على ضوء كل هذه المجريات يتبين أن الصراع الإيراني الإسرائيلي أصبح يتجاوز التصنيفات التقليدية للصراعات الثنائية، إذ لم يعد مغتزل حسب الأفعال العسكرية و الحسابات المتبادلة، بقدر ما أصبح يعبر عن شكل من الانزياح الهيكلي في طبيعة التفاعلات الإقليمية، وفي طرق إعادة تعريف الفاعلين، كما أن هذا الصراع يُظهر مدى الصدع و التآكل الذي أصاب جزءا كبيرا في النسق السياسي العربي، ليس فقط من حيث فقدان القدرة على المبادرة، بل كذلك من حيث تعطل أدوات إعادة التموضع ضمن منظومة إقليمية أكثر تعقيدا وتداخلا.
و تبدو معارك الفضاء الانقضاضي المريع من الجانبين الإيراني والإسرائيلي لم تعد تجري وفق منطق الجيوش النظامية أو الاشتباك الجغرافي المحدود، بل تستعمل أدوات تتراوح بين الطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية والضربات الدقيقة ضد المنشآت النووية والعسكرية، وهذا ما يجعلها أقرب إلى نموذج الحرب الهجينة.
ورغم التعقيد في مشهد المواجهة هو تداخلها مع البنية النفطية والغاز، كمثال، فإيران ليست فاعلا عسكريا فحسب، بل لاعب رئيس في أسواق النفط والغاز، ومسيطر فعليا ولو بشكل غير مباشر على مضيق هرمز، الذي يعبر منه حوالي 30% من إمدادات الطاقة العالمية وبالتالي، فإن أي تصعيد ميداني أو محاولة لغلق المضيق، أو حتى التهديد به، ينعكس بشكل مباشر على أسواق الطاقة.
وإذا كان من الممكن تحليل هذه الحرب بوصفها اختبارا ميدانيا لتوازنات القوى، فإنها في العمق تمثل لحظة حرجة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث لا علاقة للدول العربية بما يجري بين مخادعين، إذ يتواجه فيها التفكك الداخلي مع إعادة هيكلة مفاهيم النفوذ والسيادة والانتماء، فإن الحديث عن
نتائج هذه الحرب لا يمكن فصلها عن سؤال بالغ التأثير حول الجهة القادرة على إنتاج بنية سياسية تؤطر الواقع بأثر واضح، يتم من خلالها التأثير داخل وخارج الحدود، دون الارتهان لإرادة الأخر أو لتداعيات اللحظة العسكرية أو يعطل أولوياتها الآسيوية في مواجهة الصعود الصيني يظهر التوتر الداخلي في الاستراتيجية الأمريكية المتخبطة، يطرح السؤال حول ما اذا كانت واشنطن ستنحاز لإسرائيل إلى نموذج التوازن الإقليمي أم إلى نموذج الردع المطلق.
وفي سياق مواز، تلتقط قوى دولية مثل الصين وروسيا خيوط هذه الأزمة، ليس بغرض الوساطة، بل بغية توسيع نفوذها الرمزي والاستراتيجي، في إطار حرب باردة ناعمة على المجال الجغرافي للنفوذ الأمريكي، فالصين تقدم نفسها كضامن للاستقرار من خلال صفقات اقتصادية وسياسية غير
وبينما تستثمر قوى دولية مثل روسيا والصين هذا التحول بما يخدم مصلحتها الخاصة، تغيب الرؤية التشاركية في العديد من الدول الأخرى، التي تجد نفسها على هامش الحدث، لا لضعف الموارد وحدها، بل لغياب نموذج تأويلي قادر على فهم التحولات وفعل الاستجابة، إذ أن الفرضيات الجديدة تقتضي مقاربات لا تكتفي بتفسير الحقائق الحاصلة من داخل منطق الردع أو التوازن.
على ضوء كل هذه المجريات يتبين أن الصراع الإيراني الإسرائيلي أصبح يتجاوز التصنيفات التقليدية للصراعات الثنائية، إذ لم يعد مغتزل حسب الأفعال العسكرية و الحسابات المتبادلة، بقدر ما أصبح يعبر عن شكل من الانزياح الهيكلي في طبيعة التفاعلات الإقليمية، وفي طرق إعادة تعريف الفاعلين، كما أن هذا الصراع يُظهر مدى الصدع و التآكل الذي أصاب جزءا كبيرا في النسق السياسي العربي، ليس فقط من حيث فقدان القدرة على المبادرة، بل كذلك من حيث تعطل أدوات إعادة التموضع ضمن منظومة إقليمية أكثر تعقيدا وتداخلا.
و تبدو معارك الفضاء الانقضاضي المريع من الجانبين الإيراني والإسرائيلي لم تعد تجري وفق منطق الجيوش النظامية أو الاشتباك الجغرافي المحدود، بل تستعمل أدوات تتراوح بين الطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية والضربات الدقيقة ضد المنشآت النووية والعسكرية، وهذا ما يجعلها أقرب إلى نموذج الحرب الهجينة.
ورغم التعقيد في مشهد المواجهة هو تداخلها مع البنية النفطية والغاز، كمثال، فإيران ليست فاعلا عسكريا فحسب، بل لاعب رئيس في أسواق النفط والغاز، ومسيطر فعليا ولو بشكل غير مباشر على مضيق هرمز، الذي يعبر منه حوالي 30% من إمدادات الطاقة العالمية وبالتالي، فإن أي تصعيد ميداني أو محاولة لغلق المضيق، أو حتى التهديد به، ينعكس بشكل مباشر على أسواق الطاقة.
وإذا كان من الممكن تحليل هذه الحرب بوصفها اختبارا ميدانيا لتوازنات القوى، فإنها في العمق تمثل لحظة حرجة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث لا علاقة للدول العربية بما يجري بين مخادعين، إذ يتواجه فيها التفكك الداخلي مع إعادة هيكلة مفاهيم النفوذ والسيادة والانتماء، فإن الحديث عن
نتائج هذه الحرب لا يمكن فصلها عن سؤال بالغ التأثير حول الجهة القادرة على إنتاج بنية سياسية تؤطر الواقع بأثر واضح، يتم من خلالها التأثير داخل وخارج الحدود، دون الارتهان لإرادة الأخر أو لتداعيات اللحظة العسكرية أو يعطل أولوياتها الآسيوية في مواجهة الصعود الصيني يظهر التوتر الداخلي في الاستراتيجية الأمريكية المتخبطة، يطرح السؤال حول ما اذا كانت واشنطن ستنحاز لإسرائيل إلى نموذج التوازن الإقليمي أم إلى نموذج الردع المطلق.
وفي سياق مواز، تلتقط قوى دولية مثل الصين وروسيا خيوط هذه الأزمة، ليس بغرض الوساطة، بل بغية توسيع نفوذها الرمزي والاستراتيجي، في إطار حرب باردة ناعمة على المجال الجغرافي للنفوذ الأمريكي، فالصين تقدم نفسها كضامن للاستقرار من خلال صفقات اقتصادية وسياسية غير
وبينما تستثمر قوى دولية مثل روسيا والصين هذا التحول بما يخدم مصلحتها الخاصة، تغيب الرؤية التشاركية في العديد من الدول الأخرى، التي تجد نفسها على هامش الحدث، لا لضعف الموارد وحدها، بل لغياب نموذج تأويلي قادر على فهم التحولات وفعل الاستجابة، إذ أن الفرضيات الجديدة تقتضي مقاربات لا تكتفي بتفسير الحقائق الحاصلة من داخل منطق الردع أو التوازن.
على ضوء كل هذه المجريات يتبين أن الصراع الإيراني الإسرائيلي أصبح يتجاوز التصنيفات التقليدية للصراعات الثنائية، إذ لم يعد مغتزل حسب الأفعال العسكرية و الحسابات المتبادلة، بقدر ما أصبح يعبر عن شكل من الانزياح الهيكلي في طبيعة التفاعلات الإقليمية، وفي طرق إعادة تعريف الفاعلين، كما أن هذا الصراع يُظهر مدى الصدع و التآكل الذي أصاب جزءا كبيرا في النسق السياسي العربي، ليس فقط من حيث فقدان القدرة على المبادرة، بل كذلك من حيث تعطل أدوات إعادة التموضع ضمن منظومة إقليمية أكثر تعقيدا وتداخلا.
و تبدو معارك الفضاء الانقضاضي المريع من الجانبين الإيراني والإسرائيلي لم تعد تجري وفق منطق الجيوش النظامية أو الاشتباك الجغرافي المحدود، بل تستعمل أدوات تتراوح بين الطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية والضربات الدقيقة ضد المنشآت النووية والعسكرية، وهذا ما يجعلها أقرب إلى نموذج الحرب الهجينة.
ورغم التعقيد في مشهد المواجهة هو تداخلها مع البنية النفطية والغاز، كمثال، فإيران ليست فاعلا عسكريا فحسب، بل لاعب رئيس في أسواق النفط والغاز، ومسيطر فعليا ولو بشكل غير مباشر على مضيق هرمز، الذي يعبر منه حوالي 30% من إمدادات الطاقة العالمية وبالتالي، فإن أي تصعيد ميداني أو محاولة لغلق المضيق، أو حتى التهديد به، ينعكس بشكل مباشر على أسواق الطاقة.
وإذا كان من الممكن تحليل هذه الحرب بوصفها اختبارا ميدانيا لتوازنات القوى، فإنها في العمق تمثل لحظة حرجة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث لا علاقة للدول العربية بما يجري بين مخادعين، إذ يتواجه فيها التفكك الداخلي مع إعادة هيكلة مفاهيم النفوذ والسيادة والانتماء، فإن الحديث عن
نتائج هذه الحرب لا يمكن فصلها عن سؤال بالغ التأثير حول الجهة القادرة على إنتاج بنية سياسية تؤطر الواقع بأثر واضح، يتم من خلالها التأثير داخل وخارج الحدود، دون الارتهان لإرادة الأخر أو لتداعيات اللحظة العسكرية أو يعطل أولوياتها الآسيوية في مواجهة الصعود الصيني يظهر التوتر الداخلي في الاستراتيجية الأمريكية المتخبطة، يطرح السؤال حول ما اذا كانت واشنطن ستنحاز لإسرائيل إلى نموذج التوازن الإقليمي أم إلى نموذج الردع المطلق.
وفي سياق مواز، تلتقط قوى دولية مثل الصين وروسيا خيوط هذه الأزمة، ليس بغرض الوساطة، بل بغية توسيع نفوذها الرمزي والاستراتيجي، في إطار حرب باردة ناعمة على المجال الجغرافي للنفوذ الأمريكي، فالصين تقدم نفسها كضامن للاستقرار من خلال صفقات اقتصادية وسياسية غير
وبينما تستثمر قوى دولية مثل روسيا والصين هذا التحول بما يخدم مصلحتها الخاصة، تغيب الرؤية التشاركية في العديد من الدول الأخرى، التي تجد نفسها على هامش الحدث، لا لضعف الموارد وحدها، بل لغياب نموذج تأويلي قادر على فهم التحولات وفعل الاستجابة، إذ أن الفرضيات الجديدة تقتضي مقاربات لا تكتفي بتفسير الحقائق الحاصلة من داخل منطق الردع أو التوازن.
التعليقات