سوالف

حين يختارك الشرود فهو يُنقذك من الفوضى النفسية

حين يختارك الشرود فهو يُنقذك من الفوضى النفسية

للعلّم - هل لاحظت يومًا أنك تنغمس في أفكارك فجأة، وكأنك تغيب عن الواقع لبضع لحظات؟ لا تقلق، فهذا الشرود الذهني ليس دائمًا علامة على التشتت، بل قد يكون آلية طبيعية يقوم بها الدماغ لإجراء صيانة داخلية تشبه ما يحدث أثناء النوم.

دراسة علمية حديثة أوضحت أن العقل عندما يسرح لا يكون في حالة خمول كما نعتقد، بل ينشط جزء يُعرف بـ"شبكة الوضع الافتراضي" (Default Mode Network)، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيف الذاكرة، وفرز المعلومات، وتنظيم المشاعر.
بمعنى آخر، الشرود هو دورة تنظيف ذهنية، تسمح للدماغ بإزالة الضوضاء الفكرية واستعادة صفائه.

ويشير الباحثون إلى أن هذه الحالة تساعد على تعزيز الإبداع وحل المشكلات، إذ تمنح العقل مساحة للتفكير الحر بعيدًا عن ضغط المهام اليومية. لذلك، قد يكون “السرحان” أحيانًا علامة على أن عقلك يعمل بذكاء، لا على أنه مشتت.

لكن إذا تحوّل الشرود إلى هروب دائم من الواقع أو تكرّر بشكل مفرط، فقد يشير إلى إجهاد نفسي أو قلق داخلي يحتاج إلى تنظيم الراحة والنوم والدعم النفسي.

في النهاية، يمكننا القول إن الشرود الذهني هو راحة مؤقتة للنفس والعقل، يتيح للدماغ ترتيب أفكاره وتصفية مشاعره. ربما علينا أن نتوقف عن لوم أنفسنا حين نسرح قليلًا... فقد يكون ذلك بالضبط ما يحتاجه عقلنا ليعود أنقى وأهدأ.