سوالف

خطوة نحو فقدان الوزن دون عناء .. اكتشاف "المساعد" الرئيسي في حرق الدهون

خطوة نحو فقدان الوزن دون عناء ..  اكتشاف "المساعد" الرئيسي في حرق الدهون

للعلّم - كشف فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة ييل عن دور محوري يلعبه حمض السيستين الأميني في عملية التمثيل الغذائي للدهون، وهو ما قد يمهّد الطريق لوسائل جديدة وفعالة في محاربة السمنة دون الحاجة إلى حميات صارمة.

وبحسب ما نشرته مجلة Nature Metabolism، فقد أظهرت التجارب التي أجريت على فئران وأشخاص أصحاء غير مصابين بالسمنة، أن تقليل السعرات الحرارية يؤدي إلى انخفاض مستوى السيستين في الأنسجة الدهنية البيضاء. هذا الانخفاض يحفّز بدوره عملية تحويل الدهون البيضاء – المعروفة بتخزينها للطاقة – إلى دهون بنية، وهي نوع من الأنسجة الدهنية يعمل على حرق الطاقة لتوليد الحرارة وزيادة معدل الأيض.

ومن اللافت أن الفئران التي فُرض عليها نظام غذائي خالٍ تماما من السيستين، فقدت الدهون من أجسامها بشكل شبه كامل، وتراجعت درجة حرارتها بمعدل وصل إلى 40% دون أن تُصاب بأي ضرر في الأنسجة، ما يشير إلى تفعيل آليات دفاعية في الجسم وإعادة تنظيم طريقة استهلاك الطاقة.

وأوضح الدكتور كريستيان ستادلر، مدير مختبر الإجهاد التأكسدي، أن السيستين يلعب دوراً محورياً في استقلاب الدهون، كما يشارك في تفاعلات الأكسدة والاختزال الحيوية داخل الجسم. واعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات جديدة لفقدان الوزن، لا تعتمد على الحمية القاسية بل تستند إلى فهم أعمق لميكانيكيات الجسم.

وفي دراسة إضافية، اتبع مشاركون نظاماً غذائياً خُفضت فيه السعرات الحرارية بنسبة 14% على مدى عام كامل. وأظهرت النتائج تحسناً عاماً في صحة الجسم، بما في ذلك انخفاض معدلات الالتهاب، وتحسن في قوة العضلات، إلى جانب انخفاض مستمر في مستوى السيستين في الأنسجة الدهنية، مما ارتبط بانخفاض ملحوظ في الوزن.

ويؤمن الباحثون بأن هذه النتائج قد تُحدث نقلة نوعية في طرق علاج السمنة، خاصة لدى الأشخاص الذين يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة أو الالتزام بحميات غذائية صارمة. إذ أن تنشيط هذه الآلية بشكل اصطناعي قد يفتح الباب أمام حلول صحية أكثر فعالية وسهولة في المستقبل.