وجهات نظر

توابع الهجوم على قطر، شراكة سعودية باكستانية مثيرة

توابع الهجوم على قطر، شراكة سعودية باكستانية مثيرة

أظن أن مراكز القرار في دول الخليج العربي، توصلت إلى قناعة بأن واشنطن ، لا تملك القدرة على ردع إسرائيل ، ولكنّها ايضا لا تريد إغضاب الرئيس ترامب ، إذ يبدو أن الجميع قد تيقّنوا بعد عملية الدوحة أن لا طائل من المظلة الامريكية حين يتعلق الأمر باسرائيل، وأن الضرورة تدعو إلى تنويع الخيارات، خاصة في ظل تهديد نتنياهو بحتمية إقامة إسرائيل الكبرى، على أنقاض الشرق الأوسط، الذي يهدد به نتنياهو العالم العربي كل يوم، بتغيير وجهه إلى الأبد .

أظنها إشارة غير مباشرة من الرياض لواشنطن ، وهي توقع أتفاقية الدفاع المشترك مع الباكستان، الدولة ذات الأنياب النووية ، خاصة حين أكّدت السعودية ، أن الاتفاقية " تشمل جميع الوسائل العسكرية " ، وبما يشير لفرض الردع ،في ظل إطلاق واشنطن يد إسرائيل في المنطقة . واضح أن اهتزاز الثقة بالحماية الامريكية المكلفة للخليج، هو الذي قاد الرياض لهذه الخطوة، إذ لم يعد وعد ترامب بعدم قصف الدوحة مجدداً ، يقنع الرياض ، التي لا تريد المساس بهيبتها كقائدة للعالم الإسلامي وحتى العربي ايضاً .

اكثر ما يقلق إسرائيل وواشنطن في ظل هذا الاتفاق ، هو ما إذا كانت الخطوة السعودية تحت السيطرة ، خشية أن تتبعها خطوات اخرى تتعلق بتقنيات دفاعية حساسة ، أم أنها ردّة فعل على ما حصل في قطر ، خاصة وان واشنطن وتل أبيب يعلمان كليهما أن ما كان لإسلام أباد أن تمتلك السلاح النووي لولا التمويل السعودي السخي له، هذا علاوة على الفهم الامريكي، لاعتماد الرياض مسارا جديدا مستقلا عن النهج الأمريكي .

أظن انها رسالة واضحة من الحليف السعودي إلى واشنطن، تقول إن الخليج بزعامة الرياض، لن يعدم الوسيلة في الحفاظ على مصالحه في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه واشنطن إلى تل أبيب، على حساب المصالح العربية عامة، والخليجية على وجه الخصوص .