ديني

حقوق المراة : حقوق أعطاها الإسلام للمرأة

حقوق المراة : حقوق أعطاها الإسلام للمرأة

للعلّم - كرم الإسلام المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، بل أن حقوق المراة بعد الإسلام اختلفت تمامًا عما قبله فقد ذكر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : “كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقا”.

كانت المرأة في الجاهلية مهمشة وليس لها دور حتى أن بعض الناس قبل الإسلام كانوا يؤدون البنات عند ولادتهن، فقد أعطى الإسلام للمرأة حقها في الورث والتعلم والمداواة وكرمها وصانها وحفظها الشرع الحنيف.

وقد أنزل الله سورة باسم “النساء” وسورة أخرى باسم “مريم” وهي السيدة مريم، كما أنزل الله سورة الطلاق لئلا يبخس الرجال حقوق نسائهن عند الطلاق، ونزلت سورة المجادلة لأن الله سمع من فوق سبع سماوات المرأة التي تشتكي زوجها إلى الله، وقد كرم الله السيدة هاجر على سعيها بين الصفا والمروة وجعل البئر ينفجر من تحت قدم سيدنا إسماعيل.


كرم الإسلام المرأة أمًا وزوجة وجدة وحفيدة وبنتًا فلم يترك الإسلام المراة مهمشة كما كانت، فقد ذكر الله تعالى في كتابه: “وقضى ربك ألا تعبدوا………” وهذه من النصوص التي جاءت لتكريم الام فقد أوجب الإسلام برها والإحسان إليها وجعل الإسلام بر الأم وطاعتها من طاعة الله، ورضا الأم من رضا الله، وأخبر الاسلام في حديث عن النبي عند الجنة تحت أقدام الامهات، وقد حرم الإسلام عقوق الأم وجعل حقها أكبر وأكثر من حق الأب في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.


وقد اهتم الإسلام بالأم بعدما تكبر وتُصبح جدة وكبيرة وتحتاج للعناية بها فقد جاء في قوله تعالى: “إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما…” أي الأم تبلغ الكبر وهي عند الولد وليس وهي وحدها في بيتها.

حقوق الزوجة في الإسلام
كرم الإسلام المرأة وهي زوجة وقد جعل العقد الذي يعقده الرجل على المرأة باسم “ميثاقًا غليظًا” أي ليس شيء هين يمكن الاستهانة به أو فسخه، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال قائلا: “استوصوا بالنساء خيرًا”، وجاء في قوله تعالى: “وعاشروهن بالمعروف”.


ومن صور تكريم الإسلام للمرأة هو جعل الرجل قوّام على المرأة ويتحمل مسؤولية العمل والإنفاق والقيام على شئون المنزل والأسرة لئل تكون المرأة مُتعبة في العمل والنزول والاختلاط بالمجتمع الصالح منه والطالح، بل جعل للرجال درجة على النساء للإنفاق والقيام بعلى شئونها، أي يمكننا القول بأن الإسلام دلل المرأة فقد جعلها ملكة في بيتها يأتي إليها من يرعاها وينفق عليها ويقوم على شئونها وراحتها.

كما كرم الإسلام المرأة بحفظ حقها في إشباع غريزتها “وعاشروهن بالمعروف” وجعل علاقة الزوجين عبادة يتقرب بها إلى الله، كما حقظ الله حق المرأة في حقها في فسخ عقد النكاح إن كان الرجل ليس لديه قدرة على الجماع، ومن حقوق المرأة كزوجة حقها في مسكن خاص وملبس ومأكل ومشرب وقضاء حوائجها.


كما خفف الله على المرأة من بعض التكاليف الشرعية مثل: الجهاد لطبيعتها الرقيقة وخلقتها الضعيفة فلا يجب عليها نفقة أو سكن، وتسقط عن المراة تكاليف الصلاة في حالة الحيض والنفاس.

ولأن الأشياء تتميز بضدها فعندما ترى كيف كان يتعامل الغرب والنصاري واليهود مع المرأة سترى كيف رفع الإسلام المرأة في مكانة عالية جدًا، فالمراة في الإسلام لها حق حرية التصرف في مالها، والتجارة، وحق التعبير، والنصح، وحق التملك والبيع والشراء والورق والصدقة والهبة، ولها حق التعليم، أما من طالبوا بـ المساواة بين الرجل والمرأة فهذه كانت آرائهم!


بينما نرى أن اللاهوتيون في النصاري اجتمعوا ذات يوم ليتناقشوا في “هل المراة جسد فقط او جسد وروح؟” واتفقوا على أن المرأة خلو من الروح عدا السيدة مريم عليه السلام! أي يتم التعامل مع المرأة على أنها بلا روح ومشاعر وحياة هي جسد فقط، وانتقالًا إلى الفرنسيون فقد عقدوا مؤتمرًا في 586م للبحث هل للمرأة روح أم لا؟ وإن كان لها روح فهل هي روح إنسانية أم حيوانية، وقد قرروا أن المرأة هي إنسان ولكنها خُلقت لخدمة الرجل!

وفي القانون الإنجليزي كان يُحظر على المرأة قراءة العهد الجديد باعتبارها نجسة، وقد كان يحق للرجل أ نيبيع زوجته في 1805 وقد حدد القانون ثمن الزوجة بـ 6 بنسات، وفي عصرنا الحديث أصبحت المرأة عند سن الثامنة عشر يجب عليها الخروج للعمل لكسب لقمة عيشها وإن اختارت العيش مع أهلها تتحمل نفقة المسكن والملبس والمشرب.


حقوق الإبنة في الإسلام
كرم الإسلام المرأة كابنة فقد أوجب لها الحق في اختيار الزوج المناسب، وأوجب على الولي استشارتها بنتًا كانت أو ثيبًا فلم يجبر الإسلام المراة على الزواح ممن يراه ولي أمرها صالحًا بل لها حق الاختيار، كما أوجب لها حق الكفاءة في الزوج المتقدم أي يكن مكافئًا لها ماليًا ومعنويًا واجتماعيًا.

كما كفل لها الحق في تربيتها ورعايتها حق رعاية من قِبل ولي الأمر سواء أبيها أو اخيها، وأوجب على ولي الامر الإنفاق عليها حتى تنتقل ولايتها إلى زوجها الذي سيتولى مسؤولية الإنفاق أيضًا عليها والقيام على شئونها بخلاف الغرب الذي يرى أن الولاية تسقط عن البنت بمجرد بلوغها الـ 18 سنة، ويجب أن تكون مسؤولة عن الإنفاق على نفسها والعيش بمفردها.


للمرأة الحرية الكاملة في ورثها ومالها وليس من حق أحد أن يتسلط على هذا المال أو ينفقه دون رضا منها، كما كرم الإسلام المرأة بنتًا من حيث جعل تربيتها والإحسان إليها بنتًا أجرًا عظيمًا، جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”، وقال ﷺ أيضا: مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ”.

كما تم تكريم المرأة في الاسلام وهي عمة وخالة وقد أوجب الإسلام صلة الرحم والإحسان إليهم حتى لو أساءوا لنا، وتقديم الهدايا والتودد لهن خاصة مع كبرهن في السن.

كتب عن حقوق المرأة في الإسلام
كتاب الحجاب – محمد اسماعيل المقدم.

سنة التفاضل – عايدة العظم.
المرأة، مفاهيم يجب أن تصحح – سامر إسلامبولي.
موقع المرأة المسلمة يعني بين الإسلام ودعاوى التجديد – محمد أديب الصالح.
قضايا المرأة – عبلة الكحلاوي.
هجمات المستشرقين والمنصرين على المرأة المسلمة – عادل أحمد عبد الموجود.
هذه الكتب من الكتب الهامة للغاية للقراءة عن حقوق المرأة في الإسلام ومعرفة ما لها وما عليها، كما أن بعض الكتب مثل: كتاب الحجاب لمحمد إسماعيل المقدم مليء بالردود على الشبهات التي تقول أن الإسلام بخس حق المرأة وهو قول باطل، وبقراءة هذه الكتب يرتفع وعي البنات والنساء المسلمات ضد المفاهيم المغلوطة والأحكام المأخوذة من سياقها.


فعندما تتحدث بعض شخصيات دافعت عن حقوق المرأة في الميراث نجد مثلاً شبهة أن الرجل يرث أكثر من المرأة، نرى أن هذا يحدث في 13% فقط من جملة الميراث، فعندما تكون هناك أختين يرثان الثلث على سبيل المثال، وقد تم تخصيص الزيادة للرجل لأنه هو المسؤول بالإنفاق على أخته وأمه فالمال الزيادة له للإنفاق عليهن أي انه للمرأة أيضًا فهو عائد إليها.

تتحدث هذه الكتب عن نظرة كاملة للإسلام وأحكامه مع المرأة وهم من أفضل الكتب للرد على السفهاء ممن يدعون أن الإسلام ظلم المرأة، وقراءة الكتب ترفع من الوعي العام لدى النساء بمكانتهن وحقوقهن التي كتبها الله لهن، فيخرج لنا نساء ومجتمع متمسك بشريعته مطبقًا لسنة نبيه غير مشغول بأحاديث المستشرقين وشبهاتهم حول حجاب المرأة ودعاوي لترك المرأة الملابس المحتشمة والحجاب ودعوات العُري والزنا بحجة تحرر المرأة