وجهات نظر

الجنجويد .. حكاية يهودية!

الجنجويد  ..  حكاية يهودية!

الجنجويد، فكرة قبيحة، استعلائية وعنصرية ايضا، صنعت في دهاليز الوكالة اليهودية ومؤسسة الجيش الاسرائيلي، وأضحت ذات تطبيقات عربية باذخة في القبح، وقبيحة في بذخها باستباحة دم الاخر!

نعم، لقد مهرت باسم قبائل في منطقة دارفور، تلك السلطنة الموغلة في الغموض والنزعة الترفعية على كل ما هو سوداني وتشبثت بعنجهيتها القبلية!! ولسخف في عمر البشير لازم كل حكمه واودى بوحدة السودان وقطعها اربا اربا، اذن لتلك القبيلة المستندة على اكوام من مناجم للذهب لم تزل مطمورة، ان تختطف الدولة كلها، ومن بعد استولت على مقدرات الامة بالذبح والتقتيل، وأعادت السودان إلى عصر ما قبل الدولة، الذي يبشر به بعض (الكسبة لدينا) منتحلين صفة كتاب السلطة.

صحيح ان الجنجويد اضحى بطبعته السودانية هو المتميز بالذبح والحرق والاغتصاب وكل موبقات الحياة.. لكن يهود كانوا اصل الحكاية.. وزرعوا فكرتهم البائسة في كل المجتمعات العربية، ولم يفطن البعض إلى أن كل الدمار الذي الحق بالكيانات الممسوخة في تطبيقات (السايكس والبيكو) كلها وبدون استثناء قد انطلق من فكرة جنجويدية قاتلة!

كيف انشأ رواد الهجرة اليهود الاوائل فكرة الجنجويد!؟

ما ان اتم مونتيفيوري، اليهودي الآثم في ثرائه من شراء مساحة تل ابيب في الزمن العثماني المجيد، وامتلك اليهود مرج بن عامر من آل سرسق وبعض العائلات الفلسطينية، حتى اصدر الصندوق القومي اليهودي (الكرين كايميت) المالك للارض، تشريعا اسماه (العمل العبري)
ومفاده عدم السماح لأي عربي العمل في الاراضي والمزارع اليهودية، وكان ذلك اول الاستعلاء على عرب فلسطين (الغلابى) العمال، والفلاحين الذين حين خسروا اراضيهم. تحولوا الى عمال سخرة..

لم يكن اصحاب هذا التشريع من يهود العراق او مصر او المغرب او اليمن كانوا كلهم (من يهود الاشكيناز الاوروبين)

كانت الغطرسة الجنجويدية والاستعلاء اليهودي الاوروبي على العرب قد بدأ من هناك، وأوصل تلك العصابة المأزومة القلقة في وجدانها ومكانها الجديد الى اتباع سياسة المجازر الجماعية (في الطنطورة، ودير ياسين، وقبية، والسموع، ونحالين)، وشطفت فلسطين بالقتل والذبح والإبعاد من اغلب اصحابها الاصليين، وباشروا نشر (اسطرتهم الجديدة التي تشبه الخرافة) بان فلسطين هي اسرائيل ارض الاجداد، وهم فقط كانوا الجيل الاول فقط من مهاجري اوديسا ورومانيا وايطاليا وسلوفينيا وبولندا!!

كان وقود تلك المجزرة بدون وعي منهم هم اليهود الشرقيين الذين اضحوا جنودا في منظمات ارهابية كل قادتها يوشوشون بعضهم (سفارديم !!) يعني يهودي شرقي مسخرة.. لانهم كانوا جميعا يهودا اشكيناز، بيغن، دايان، رابين، بيريز، شامير، غولدا، يادين، هيرتزوغ، واخيرا الوحش المنفلت نتنياهو.

وحين اختلى اليهود ببعضهم طبق الاشكيناز على السفارديم ما طبقوه على الفلسطينيين لكن بفارق دون ذبح او تقتيل، لكن الاضطهاد منبعه واحد وهدفه واحد..

جنجويديا في المحتمع الاسرائيلي، ومنذ انشاء هذا الكيان الغريب العجيب، لم يصل الى رئاسته مرة واحدة ولو بالخطأ يهوديا سفارديميا واحدا، وحين نافس ديفيد ليفي اليهودي المغربي نتنياهو على رئاسة حزب الليكود في تسعينيات القرن الماضي كانت عصبة نتنياهو (دوري غولد، شاي بازاك) يتندرون على المنافسة بصورة جنجويدية مطلقة..

لان ليفي كان مغربيا، ولا يحق له مجرد التفكير برئاسة لحزب مثل الليكود!!

توسعت في امر الربط بين (جنجويدية الاشكناز)، وجنجويدية كل العرب لان الجذر واحد ولان النتيجة ستكون واحدة..

لو يتخيل المشاهد للمنظر للحظة واحدة كيف اودى جنجويد الاشكناز بكل التجربة اليهودية في فلسطين الى دمار الكيان اليهودي وسلبه قيمه المزعومة في الديموقراطية والتميز والابداع واوصلوه بسبب استعلائهم وترفعهم وغرورهم باعتماد الصلف والقوة في التعاطي مع (الاخر) الى محتمع منبوذ قادته مطلوبين لعدالة هم انفسهم من اخترعها عقب الحرب الكونية الثانية..

لقد اجهز جنجويد الاشكناز بعد ان باعوا فكرتهم لكل العرب، مشروعهم قد لا ينتهي هذا المشروع غدا او بعد غد. لكن اسرائيل لعنجهية اشكنازها قد فككت مجتمعها الهجين واضحى غير قابل للحياة بشروطهم!!

الان.. بالعودة الى جنجويد العرب. فهاهي السودان تتربع على الفكرة ولن يعود السودان كما كان، كما لن يعود العراق كما كان، وايضا لبنان لن يعود كما كان

والفلسطينيون صنعوا ايضا جنجويدهم الخاص بهم

تسمع حسين الشيخ الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته إلا في عرس احد اقاربه يتحدث بصفته ابو المشروع الفلسطيني، دون أي تواضع

هذا جور وظلم ادى الى ذبح المشروع الفلسطيني بالانقسام تحت حراب الاحتلال..

ثمة جنجويد فلسطيني متعب مهلك يحتاج الى عقلنة

والعراق في زمن الهيمنة البعثية قد اودت بالكرد إلى خارج المعادلة بسبب التبجح القومي المبالغ فيه وبدل ان يكون من الكرد صلاح الدين راحوا يتحالفون مع الشيطان بغية التخلص من عروبة صدام، اضحى الكرد مثل الاقليات الاخرى خارج نطاق الامة ولن تكون العراق كما كانت

جنجويد بغداد هو من كان يحرم اتباع مذهب مامن البناء في العاصمة الى ان استبيحت كل العاصمة…

لزوم ووجوب ان يتنبه الناس الى خطورة الفكرة الجنجويدية الاقصائية الاستعلائية والتفرد بكل شيء..

سوريا ذهبت بسبب الجنجويد الذي كان يتحكم في الانفاس وكان البديل كما ترون ارتداد حاسم ومتطرف نحو ترفع اتباع المذهب المقهور ابان الحكم الاقلوي في سوريا..

ولبنان لا يحتاج إلى كلام فالمارونية السياسية بالتحالف مع اثرياء السنة ضغطوا على اعصاب اهل مذهب اهل الرجعة والامامية، حتى صنعوا حزبهم المنتسب مباشرة له ذودا عن جنجويد اخوتهم في الوطن

بقي ان اقول هل يوجد جنجويد وطني لدينا؟!

اريد ان اعفي نفسي من الاجابة لان كل واحد فينا له مصلحة ان يظل هذا (التلم العربي) لكل العرب وان يظل وطن رسالة لا غيرها هي رسالة النهضة العربية…

ومن يقبل الالتحاق بالفكرة الجنجويدية فالنتائج ماثلة امامه

اقوى دولة في المنطقة هي اسرائيل قد انهى كل تميزها الجنجويد وارجعت الى امارة يهودية يعيش قادتها في مغارة يطل برأسه
منها ثالوث مريض مازوم (بن غفير، نتنياهو، سموتريتش) اختطف مجتمعا بأسره وترك له الحقد والامل بالتحلل والفناء…

وما حولنا لا يحتاج إلى تحليل، إن المذبحة التي تشخب دماءها الان في دارفور هي تتساوى بالضبط بالطريقة وبالقيادة مع مجزرة غزة
والمعلم واحد والنتيجة ذاتها

اللهم جنبنا الجنجويد وابعد عنا ملامحهم