سوالف

كم تستحق؟ .. حين يصبح الراتب مرآة لقيمتك لا مجرد رقم

كم تستحق؟ ..  حين يصبح الراتب مرآة لقيمتك لا مجرد رقم

للعلّم - في اللحظة التي يُطرح فيها السؤال: "ما هو الراتب الذي تتوقعه؟"

لا تسمعين مجرد كلمات، بل ترتجف داخلك أسئلة أعمق:

هل أطلب كثيرًا؟ هل أُقلل من نفسي؟ ماذا لو رفضوني؟ هل أستحق أكثر؟

الراتب ليس مجرد مبلغ شهري، بل صوت داخلي يخبرك بمدى تقديرك لذاتك، ولجهدك، ولمسيرتك.
فكيف تحددين نطاقًا ماليًا يعكس قيمتك الحقيقية، لا خوفك ولا غرورك؟

أولاً: الراتب ليس كل شيء.. لكنه جزء من كل شيء
من الناحية النفسية، الراتب ليس فقط وسيلة للعيش، بل أيضًا أداة للتقدير.
عندما يكون راتبك أقل مما تستحقين، تشعرين مع الوقت بالإحباط، بالتقليل، وربما بالاحتراق.
وعندما تطلبين أكثر مما هو منطقي، قد يقودك ذلك إلى رفض داخلي غير معلن، لأن النفس ترفض التزييف أيضًا.

إذن، الهدف هو:
أن تُحددي رقمًا لا يعكس فقط "سعر السوق"، بل يعكس أيضًا احترامك لنفسك ووضوحك مع قدراتك.

خطوات تحديد نطاق الراتب النفسي والمهني:
1. ابدئي بالبحث الواقعي لا بالأماني
ادرسي متوسط الرواتب في مجالك، في منطقتك، حسب سنوات الخبرة.

استخدمي مواقع التوظيف، اسألي زملاء موثوقين، واطّلعي على التقارير المهنية.

المعرفة تزيل الضباب عن أرقامك العشوائية.

2. اسألي نفسك: "ما الذي أقدمه فعلًا؟"
ما هي المهارات التي أملكها والتي يصعب إيجادها؟

ما مدى قدرتي على التأثير في الفريق أو النتائج؟

هل أُضيف قيمة مميزة تتجاوز المهام التقليدية؟

أنتِ لا تبنين رقم راتبك فقط على المسمى الوظيفي، بل على جوهرك الفعلي.

3. حددي نطاقًا وليس رقمًا واحدًا
حد أدنى لا تقبلين ما دونه (يشمل احتياجاتك + احترامك لذاتك)

رقم مثالي: يعكس السوق، خبرتك، ويمنحك رضا داخلي

حد أعلى: إذا طُرح عليكِ، ستشعرين أنك محظوظة، لكنك ما زلتِ صادقة

هذا النطاق يمنحك مرونة نفسية عند التفاوض، بدلاً من التعلق برقم واحد فقط.

4. افصلي بين قيمتك المالية وقيمتك الإنسانية
إذا تم رفض طلبك، أو قيل لكِ أن الرقم مرتفع:

لا تترجمي ذلك إلى تقليل من ذاتك

بل اعتبريه مجرد عدم توافق لحظي، لا تقييم لقدرتك أو قيمتك

ثقتك بنفسك يجب أن تبقى ثابتة، مهما تغيّرت الأرقام من حولك.

أسئلة داخلية تُساعدك في تحديد الراتب:
ما هو المبلغ الذي أشعر حياله بالراحة النفسية مقابل الجهد؟

كم أحتاج شهريًا لأعيش حياة متوازنة دون قلق مالي؟

ما الذي سأشعر به إذا قبلت براتب أقل؟ أو أعلى؟

هل أنا خائفة من طلب ما أستحقه؟ ولماذا؟

أحيانًا، تحديد الراتب هو جلسة صدق مع الذات أكثر مما هو تفاوض مع مدير الموارد البشرية.

الراتب ليس مجرد أجر مقابل وقت، بل هو لغة خفية تتحدث عن احترام الذات، عن تقدير الجهد، وعن علاقة الإنسان بكرامته.
فلا تسألي نفسك فقط "كم يعطون؟"، بل اسألي:
"كم أستحق؟ وكم أنا مستعدة أن أطالب دون أن أرتجف؟"