سوالف

دور الأم في تنمية التحفيز الذاتي لدى الطفل: كيف تُزرع الرغبة في النجاح من الداخل؟

دور الأم في تنمية التحفيز الذاتي لدى الطفل: كيف تُزرع الرغبة في النجاح من الداخل؟

للعلّم - يُعد التحفيز الذاتي من أهم المفاتيح التي تفتح أمام الطفل أبواب النجاح في الحياة. فهو ما يجعله ينجز مهامه بدافع داخلي لا ينتظر من يُملي عليه ما يفعل. وهنا يظهر دور الأم بوصفها المؤثر الأول في بناء شخصية طفلها وصقل قدراته منذ سنواته الأولى.

توضح اختصاصية علم النفس التربوي أن التحفيز الذاتي لا يُولد فجأة، بل يتشكل عبر البيئة الأسرية، وخاصة من خلال تعامل الأم مع طفلها في المواقف اليومية. فالكلمة، والنظرة، وطريقة التفاعل يمكن أن تزرع في الطفل الثقة أو تُطفئها.

وفيما يلي أبرز أدوار الأم في تنمية التحفيز الذاتي عند الطفل:

تشجيع الاستقلالية:
حين تسمح الأم لطفلها باتخاذ قرارات صغيرة — كاختيار ملابسه أو ترتيب غرفته — فهي تعلّمه أن له رأيًا وأن جهده يُحدث فرقًا. هذا الإحساس بالمسؤولية يعزز دافعيته الذاتية.

تقدير الجهد لا النتيجة فقط:
من المهم أن تثني الأم على محاولات طفلها حتى لو لم تكن مثالية. فالثناء على الجهد ("أعجبني أنك حاولت!") يغرس فيه حب المحاولة والتطور، بدلاً من الخوف من الفشل.

غرس الهدف والمعنى:
الطفل يحتاج أن يفهم لماذا يقوم بالأشياء. عندما تشرح له الأم أهمية الدراسة أو مساعدة الآخرين، يشعر أن ما يفعله له قيمة، فيتحمس للإنجاز دون إكراه.

القدوة الفاعلة:
الأطفال لا يتعلمون بالكلمات فقط، بل بالمشاهدة. الأم التي تبادر، تنجز، وتتحمل مسؤولياتها بحبّ، تُعلّم أبناءها كيف يتحفزون من الداخل دون الحاجة لدفع خارجي مستمر.

إتاحة الفرصة للتجربة والخطأ:
الحماية الزائدة تُضعف التحفيز. لذا، على الأم أن تتيح لطفلها مساحة للخطأ والتعلم، لأن تجربة النجاح بعد الإخفاق تمنحه شعورًا قويًا بالإنجاز والثقة بالنفس.

استخدام الحوار بدل الأوامر:
عندما يتحول التواصل إلى حوار مبني على التفاهم، يشعر الطفل أن رأيه مسموع، مما يزيد حماسه للمشاركة والالتزام بما يُطلب منه طواعية.

خلاصة القول:
الأم ليست فقط من تُطعم وتُرشد، بل من تُلهم. فبكلمة مشجعة، واحتضان في وقت الفشل، ونظرة فخر صادقة، تزرع في طفلها البذرة الأهم: التحفيز الذاتي — القوة التي ترافقه مدى الحياة، وتجعله قادرًا على النهوض كلما تعثر.