ديني

هل الأظافر التركيب تبطل الصلاة؟

هل الأظافر التركيب تبطل الصلاة؟

للعلّم - هل الأظافر التركيب تبطل الصلاة؟ تبطل الوضوء والمترتب عليه الصلاة، لكن إذا تم وضعها بعد الوضوء وقبل الصلاة فالصلاة صحيحة.

لكنها تبطل الوضوء لا الصلاة، وتبطل الوضوء في حال لم يتم نزعها أثناء الوضوء، وهذا في حال وجود سبب لتركيبها، أما للزينة فلا يجوز تركيبها أساساً أما الأجانب.

فعند الحديث عن شرعية تركيب الأظافر الصناعية فإن تركيبها غير جائز إلا في حال وجود عذر شرعي لتركيبها نحو عيب خلقي فيها أو بسبب مرض نحو قلة الكالسيوم في الجسم، لكن لا يجوز وضعها للزينة وللتجمل بها ألبتة.

ولا حرج على المضطرين لتركيب أظافر صناعية أن يصلوا دون إزالة هذه الأظافر شريطة أن يتم إزالتها عند الوضوء والغسل كي يصل الماء الطاهر تحتها أثناء الوضوء، لأن عند الإجابة عن هل جل الاكريليك يمنع الوضوء تم الكشف أن كل من الأظافر الصناعية والأكرليك لا يوصل الماء للمنطقة تحت الظهر فلا تكتمل الطهارة.

وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (5/218): “إذا كان للطلاء جرم على سطح الأظافر، فلا يجزئها الوضوء دون إزالته قبل الوضوء، وإذا لم يكن له جرم أجزأها الوضوء كالحناء” انتهى.

وكان رأي اللجنة فيما يخص الطلاء أنه يجب إزالته قبل الوضوء، للطهارة كما أسلفنا، فهذا في موضوع الطلاء، فالأظافر الصناعية من باب أولى، والله تعالى أعلم.

هل يجوز الصلاة بالاظافر الطويلة للنساء
الصلاة بالأظافر الطويلة جائزة للنساء في حال لم يتراكم أوساخ تحت الظفر تحول دون وصول ماء الوضوء له.

وهذا خلاف الإجابة عن هل الجل بوليش يمنع الوضوء، فإن الأظافر الصناعية والطلاء تحول دون وصول الماء الطاهر للظفر، فبالتالي لم يصح الوضوء، وفي مثل هذه الحال سوف تكون الصلاة باطلة.

والحري بالذكر وحسب ما جاء بالحديث السابق أم تقليم الأظافر من خصال الفطرة الخمس والتي يجب أن يأتي بها العبد، وهذا كيلا تبقى أي أوساخ أو روائح تحت الظفر، فالدين الإسلامي دين طهارة ونظافة، ولا يجوز أن يكون هناك حائل دون حدوث الطهارة.

كما أن طول الأظافر لا يعتبر حائل دون وصول الماء للبشرة وتطهيرها، لكن في حال تراكمت الأوساخ تحت الظفر يحول من وصول الماء إلى البشرة وبالتالي لن يتم الوضوء فالصلاة باطلة.

وفي ذلك قال النووي:” إذا كان على بعض أعضائه شمع، أو عجين، أو حناء وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو، لم تصح طهارته، سواء كثر ذلك أم قل، ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه، أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو، ويجري عليها، لكن لا يثبت، صحت طهارته”، والله تعالى أعلم.

هل الأظافر الصناعية حرام
لا يجوز تركيب الأظافر الصناعية ما لم تدعي الحاجة لذلك، وهذا نحو حدوث حرق فيها أو مرض أو عيب خلقي، وما نحوها.


وتركيب الأظافر للزينة ولو كانت أظافر مؤقته فهو ممنوع شرعاً، لأن يدخل في حكم التغيير في خلقة الله عز وجل، ولأن في ذلك مخالفة لما جاءت به السنة، حيث حث الإسلام على النظافة والتي تشتمل تقليم الأظافر.

وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: “الفطرَةُ خمسٌ: الختانُ، وحلقُ العانةِ، ونتفُ الإبطِ، وتقليمُ الأظافرِ، وحلقُ الشَّاربِ” أخرجه النسائي باختلاف يسير، وأخرجه البخاري، ومسلم بنحوه.

والتغيير في خلقة الله إنما هو من عمل الشيطان، وقد ورد ذلك في الآية 119 من سورة النساء: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}.


وقد استدل العلماء في ذلك لما ثبت في الصحيحين من حديث مطول رواه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ”،

وثبت في الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أخرجه البخاري باختلاف يسير.

وعلى العباد أن يلتزموا بما أمر به النبي، والابتعاد عما نهى عنه لأن الله شديد العقاب، قال تعالى في سورة الحشر الآية 7: {مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

هل يجب غسل الأظافر في الوضوء
نعم، يجب غسل الأظافر في الوضوء بالفعل.

لذا لا يجوز أن تطال الأظافر كي لا يعلق تحتها أوساخ تحول دون حدوث الوضوء، والواجب الشرعي الامتثال لما جاء في الحديث النبوي الصحيح الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “وَقَّت لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَلْقَ العانةِ، وتَقليمَ الأظفارِ، وقَصَّ الشَّارِبِ، ونَتْفَ الابْطِ- أربعينَ يومًا مَرَّةً”، أخرجه مسلم، وأبو داود واللفظ له، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد.

فالواجب على كل من النساء والرجال تقليم الأظافر وحلق شعر الإبط والعانة وقص الشارب خلال مدة أقصاها أربعين يوماً، وهذا خشية تراكم للأوساخ تحت الظفر، والتي تحول دون تحقيق الطهارة، والله تعالى أعلم.

حكم تركيب الأظافر في المناسبات
لا يجوز تركيب الأظافر الصناعية للتجمل في المناسبات ففي ذلك مخالفة لما جاء بالسنة النبوية من أحاديث.

فتركيب الأظافر غير جائز إلا لعذر شرعي أو مرض كما أسلفنا، وخلاف ذلك يكون للزينة، وغير جائز، ففيه تغيير لخلقة الله كما تم شرح ذلك سالفاً، ولنفس السبب حرم الله سبحانه وتعالى الوشم والوصل والنمص والتفلج، بالتالي فإن طريقة تركيب الأظافر الصناعية لا تؤثر على حرمانيتها.

وفي الحديث الشريف يبين النبي أن النساء القائمات بمثل هذه الأفعال يلعنهم الله، والأولى الالتزام بأوامر الله عز وجل، والامتثال بالنبي محمد الأسوة الحسنة، وأخذ ما نهى عنه بعين الاعتبار لأن الله شديد العقاب كما ورد بالآية 7 من سورة الحشر التي تم ذكرها أعلاه.