وجهات نظر

امريكا تحاصر الجمعية العامة لمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية

امريكا تحاصر الجمعية العامة لمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية


القرار الامريكي برفض منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات فلسطينية تأشيرات السفر الى الولايات المتحدة،والمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة،التي تعقد في نيويورك الشهر المقبل ،يهدف الى افشال الحراك الفلسطيني والعربي والدولي من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، المنتظر الشهر المقبل اثناء اجتماعات الجمعية العامة،وتعمل الادارة الامريكية على اغلاق وسد كل الطرق امام هذا التوجه العالمي .

ان الذرائع التي ساقتها الادارة الامريكية لقرار رفض منح القيادات الفلسطينية تأشيرات سفر الى الولايات المتحدة،كلها باطلة وكاذبة ومختلقة،فهي شروط تضعها الادارة الامريكية لفرضها على السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير،وهذه الشروط تعني عمليا الطلب من القيادات الفلسطينية الارتداد عن العروبة والاسلام والتخلي عن الهوية الوطنية الفلسطينية ،والوطن الفلسطيني، واعلان الطلاق بينونة كبرى مع فلسطين.

عندما تطالب القيادة الفلسطينية بأي حق فلسطيني،تصنفها الادراة الامريكية الحالية بأنها تساند الارهاب،وتقوض السلام ،فأي سلام الذي تتحدث عنه الادارة الامريكية ،الذي يلغي الوجود الفلسطيني والحقوق الفلسطينية وينفي اي وجود لفلسطين ارضا وشعبا .

رغم ان جميع الادارات الامريكية المتعاقبة ،تعتبر تاريخيا مؤيدة ومساندة لاسرائيل ،الا ان الادارة الحالية هي الاكثر عداء وكراهية للشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية،والاشد تطرفا وتصهينا لصالح الكيان الغاصب ،وتأييدا له في رفض الحقوق الفلسطينية واغتصابها .

لا يحق للادارة الامريكية ان تغتصب الجمعية العامة للامم المتحدة،وان تقرر هي من يشارك في اجتماعاتها، وتمنع من جانب واحد من لا ترغب هي بمشاركته في اجتماعاتها.

الجمعية العامة هيئة عالمية مستقلة في عملها ،هي التي تقرر من يحضر اجتماعاتها ويشارك بها ،ولا يجوز للادارة الامريكية ان تكون شرطيا يقف على ابواب الجمعية ليسمح بدخول من تريد وتمنع دخول من لا ترغب به،فهي ليست مؤسسة دولية تحتلها الولايات المتحدة الامريكية، وتتحكم بمصيرها وبوظائفها وطريقة عملها ،لأن في ذلك تجاوز خطير جدا للقانون الدولي والاعراف والمواثيق الدولية.

على الجمعية العامة ان ترفع صوتها عاليا،وترفض التدخل الامريكي السافر بعملها وباجتماعاتها وصلاحياتها،لان هذا التدخل يؤدي الى افراغ الجمعية العامة من مضمونها ويلغي اسباب وجودها .

ربما يتطور التدخل الامريكي الفج بأعمال الجمعية العامة ،ليشمل منع دولا اخرى من المشاركة في اجتماعاتها هذا العام،وخاصة الدول التي اعلنت نيتها ورغبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية،ومعاقبة تلك الدول .

ان السبب الوحيد والرئيس، لقرار ادارة ترمب منع القيادات الفلسطينية المشاركة في الاجتماعات،هو افشال الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية،وحتى تكون الادارة الامريكية راضية عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ،يتوجب عليهما اعلان البراءة من فلسطين ارضا وشعبا ،والاعتراف بفلسطين ارضا اسرائيلية،هذا السلام الذي يعجب الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية.

انها وقاحة وبجاحة امريكية تجاوزت كل الحدود،ونسفت جميع اسس وقواعد ومباديء الدبلوماسية والقوانين والسياسة الدولية.

على دول العالم ان تعمل مجتمعة على نقل مقرات الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، من نيويورك الى عاصمة علمية اخرى مثل بلجيكا او سويسرا او هولندا او اليابان او غيرها،وان تكون مستقلة تماما في عملها واجتماعاتها وقراراتها ،دون اي تدخل من الدولة المضيفة.