ديني

ماهي الامور التي جعلت قريشا ترضى بمحمد حكما

ماهي الامور التي جعلت قريشا ترضى بمحمد حكما

للعلّم - لطالما كان المجتمع القرشي في مكة مجتمعًا قبليًا تقليديًا، يتسم بالحكمة والحنكة في اختيار من يتولى شؤونهم أو يحكم بينهم في القضايا الكبرى. من بين أبرز الأحداث التي أظهرت مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين قومه، حادثة وضع الحجر الأسود في الكعبة بعد إعادة بنائها. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب والعوامل التي جعلت قريشًا ترضى بمحمد حكما بينهم، ونكشف عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي أهلته لهذا الدور الفريد.

مكانة النبي محمد في المجتمع القرشي قبل البعثة
قبل أن يُبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، كان معروفًا بين قومه بالصادق الأمين. هذه الصفات لم تكن مجرد ألقاب، بل كانت انعكاسًا لسلوكه اليومي وتعامله مع الناس. كان يُؤتمن على الأمانات، ويُستشار في الأمور الهامة، ويُحترم من الجميع، كبارًا وصغارًا. هذه السمعة الطيبة جعلت منه شخصية محورية في المجتمع المكي، وموضع ثقة لدى القبائل المختلفة.

حادثة الحجر الأسود ودور النبي محمد فيها
من أشهر المواقف التي أظهرت حكمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حادثة وضع الحجر الأسود. عندما أعادت قريش بناء الكعبة، اختلفت القبائل حول من ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه. كاد الخلاف أن يتطور إلى نزاع كبير، لولا أن اقترح أحدهم أن يحكم بينهم أول من يدخل من باب المسجد. فكان الداخل هو محمد بن عبد الله. وافق الجميع على حكمه دون تردد، لما عرفوه من عدله وأمانته.


اقترح النبي حلاً عبقريًا، حيث وضع الحجر الأسود في ثوب، وطلب من كل قبيلة أن تمسك بطرف من أطراف الثوب، ثم حملوه جميعًا، ووضعه هو بيده الشريفة في مكانه. بهذا التصرف الحكيم، أرضى جميع الأطراف، وحقن دماء القبائل، وأثبت للجميع حكمته وعدله.

الصفات الشخصية للنبي محمد التي أهلته للحكم
الصدق والأمانة: كان معروفًا بين قومه بالصدق في القول والأمانة في الفعل، مما جعله محل ثقة الجميع.
العدل والإنصاف: لم يكن يميل لطرف دون آخر، بل كان ينظر للأمور بعين العدل والإنصاف.
الحكمة والرزانة: كان يتسم بالحكمة في معالجة الأمور، ويزن الأمور بعقلانية وروية.
الاحترام المتبادل: كان يحترم الجميع، ويعاملهم بلطف وتواضع، مما أكسبه احترامهم ومحبتهم.
العوامل الاجتماعية والثقافية التي ساعدت في قبول قريش لمحمد حكما
لم يكن اختيار قريش للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حكما بينهم وليد الصدفة، بل كان نتيجة تراكمات اجتماعية وثقافية. فقد كان المجتمع المكي يقدر القيم النبيلة مثل الشرف، الأمانة، والعدل. كما أن القبائل كانت تبحث عن شخصية جامعة، تستطيع أن توحدهم وتجنبهم النزاعات. كل هذه العوامل اجتمعت في شخصية النبي محمد، فكان الخيار الأمثل لحل النزاعات الكبرى.

دروس مستفادة من قبول قريش لمحمد حكما
تُعلمنا هذه الحادثة أهمية السمعة الطيبة، والصدق، والعدل في بناء الثقة بين الناس. كما تؤكد على أن القيادة الحقيقية لا تأتي بالقوة أو النفوذ، بل بالخلق الحسن وحسن التعامل مع الآخرين. إن اختيار قريش للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حكما بينهم، كان اعترافًا ضمنيًا بفضله ومكانته، ودليلًا على أن القيم الإنسانية الرفيعة هي أساس القيادة الناجحة.

إن الأمور التي جعلت قريشًا ترضى بمحمد حكما بينهم تتمثل في صدقه وأمانته وعدله وحكمته، إضافة إلى مكانته الاجتماعية واحترامه بين القبائل. هذه القيم النبيلة جعلت منه الخيار الأمثل لحل النزاعات، وأثبتت أن القيادة الحقيقية تقوم على الأخلاق والثقة المتبادلة.

الأسئلة الشائعة حول اختيار قريش للنبي محمد حكما
لماذا وافقت قريش على حكم النبي محمد في حادثة الحجر الأسود؟
لأنهم كانوا يثقون في صدقه وأمانته وعدله، ويعرفون أنه لا يميل لطرف دون آخر، مما جعله الخيار الأمثل لحل النزاع.

ما هي الصفات التي تميز بها النبي محمد وجعلته محل ثقة قريش؟
تميز بالصدق، الأمانة، الحكمة، العدل، والاحترام المتبادل، وهي صفات جعلته محل تقدير وثقة الجميع.

هل كان للنبي محمد دور في حل نزاعات أخرى بين القبائل قبل البعثة؟
نعم، كان يُستشار في العديد من القضايا، ويُعتمد عليه في حل النزاعات، لما عُرف عنه من حكمة وعدل.

ما الدروس التي يمكن استخلاصها من قبول قريش لمحمد حكما؟
أهمية السمعة الطيبة، والعدل، والصدق في بناء الثقة والقيادة الناجحة، وأن القيم الإنسانية أساس التقدير والاحترام.