ديني

فضل السنن الرواتب لـ ابن عثيمين و ابن باز

فضل السنن الرواتب لـ ابن عثيمين  و ابن باز

للعلّم - فضل السنن الرواتب لـ ابن عثيمين و ابن باز كما ورد بالأدلة الشرعية وفي فتاوي الشيخين رحمهما الله، هو كما سيتم توضيحه في الآتي:

فضل السنن الرواتب ابن عثيمين.
فَضل السُّنن الرّواتب ابن باز
فَضل السُّنن الرّواتب ابن عثيمين: قال ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- بمؤلفه رياض الصالحين: “أنه يعلم النوافل الزائدة عن الفرائض الخمس وهي مما شرعه الله عز وجل لعباده الأخيار لتكتمل بها”، فالفرائض تكاد لا تخلو من النقص لذا كانت الحكمة الإلهية بتشريعها أو سنها، ولولا ذلك لكانت من البدع.


وقد قسم ابن عثيمين النوافل إلى الرواتب والنوافل، وكلاهما تابع للمكتوبات لكن الرواتب أقرب ما تكون للفرض ومن أداهنّ بكل يوم وليلة بُشِّر بالجنة، ويفضل أن يصليها العبد في داره منفرداً لا مأموماً إذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صلوا أيها الناسُ في بيوتِكمْ فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِهِ إلا الصلاةَ المكتوبةَ”، أما النوافل غير الرواتب فقال فيها المعلم الأول -صلى الله عليه وسلم-: “بيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلَاةٌ، ثَلَاثًا لِمَن شَاءَ” فقوله لمن شاء حتى يمزها عن الرواتب.


فَضل السُّنن الرّواتب ابن باز: يفسر ابن باز رحمه الله الأدلة الشرعية الواردة عن فضل السنن الرواتب بأنها ضامنة للجنة لمن يواظب عليها، فقد روت أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صلَّى في يومٍ وليلةٍ اثنتي عشْرَةَ ركعةً تطوعًا غيرَ فريضةٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ”.


حيث جاء تفسير الحديث أن الالتزام بسنة سيد الخلق من السنن الرواتب قبل وبعد الفرائض الخمس المعلومات يورث فاعلها الخير العظيم، وأن الرسول الأكرم قد وعده بالجنة إذا صلاها بيومه وليلته طائعاً، لأن الله سيبني له لقائهنّ بيت بالجنة ويقال لهن السنن الرواتب.

السنن الرواتب ابن باز
قال ابن باز أنّ السنن الرواتب هي اثنتا عشر ركعة كما وردت في سنة الرسول الأكرم صلة الله عليه وسلم.

يتفق ابن باز على ما أجمع عليه أهل العلم بصدد عدد ركعات السنن الرواتب في اليوم والليلة فالرسول ﷺ حافظ على 12 ركعة كما يلي: (ركعتين قبل صلاة لفجر – 4 ركعات قبل صلاة الظهر وركعتين بعدها – ركعتين بعد صلاة المغرب – ركعتين بعد صلاة العشاء)، استناداً لما روته أم المؤمنين عائشة عن سنة النبي عندما قال “من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ ورَكعتينِ بعدَها ورَكعتينِ بعدَ المغربِ ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ”.


وقد جاء فما رواه عبد الله بن عمر عن قول النبي في العباد على أربع قبل العصر: “رحِم اللهُ امرءًا صلَّى قبل العَصرِ أربعًا” وهي ليست من الرواتب التي حافظ عليها نبيانا العظيم في الحضر والإقامة ” الركعات الـ 12 سالفة الذكر”، منوهاً أنه من الافضل الاقتداء بالرسول الأكرم وأداؤها في المنزل على خلاف الصلوات المكتوبة.

ومن النوافل التهجد والوتر بالليل مما حافظ عليه النبي في حله وترحاله أسوةً بسنة الفجر، بينما ترك سنن الظهر والمغرب والعشاء في السفر وأتاها في الحضر، كما ثبت أنه أوصى أبو هريرة وأبو الدرداء بركعتي الضحى والإيتار قبل النوم بآخر الليل.

كيفية صلاة السنن الرواتب
عدد ركعات السنن الرواتب ومواعيدها.
القراءة بركعتي الفجر.
التخفيف.
التأكيد على سنة الفجر القبلية.
يرى الراحل ابن عثيمين رحمه الله أنه يحكم كيفية أداء صلوات السّنن الرّواتب عدة أمور وهي كما يلي:


عدد ركعات السنن الرواتب ومواعيدها: وهي كما أسلفنا 12 ركعة (2 قبل الفجر – 4 قبل الظهر و2 بعدها بسلامين – 2 بعد المغرب – 2 بعد العشاء).

القراءة بركعتي الفجر: وهما أفضل الرواتب ويتميزان بقراءة خاصة، إذ يقرأ بالأولى الكافرون وبالثانية الإخلاص، أو في الأولى يقرأ: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، وفي الثانية يقرأ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.


التخفيف: فالأصل في السنن الرواتب ألا يطيل العبد الركوع أو السجود ولا في القيام ولا بالقعود أسوة بنور الهدى محمد صلوات الله وسلامه عليه.

التأكيد على سنة الفجر القبلية: فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها”، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الضعيف: “صلوا ركعَتَي الفجرِ ولو طرَدَتكم الخيلُ” كناية على التشديد عليها، أما فرض العصر فلم يرد به سنة؛ لأن ما يليها وقت نهي ولم يرد بما يسبقها سنة راتبة.

ما هي النوافل التي يحبها الله ابن باز

كل النوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله سيُثاب عنها ويحبه الله لأجلها، فيثاب فاعلها ولا يأثَم تَاركها.

والنوافل كثيرة الأمثلة كـ (صيام السنة وصيام أيام الإثنين والخميس وصيام الأيام البيض بكل شهر وسنة الضحى وسنة الوتر وسنة التهجد)، إلا أن ما يشرع للمؤمن الالتزام بالسنن المؤكدة لعظمة أجرها وثوابها، والنوافل يجبر بها الله ما ينقص من الفرائض.

قال رسول الله: “من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربةِ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به وبصرَه الذي يُبصِرُ به ويدَه التي يَبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها، فبي يسمعُ وبي يُبصرُ وبي يَبطشُ وبي يمشي، ولئن سألني لأُعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه، وما ترددت في شيءٍ أنا فاعلُه ترددي في قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يكرهُ الموتَ وأكرهُ مساءتَه ولابدَّ له منه”.


الأولى أن يتقرب العبد إلى خالقه بالفرائض كـ (الصلوات الخمس – حج البيت – الزكاة – الصيام الجهاد – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ثم يستحب له التقرب إلى الله بالنوافل والإكثار منها والمواظبة عليها عملاً بنص ومضمون الحديث السابق.

سنن الرواتب الظهر
الأصل أنّ السنن الرواتب والمؤكدة لصلاة الظهر هي 4 ركعات قبلية وركعتين بعدية.

وذلك وفقاً للأمر النبوي الوارد في حديث أم المؤمنين حبيبة سالف الذّكر، كما ثبت فيما روته عائشة عن سنة النبي أنّه “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لا يَدعُ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكْعتينِ قَبلَ الصُّبحِ”، لكن الأفضل أن يزيد المؤمن أو المؤمنة في الصلاة البعدية فإن صلّى أربعاً بعدها عدا السنة القبلية فهذا حسن؛ لما رواه أهل السنن وصادقه الإمام أحمد بن حنبل رحمهم عن أم حبيبة عن الرسول الكريم ﷺ أنه قال: “مَن صلَّى قبلَ الظهرِ أربعًا وبعدَها أربعًا حرَّمه اللهُ على النارِ”، وإن صلاها ركعتين بعدية مع القبلية فهذا يكفي عملاً بحديث ابن عمر رضي الله عنهما.