هو أن المريض لا يكتفي بالاعتقاد بأن الآخر يحبه، بل يفسر مواقف عابرة أو إشارات عادية كـ'رسائل حب سرّية' موجهة إليه. قد يرى مثلًا أن وميض الأضواء في السماء أو حركات عفوية في البرامج التلفزيونية أو منشورات عبر الإنترنت ما هي إلا محاولات من الطرف الآخر للتواصل معه بطريقة رمزية.
وفي كل مرة يُحاول فيها المحيط نفي هذه القناعة، تزداد مقاومة المريض للواقع، ويغدو متمسكًا بوهمه أكثر، إذ أن هذه الفكرة تمنحه شعورًا بالقيمة، وتُحسّن من مزاجه وثقته بنفسه، وتُخرجه مؤقتًا من مشاعر العزلة أو الرفض التي يعاني منها.
من وسائل التواصل... إلى أحضان الوهم بحسب دراسات حديثة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي محفزًا قويًا لهوس العشق، حيث توفر للمريض قدرة شبه غير محدودة على متابعة 'المحبوب الوهمي'، وتفسير أي منشور أو صورة أو تعليق بطريقة تؤكّد وهم العلاقة بينهما. كما أن سهولة الوصول إلى المعلومات الشخصية والتفاصيل الحياتية للمشاهير أو الغرباء تغذي خيال المريض وتُعمّق اعتقاده الخاطئ.
من الأسباب إلى التشخيص تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والتاريخ العائلي للأمراض الذهانية قد تلعب دورًا في الإصابة بهوس العشق، إلى جانب اضطرابات نفسية أخرى قد يصاحبها مثل:
الفصام (Schizophrenia)
الاضطراب الوهامي
اضطراب ثنائي القطب في بعض حالاته
إصابات الدماغ أو الاضطرابات العصبية
كما يُلاحظ أن انخفاض الثقة بالنفس، الشعور بالوحدة، وصعوبة تقبل وجهات النظر المختلفة، جميعها سمات شائعة بين المصابين.
هل من علاج؟ علاج هوس العشق ممكن لكنه يتطلب تشخيصًا دقيقًا من مختص نفسي، ويشمل غالبًا:
العلاج الدوائي (مضادات الذهان)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
بناء وعي المريض تدريجيًا حول وهمه دون صدمة
دعم نفسي واجتماعي مستمر
وأخيرًا... قد يبدو هوس العشق مجرد حالة طريفة أو 'رومانسية مبالغ فيها' في الظاهر، لكنه في الحقيقة اضطراب نفسي عميق، يحتاج إلى فهم، وتعاطف، وعلاج. فليس كل حب صادق، وليس كل إعجاب بريء، وأحيانًا... الحب المزعوم لا يسكن القلب بل يختبئ خلف أوهام العقل.
التعليقات