سوالف

صراع النور والظلام: كيف يتسلّل "اكتئاب الخريف" إلى روحك ويُخمد دافعك؟

صراع النور والظلام: كيف يتسلّل "اكتئاب الخريف" إلى روحك ويُخمد دافعك؟

للعلّم - عندما يبدأ النهار في تقصير خطواته، وتصبح الشمس موظّفة دوام جزئي، يتبدّل شيء في الداخل. فجأة، تكتشفين أنّ كوب القهوة لم يعد كافيًا لإيقاظ الحماس، وأن البطانية صارت أكثر إقناعًا من أي خطة إنتاجية. هنا، تحديدًا، يتسلّل “اكتئاب الخريف” — أو ما يعرف علميًا بالاضطراب العاطفي الموسمي — ليجلس بجانبك دون دعوة، ويهمس لكِ: “فلنطفئ الدافع قليلًا… مجرد قليل.”

لماذا يحدث هذا الاضطراب الموسمي؟

الأمر ليس دراما نفسية ولا حساسية شعرية تجاه سقوط الأوراق. المسألة ببساطة تتعلّق بالضوء. فكلما قلّ التعرض للشمس، تراجع إنتاج السيروتونين، وارتبكت ساعتنا البيولوجية، فانزلق المزاج إلى منطقة رمادية لا هي حزن ولا هي رضا… مجرد خريف داخلي.

كيف يتسلل إلى روحكِ؟

يبدأ بخفوت الطاقة… تلك التي كانت ترافقك في الصباح، تصبح أثقل قليلًا.

ثم تتباطأ رغبتك في التواصل، كأن العالم يطلب منك “وضع الطيران”.

تزداد الحساسية، وتقلّ الشهية للأنشطة — لكن تزداد للحلويات، بطريقة مثيرة للشبهة.

وفجأة يصبح النوم ملاذًا، والهروب من المسؤوليات بطولة قومية.

لا يحدث دفعة واحدة، بل كسارق محترف يعرف كيف يدخل دون أن يفتح بابًا.

لكن.. هل نستسلم؟ بالتأكيد لا

لا توجد معركة بين نور وظلام دون أن يكون للنور حجة قوية. والخبر الجيد؟ الحجة هذه المرة في يدك.

استراتيجيات تستعيدين بها إشراقك

افتحي الستائر… حتى لو كان الخارج “كئيبًا”
الضوء الطبيعي، حتى لو خجولًا، يساعد دماغك على تصحيح مساره.

تحركي… ولو لخطوات قليلة
ليس المطلوب ماراثونًا، يكفي أن ترجعي لجسدك ذاكرته عن الحركة.

اصنعي روتينًا دافئًا
كتاب، مشروب، موسيقى… المهم أن تشعري بأن لديكِ طقوسًا تُنعشك لا تُطفئك.

أضيفي جرعة فيتامين D
بالاتفاق مع الطبيب، فقد يكون هذا العنصر هو المفتاح السحري المفقود.

تواصلي مع الآخرين
حتى لو لم تكوني في أعلى حالاتك، لا تسمحي للخريف أن يعزلك.
الصوت البشري ضوء آخر… لكنه لا يغيب بغروب الشمس.

خلاصة

“اكتئاب الخريف” ليس ضعفًا ولا مبالغة، بل تفاعل طبيعي بين الجسد والمحيط. لكن تذكّري دائمًا: إذا كان الظلام يتسلل بصمت، فالنور يعود بإصرار.

وتمامًا كما تسقط الأوراق لتمنح الأشجار فرصة جديدة، قد يكون هذا الموسم دعوة لطيفة لإعادة ترتيب الداخل… لا لإطفائه.