سوالف

تحرّري من ظاهرة إرهاق اللطف الزائد للأبد بهذه الوسيلة

تحرّري من ظاهرة إرهاق اللطف الزائد للأبد بهذه الوسيلة

للعلّم - تحرّري من ظاهرة إرهاق اللطف الزائد للأبد بهذه الوسيلة

في عالم يصفّق لكل من يقول "نعم" بلا تردد، تتحول الطيبة الزائدة مع الوقت من ميزة إلى عبء ثقيل. فجأة تجدين نفسك منهكة، تلهثين خلف طلبات الآخرين، تعتذرين عن تعبك، وتبتسمين بينما كل خلية في جسدك تصرخ: "كفى!". هذه الحالة ليست مجرد شعور عابر… إنها ظاهرة حقيقية تُعرف بـ إرهاق اللطف الزائد.

لكن الخبر الجيد؟ الخروج من هذه الدوّامة ممكن، وليس عليكِ أن تتحولي لشخص قاسٍ أو أناني. بل يكفي أن تتعلمي وسيلة واحدة محورية: فنّ وضع الحدود بوعي وثقة.

ما هو إرهاق اللطف الزائد؟

إنه ذلك الشعور المتراكم حين يصبح بذل الجهد للآخرين عادة، حتى لو كان على حساب صحتك ووقتك واحتياجاتك. هو عبء تسببه الرغبة في إرضاء الجميع، الخوف من الرفض، أو الإحساس بالمسؤولية عن سعادة الآخرين.

ومع الوقت يتحول هذا العطاء غير المتوازن إلى:

إرهاق عاطفي

إحساس بالاستنزاف

فقدان الحماس

تراجع تقدير الذات

وحتى القليل من الغضب المكتوم الذي نحاول إخفاءه خلف ابتسامة

الوسيلة الذهبية للتحرر: الحدود… ولكن بنسخة رحيمة

وضع الحدود لا يعني أن تقولي "لا" كما لو كنتِ بطلة في فيلم أكشن. بل يعني ببساطة أن تقرري أين ينتهي دورك، ويبدأ دور الآخر.

إليكِ كيف تعمل هذه الوسيلة بذكاء وفعالية:

1. اعرفي قيمتك أولًا

قبل أن تقولي "لا"، اسألي نفسك:
هل هذا الطلب ينسجم مع وقتي؟ مع طاقتي؟ مع أولوياتي؟
إذا كانت الإجابة "لا"… فهذا يكفي.

2. استخدمي "لا اللطيفة"

أحيانًا نحتاج لـ"لا" ناعمة، لكنها ثابتة، مثل:

"يسعدني أساعدك، لكن وقتي اليوم ممتلئ."

"أقدّر طلبك، لكن لن يكون بإمكاني ذلك هذه الفترة."

بهذا تكونين لطيفة… ولكن مع نفسك أولًا.

3. تذكّري أن الرفض لا يجعلكِ شخصًا سيئًا

أحيانًا نشعر وكأن الرفض خيانة. لكنه في الحقيقة حماية لنفسك.
ولا أحد يستحق خسارتك لسلامك الداخلي.

4. توقفي عن التبرير الزائد

أكثر ما يستنزف طاقتنا هو الشرح الطويل:
"لا أستطيع لأن عندي كذا… وبعدها كذا… ولو خلصت يمكن أسوي…"
لا داعي. يكفي: "لن أتمكن".

5. حددي طاقتك اليومية

قومي برسم دائرة صغيرة لنفسك: هذه هي طاقتي.
إذا امتلأت—انتهى يوم العطاء، والباقي لكِ.

6. تدرّبي على قول "لا" كما تتدربين على الرياضة

في البداية قد تبدو ثقيلة على اللسان، مثل حمل أثقال لأول مرة.
لكن مع الوقت ستصبح خفيفة وطبيعية… وضرورية.

فوائد التحرر من اللطف الزائد

بعد فترة قصيرة ستكتشفين التالي:

طاقة أعلى

علاقات صحية ومتوازنة

احترام أكبر لنفسك… ومن الآخرين أيضًا

وقت حقيقي لكِ

شعور بالخفّة والحرية

والأهم: ستعودين لطيفة كما أنتِ—لكن دون أن تنهار بطاريتك.

اللطف قيمة جميلة، لكنه لا يعني أن تكوني متاحة بلا حدود. تحريرك من إرهاق اللطف الزائد يبدأ بحدود واضحة، ووعي ذاتي، وبعض الجرأة اللطيفة. وعندما تحمين طاقتك، تتحولين إلى نسخة أكثر اتزانًا وصدقًا مع نفسك ومع الآخرين.