سوالف

التسلط .. حين يغيب الفهم وتحضر القسوة

التسلط ..  حين يغيب الفهم وتحضر القسوة

للعلّم - التسلط ليس قوة، بل ضعف يتخفّى وراء الصوت العالي والأوامر القاسية. هو محاولة للسيطرة على الآخرين عبر التهديد، التقليل من شأنهم، أو فرض الرأي دون اعتبار لمشاعرهم وظروفهم. وفي الحقيقة، كل سلوك متسلط يخبرنا أن صاحبه لم يتعلم بعد أن الرحمة تبدأ من الفهم، وأن الإنسانية لا تعاش بالقمع بل بالاحتواء.

المتسلط يرى العالم من زاوية واحدة، زاويته هو. لا يسأل: "لماذا يتصرف الآخر بهذه الطريقة؟" أو "ما الذي يمر به؟"، بل يكتفي بأن يرفع عصا النقد والأوامر. في المقابل، الشخص المتفهم يسأل، ينصت، ويمنح مساحة للتعبير، لأنه يدرك أن خلف كل سلوك ظروفًا قد لا نراها.

المجتمعات التي تنتشر فيها ثقافة التسلط، سواء في البيت أو المدرسة أو العمل، تُنتج أجيالًا منكسرة من الداخل، تخاف أكثر مما تُبدع، وتطيع أكثر مما تفكر. بينما المجتمعات التي تبني على الحوار والرحمة تُنشئ أفرادًا أقوياء بالوعي، لا بالخوف.

إن مواجهة التسلط تبدأ بوعي بسيط: كل إنسان له قصة، وكل قصة لها ظروف. حين نفهم الظروف، يصبح الرحمة اختيارًا طبيعيًا، ويصبح احترام الآخر هو القاعدة لا الاستثناء.

التسلط يطفئ القلوب ويهدم الجسور، بينما الفهم والرحمة يفتحان الطريق إلى إنسانية أعمق وعلاقات أكثر قوة.