وجهات نظر

نتياهو يصعد فوق المئذنة

نتياهو يصعد فوق المئذنة

نعم صعد فوق المئذنة، وواصل عدوانه المستمر ولم يجد من ينزله عنها
كان نتنياهو قد صعد فوق المئذنة في القصة المعروفة التي تقول بان مجنوناً صعد على المئذنة، وراح يرمي المارة بالحجارة، فضاق به الناس وطلبوا منه ان ينزل ولكنه أمعن في عمله ولم يسمع، وما زالوا على هذه الحال، حتى جاءهم رجل فقال انا أنزله، فاحتاروا، فقال لهم أعطوني منشاراً، ولما أعطوه، خاطبه قائلاً أتنزل أم انشر المئذنة بك فتقع بك وتموت ، فخاف ونزل.

هذه حكايتنا مع المجنون الذي ارتقى المئذنة والتي لا ينزله عنها الاّ مجنون مثله يفهم لغته.

كان نتنياهو أمس فوق منبر الأمم المتحدة يرجم دول العالم وشعوبها التي اعترفت بفلسطين بأقذع الاتهامات والسباب ويحملها المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع ، ، وبدأ الحضور بالخروج حتى فرغت القاعة.

الأمر المحير انه كان من الأسهل أن يخرجوه ويحاسبوه كونه مطلوبا للجنائية الدولية بدل ان يخرج الحاضرون من القاعة احتجاجاً عليه وان يمنع من المهاجمة والشتم، بل ويحاسب ويساق ليسلم الى المحكمة الجنائية الدولية.

لقد ثبت ان مقر الامم المتحدة فقد أهليته ليكون مكاناً للأمم المتحدة، وأنه على دول العالم أن كانت تريد ان تتمسك بدورها أن تتوافق على نقل المنظمة الدولية ومؤسساتها المختلفة الى مكان آخر لا يتحكم فيه قرار بالموالين لإسرائيل ، من يدخل حيث الأمم المتحدة ومن لا يدخل.

فليس من المنطق أن يحضر المجرم ويخطب ويشتم وأن تمنع الضحية من الحضور.

والسؤال، ماذا لو كان الذي عمل ما عمله نتنياهو مسلما او أو بوذياً أو من أي ديانة، أو إثنية أو عرق؟ هل كان يسمح له بذلك؟ والى متى يبقى العالم يغمض عيونه عن ادانة أفعال الحركة الصهيونية واتباعها بعد أن عطل في الأمم المتحدة قرار أن الصهيونية عنصرية وذلك عام 1975.

اسرائيل ثمرة للحركة الصهيونية التي جندت اليهود، وأصبحوا هم ايضاً من ضحاياها، ولذا بدأت الآن حركة وعي من اليهود على مخاطر الحركة عليهم، وهناك يهود في الولايات المتحدة وأوروبا ودول العالم معنيون بفصل انفسهم عن الحركة الصهيونية وعن اسرائيل وجرائمها في حين نرى انخراطا آخر في هذه الحركة من دول العالم وزعمائه، باعتبار الصهيونية حركة سياسية مثل أيّ حزب سياسي فاشي شبيه بالحزب النازي الألماني.

لم يكن العالم لترتكب كثير من دوله وعواصمه وشعوبه مجازر وطرد اليهود، لولا تصرفاتهم التي نراها الآن في غزة وفلسطين، ومنطقهم الذي يتردد على السنة زعمائهم وأولهم نتنياهو في كلامة امام الأمم المتحدة من اصرار على استمرار الحرب والقتل دون خجل او تردد واجازة ذلك وانكار حرب التجويع في غزة وهو ما اقرته الأمم المتحدة.

لقد لحق باليهود كثير من المجازر عبر التاريخ، لأن المعطيات الدينية البعيدة عن التسامح و المشوهة والمزورة، تدعوهم لسلوك غريب ولاحتقار البشر واعتبار انفسهم شعب الله المختار، والآخرون هم من (الغويم) والحيوانات والحشرات وقد سمعنا ذلك في وصف الفلسطينيين والعرب على لسان قادة الحرب الاسرائيليين .

لقد ارتكتب مجازر ضد اليهود لسلوكهم النازي والغريب وطمعهم وممارساتهم في الربا الفاحش والابتزاز كما في مسرحية شكسبير، وكانت مجازر ضد اليهود في كييف وادوسيا وبولندا ثم مجازر أو مذابح المانيا المسماة الهولوكست وغيرها، وقد أحصيت في ذلك عبر التاريخ أكثر من خمسين مجزرة ارتكتب ضدهم بما في ذلك ،قطع رأس يوحنا المعمدان، ومنذ ذبح أطفال يهود في مصر زمن موسى، ومع كل ذلك ما زال نتنياهو يدعو لتشكيل العالم على شاكلته ليظل يقود شعب الله المختار.ويبيع العالم اوهاما يغطي بها أطماعا استعمارية