ديني

حقوق الجار: ماله وماعليه في الدين الاسلامي

حقوق الجار:  ماله وماعليه في الدين الاسلامي

للعلّم - حقوق الجار في الإسلام
المعاملة الحسنة.

إحسان مجاورته.
إكرام جاره.
عدم إيذاء الجار.
حقوق الجار التي حث عليها الدين الإسلامي، فقد نصت مصادر الشريعة في الدين الإسلامي على التآخي بين جميع المسلمين، فكيف إذا اقتصر الأمر على الجار والجار الجنب بشكل خاص، في دين الإسلام يملك الجار على جاره حق الجيرة، يستحق الجار المعاملة الجيدة حيث يعد الجار كالأخ، فيما يلي نذكر حقوق الجار على أخيه الجار في دين الإسلام:


المعاملة الحسنة: من حقوق الجار التي امر الاسلام بها هي المعاملة الحسنة، فعلى المسلم أن يعلم بأن حق الجار على أخاه الجار لا يقتصر فقط على كف الأذى فقط بل احتمال الأذى، أي يجب على الجار المسلم الرفق بالجار وإسداء الخير والمعروف له بدون سابق إنذار.

قيل أن “ابن المقفع” أنه بلغ بأن جاره يبيع منزله ليسد دين لزمه فأراد التخلص منه، فجاء عليه وهو يجلس في ظل داره فقال له: “ما قمت إذا بحرمة ظل داره إن باعها معدماً” فدفع له ابن المقفع ثمن الدار وقال: “لا تبعها”.


والمعاملة الحسنة تكون في: البدء بالسلام، وعدم الإكثار من سؤاله عن الحال، وزيارتهم في المرض، والتعزية عند وقوع المصائب والحدث الجلل، الوقف مع جاره في العزاء جنباً إلى جنب، وتهنئته في الفرح وإظهار الفرحة لفرحته، إضافة إلى الصفح المتبادل، والاستئذان قبل ولوج السطح لعدم كشف عوراته، وأن لا يضيق الطريق على، ويستر عوراته، وغيرها من حقوق الجار على الجار.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجيرانُ ثلاثةٌ جارٌ له حقٌّ واحدٌ وجارٌ له حقَّانِ وجارٌ له ثلاثةُ حقوقٍ، فالجارُ الذي له ثلاثةُ حقوقٍ الجارُ المسلمُ ذو الرحمِ فله حقُّ الجوارِ وحقُّ الإسلامِ وحقُّ الرحمِ، وأما الذي له حقَّانِ فالجارُ المسلمُ له حقُّ الجوارِ وحقُّ الإسلامِ وأما الذي له حقٌّ واحدٌ فالجارُ المشركُ”، أي أن الجار يملك الحق على جاره حتى ولو كان مشركاً لمجرد أنه جار.

إحسان مجاورته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً في الجار في إحدى وصاياه للمسلمين: “أحْسِنْ مجاورةَ من جاورَك تكن مسلمًا”، أي أن المسلم الحق من يلتزم بحق الجار دون نقصان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً في الجار: “ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ”.


إكرام جاره: وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى وصاياه: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ” على المؤمن أن يعامل جاره كأخ يملك الحق في المعاملة الجيدة والاحترام.

عدم إيذاء الجار: وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يُؤمِنُ عبدٌ حتَّى يأمَنَ جارُه بَوائِقَه” أوصنا رسولنا الكريم بعدم إيذاء الجار والجار الجنب بأي شكل من الأشكال، وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى وصاياه: “لا يمنعُ أحدُكم جارَه أن يغرِزَ خشبةً في جدارِه” أي أن لا يمنع جاره من استخدام حقه بالجيزة دون وجه حق، وعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: “ما لي أراكم عنها مُعرِضين ، واللهِ لأرميَنَّ بها بين أكتافِكم” في امرأة لم يسلم جيرانها من أذاها بالرغم من أنها تصوم وتصلي، فذهب بعض العلماء إلى رسول الله يسألونه عن ذلك قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانةُ تَصومُ النَّهارَ وتَقومُ اللَّيلَ، وتُؤذي جيرانَها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانةُ تُصلِّي المَكتوباتِ، وتَصَّدَّقُ بِالأَثوارِ مِنَ الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ.


وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الجار: “أرْبَعونَ دارًا جارٌ”، بما معناه أن المسلم الحق من يسلم جاره من أذاه، يوصينا النبي بالجار الأربعين عن اليمين وعن الشمال ومن الوراء ومن بين يديه.

واجبات الجار في الإسلام
الإحسان إلى الجيران.
كف الأذى عن الجيران.
الصبر على الأذى من الجيران.
رد السلام.
إجابة دعوة الجيران.
تقديم النصائح للجيران.
حدد الإسلام مجموعة حقوق الجار على جاره، وواجبات الجيران على بعضهم البعض، وذلك لتنظيم تلك العلاقة بما يضمن المودة والمحبة فيما يرضي الله، فقد أوصى الرسول بسابع جار، وفيما يلي أهم الأمور التي أوجبها الإسلام على الجار:


الإحسان إلى الجيران: أوصى الإسلام بمعاملة الجيران بالإحسان والإكرام، ومن أشكال تلك المعاملة تفقد الجار لجاره والإطلاع على احتياجاته ومساعدته، كما أن التهادي بين الجيران من صور الإحسان التي دعا إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

كف الأذى عن الجيران: حذر الإسلام من أذية الجار لجيرانه الآخرين تحذيراً شديداً، فالإسلام قد حرم الأذى بدون حق، وشدد تحريم الأذى بحق الجيران، ويشمل ذلك كل أنواع الأذية، كما أوصى برد الأذى عن الجيران في حال تعرضوا له.

الصبر على الأذى من الجيران: أوجب الإسلام الصبر على أذى الجار وعدم رده، حيث ورد أن الله يحب الجار الصابر على أذى جيرانه.


رد السلام: أوجب الإسلام رد السلام لأي شخص يسلّم، ويتضمن ذلك رد السلام للجيران، حيث

إجابة دعوة الجيران: أمر الإسلام بعدم رد دعوة الجيران لأي مناسبة، فمن واجبات الجار أن يكون حاضراً في السراء والضراء إلى جانب جيرانه.

تقديم النصائح للجيران: أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الجار بنصيحة جيرانه إذا استنصحوه، كما وجب على الجار تقديم النصيحة في حال وجد أنها تصب في مصلحة جاره.

المستحب والواجب في حق الجار
الواجب في حق الجار.

المستحب في حق الجار.
نظم الإسلام منذ نشأته الحياة وفق ضوابط شرعية تضمن الحقوق وتحافظ على أداء الواجبات، ومن أهم جوانب الحياة التي شملها ذلك التنظيم هو العلاقة بين الجيران على اعتبارها واحدة من أقرب العلاقات وأكثرها واكثرها انتشاراً وكما في جميع الأمور التي نظمها الإسلام، انقسمت الوصايا بحق الجار بين واجب أو فعل مستحب غير واجب، وفيما يلي أمثلة عن كلاً من الوجهين:

الواجب في حق الجار: حدد الإسلام الأمور الواجبة في حق الجار بكف الأذى عنه، فحق الجار على جاره الحماية قدر المستطاع من أي أذى قد يتعرض له، كما أوجب الإسلام عدم الإساءة للجار بأي شكل من الأشكال وفي المقابل يجب الإحسان الدائم إليه، كما يجب رد سلامه إذا سلم والمبادرة في السلام ضمن الحالات التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجب عدم رد دعوة الجار إذا دعا جاره إلى مناسبة أو زيارة، ونصحه بالحسنى والكلمة الطيبة.


المستحب في حق الجار: كما بينت النصوص الإسلامية من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الأمور المستحبة في حق الجار وهي كل إضافة حسنة للعلاقة معه، كتقديم الهدايا له في مختلف المناسبات أو دون مناسبة، والصبر على أي أذى يصدر منه، والصفح عنه عندما يخطئ، وعرض المساعدة عليه في أي أمر يتطلب المساعدة.