سوالف

المدرسة .. حضن التربية الثانية وصانعة السلوك

المدرسة ..  حضن التربية الثانية وصانعة السلوك

للعلّم - تلعب المدرسة دورًا يتجاوز حدود التعليم الأكاديمي، فهي ليست مجرد مكان لتلقين العلوم، بل بيئة متكاملة تسهم في تشكيل شخصية الطفل وتوجيهه نفسيًا واجتماعيًا. وفي مرحلة التعليم الابتدائي تحديدًا، يكون الأطفال في طور النمو، هشّين بطبيعتهم، يسهل التأثير عليهم، واكتسابهم عادات وسلوكيات قد لا يدركون أثرها على المدى البعيد.

المدرسة كبيئة مربية

المعلمون ليسوا ناقلين للمعلومة فحسب، بل قدوة سلوكية. طريقة تعاملهم مع الطلاب، لغة الحوار، وحتى ردود أفعالهم، تترك بصمات عميقة في وعي الطفل. فإذا مارس المعلم احترامًا وتفهمًا، سيكبر الطالب وهو يحمل ذات السلوك. أما إذا قابل أخطاءه بالتوبيخ والعنف، فقد يُزرع داخله خوف وانطواء.

الإرشاد النفسي والتربوي

وجود مرشد نفسي في المدرسة ليس رفاهية، بل حاجة ملحة. فالطفل قد يُظهر قلقًا أو سلوكيات غير مألوفة، تحتاج إلى متابعة وتوجيه قبل أن تتفاقم. التدخل المبكر يساعد على حماية الطفل من الانزلاق في عادات ضارة أو تكوين صورة سلبية عن ذاته.

بناء القيم والسلوكيات الإيجابية

الأنشطة المدرسية، الألعاب الجماعية، والمشاريع التعاونية، ليست مجرد ترفيه، بل وسائل لغرس قيم التعاون، احترام الآخر، الانضباط، وتحمّل المسؤولية. المدرسة تُعلّم الطفل كيف يكون جزءًا من جماعة، وكيف يحترم القوانين، دون الحاجة إلى العقاب الجسدي أو النفسي.

الخلاصة

المدرسة هي "الحضن الثاني" بعد الأسرة، وإذا أدّت دورها التربوي والنفسي بوعي، فإنها تسهم في تنشئة جيل متوازن نفسيًا وسلوكيًا، قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة ومسؤولية.