سوالف

كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس بأساليب تربوية ستغيّر علاقة طفلك بالعالم

كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس بأساليب تربوية ستغيّر علاقة طفلك بالعالم

للعلّم - الطفل الحساس ليس ضعيفًا… بل يمتلك قدرة مدهشة على الشعور وفهم التفاصيل التي يعجز عنها غيره. لكن حساسيته قد تتحول إلى عبء إذا لم يجد الدعم الصحيح، خاصة في عالم سريع وقاسٍ أحيانًا. تقوية شخصية هذا الطفل لا تعني قمع حساسيته، بل تعني مساعدته على تحويلها إلى قوة، وفهم مشاعره، والتعبير عنها بثقة بدل الخوف.

فيما يلي أساليب تربوية عملية، واقعية، وتغيّر بالفعل طريقة تفاعل الطفل مع العالم.

1. تقبّل حساسيته بدل محاولة “صلبه”

الطفل الحساس يعرف جيدًا متى يشعر بأنه “غير مفهوم”. احتضن حساسيته، واشرح له أنها ليست عيبًا بل نوع من الذكاء العاطفي. عندما يشعر بالقبول، يصبح أكثر قدرة على التفاعل بثقة.

2. وضع حدود واضحة… ولكن بلطف

الحساسية الزائدة تحتاج لحدود واضحة تساعد الطفل على الشعور بالأمان.
مثال: “يمكنك أن تغضب، لكن لا يمكن أن تضرب”.
الحدود ليست عقابًا، بل إطارًا يحمي الطفل ويعلّمه التحكم في انفعالاته.

3. تدريب الطفل على تسمية مشاعره

الأطفال الحساسون يشعرون كثيرًا، لكنهم لا يعرفون ما يسمونه.
دربيه على استخدام عبارات مثل:

“أنا منزعج لأن…”

“أنا خائف من…”

“أحتاج إلى…”

التسمية تُنقذ الطفل من الانفجار العاطفي، وتزيد من وعيه الداخلي.

4. تعليمه مهارات المواجهة التدريجية

بدل دفعه مباشرة لمواقف تُرهقه، ابدئي بخطوات صغيرة:

زيارة مكان مزدحم لدقائق قليلة ثم المغادرة.

التحدث أمام شخصين قبل الحديث أمام مجموعة.

التعرّض التدريجي يبني الثقة دون أن يشعر بأنه مُحاصر.

5. لا تستهيني بقوة الروتين

الطفل الحساس يزدهر في بيئة متوقعة.
روتين ثابت للنوم، المدرسة، واللعب يقلل من القلق ويمنحه شعورًا بالسيطرة على عالمه.

6. تعزيز استقلاله بمهام صغيرة

أعطيه مهامًا تناسب عمره: ترتيب لعبة، حمل حقيبته، اختيار ملابسه.
هذه التفاصيل الصغيرة تبني شخصية قوية تقول للعالم: “أنا قادر”.

7. الإشادة بالسلوك… وليس الشخصية

بدل قول: “أنت شجاع”، قولي: “أعجبني أنك حاولت رغم خوفك”.
هذا النوع من المديح يبني ثقة حقيقية تعتمد على الجهد، لا على صفات ثابتة.

8. مساحة هادئة للتفريغ العاطفي

ليس “كرسي العقاب”… بل زاوية للاسترخاء.
فيها كتب تلوين، ألعاب صغيرة، أو وسادة ناعمة.
كلما شعر بالضغط، يعود إليها ليهدأ ويستعيد توازنه.

9. تعليمه قول "لا" بأمان

الطفل الحساس قد يتعرض للاستغلال لأنه “لا يريد إزعاج أحد”.
علميه عبارات بسيطة:

“لا أرغب بذلك الآن.”

“أحتاج وقتًا للتفكير.”
هذه الجملة وحدها تبني شخصية قوية على المدى الطويل.

10. كوني قدوة في التعبير القوي واللطيف

الأطفال يتعلمون بالمشاهدة لا بالكلام.
عندما يرونك تتعاملين مع المواقف بثقة وهدوء، ينسخون هذا السلوك تدريجيًا.

عندما يكتسب الطفل الحساس الأدوات المناسبة، يصبح أكثر قدرة على مواجهة العالم دون فقدان رقّته. تربية هذا النوع من الأطفال تشبه رعاية زهرة نادرة… تحتاج لطريقة خاصة، لكنها تُزهر بشكل مدهش إذا لاقت الاهتمام الصحيح.

بهذه الأساليب، لن تتغير شخصية طفلك فقط… بل ستتغير علاقته بنفسه وبالعالم من حوله.