سوالف

ضرب الأبناء .. جروح تُربّي قسوة أو خوفًا

ضرب الأبناء ..  جروح تُربّي قسوة أو خوفًا

للعلّم - “أبي ضربني وصرت رجال”.. عبارة يرددها بعض الآباء كتبرير لأفعالهم، وكأن العنف وسيلة تربية مشروعة، وكأن الألم يصنع القوة. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فالضرب لا يُنتج رجالًا، بل يُنتج شخصيات متصدعة داخليًا، تعيش بين قسوة مفرطة أو خوف عميق.

التجارب النفسية أثبتت أن الطفل الذي يتعرض للضرب المستمر قد يسلك واحدًا من مسارين:

مسار القسوة: يكبر وهو يعتقد أن العنف أداة طبيعية للتربية، فيعيد تكرار التجربة مع أبنائه، ظنًا منه أن الرجولة تُبنى بالصفعات لا بالحوار.

مسار الانكسار: يصبح شخصًا خجولًا، منطويًا، يتجنب تكوين صداقات، ويخشى أي مواجهة. بعضهم يصل به الحال إلى الرهاب الاجتماعي أو الانهيار بالبكاء لمجرد مشاهدة طفل يُضرب.

الضرب لا يُنشئ انضباطًا دائمًا، بل خوفًا مؤقتًا يزول مع زوال الألم. أما التربية الحقيقية فتعتمد على الحوار، الفهم، والقدوة. الطفل لا يتعلم من الألم، بل من الأمان الذي يمنحه إياه الوالدان، ومن الثقة التي تُبنى عبر الاحترام.

إن إعادة النظر في هذه الثقافة التربوية القديمة ضرورة ملحّة. فجيل اليوم يحتاج إلى آباء وأمهات قادرين على بناء شخصيات واثقة، لا شخصيات تحمل ندوب الماضي.

الخلاصة: القوة لا تُزرع بالضرب، بل بالرحمة. والرجولة الحقيقية لا تنشأ من الألم، بل من التربية الواعية التي تمنح الطفل جناحين ليطير، لا قيودًا ليبقى أسير الخوف.