سوالف

التشتّت العاطفي… حين يكون الجسد حاضرًا والعقل في مكان آخر

التشتّت العاطفي… حين يكون الجسد حاضرًا والعقل في مكان آخر

للعلّم - في العلاقات العاطفية، لا يكفي أن يكون الشريك بجانبك جسديًا؛ فالقرب الحقيقي هو قرب الروح والفكر والمشاعر. لكن أحيانًا، نجد أنفسنا أمام حالة مربكة: شخص نراه يوميًا، نحادثه، نتقاسم معه المكان، لكنه يبدو وكأنه يسافر بعيدًا بعقله، غائب رغم حضوره، حاضر رغم بعده. هذه هي حالة التشتّت العاطفي.

ما هو التشتّت العاطفي؟

هو تلك المسافة الخفية التي تتشكل بين شخصين، حين ينشغل أحدهما بأفكاره، مشاكله، أو أولوياته، فيصبح جسده حاضرًا في العلاقة، لكن عقله ومشاعره في مكان آخر.
قد لا تكون المشكلة دائمًا في الحب نفسه، بل في الظروف التي تحيط به: ضغوط العمل، الإرهاق النفسي، أو حتى صراعات داخلية لم تُحكى بعد.

علاماته

غياب التواصل العميق: الحديث يصبح روتينيًا، بلا مشاركة للمشاعر أو الأفكار المهمة.

انخفاض التفاعل العاطفي: الإيماءات الحنونة أو الاهتمام الصغير يتلاشى تدريجيًا.

شرود الذهن: حتى أثناء اللحظات المشتركة، تشعر أن الطرف الآخر "ليس هنا فعلًا".

تغيّر في الأولويات: العمل، الأصدقاء، أو حتى الهاتف الذكي يأخذ مساحة أكبر من العلاقة.

لماذا يحدث؟

ضغط الحياة: الإرهاق النفسي والبدني يستهلك الطاقة العاطفية.

غياب الحوار: كبت المشاعر يخلق فجوة متزايدة.

الاعتياد: الروتين يجعل العلاقة تبدو مألوفة لدرجة تُفقد الحماس.

مشاكل غير محلولة: تراكم الخلافات الصغيرة قد يدفع أحد الطرفين إلى الانسحاب الداخلي.

كيف نعيد الحضور للعلاقة؟

فتح قنوات الحوار: لا نفترض أن الطرف الآخر يعرف ما نشعر به؛ يجب أن نقول، ونسمع أيضًا.

خلق لحظات مشتركة بوعي: وقت خاص خالٍ من المقاطعات التقنية أو ضغوط الحياة.

إعادة الشغف: كسر الروتين بمفاجآت بسيطة أو تجارب جديدة سويًا.

الاعتناء بالذات: أحيانًا يكون الحضور العاطفي مستحيلًا إذا كان الإنسان مستنزفًا داخليًا.

التشتّت العاطفي ليس حكمًا نهائيًا على العلاقة، لكنه إشارة تحتاج إلى انتباه عاجل. فالحب لا يعيش في وجود الأجساد فقط، بل في التقاء العقول والقلوب. والعودة للحضور تبدأ دائمًا من سؤال صادق: "أين نحن فعلًا؟"