هنا الأردن .. كلفة الخطأ تساوي زوالكم
في زحمة التهريج السياسي ودوامة التصريحات اليومية التي تصدر من أقطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف كسموتريتش وبن غفير، بات من الضروري أن يُعاد ضبط البوصلة الأردنية – ليس على وقع رد الفعل، بل على أساس الفعل الاستراتيجي المبادر. لقد طالما قدّم الأردن نفسه كدولة عقلانية، متزنة، متماسكة، لكن العقلانية لا تعني الخنوع، والحكمة لا تعني الانهزام، والسكوت لا يعني الرضا.
ما يصدر عن قادة الاحتلال الإسرائيلي من تطاول على سيادة الأردن، بل ومجاهرة صريحة بأن الضفة الشرقية “أرض إسرائيلية”، ليس زلة لسان ولا مناورة انتخابية، بل هو ترجمة لرؤية أيديولوجية مريضة عمرها من عمر المشروع الاحتلالي نفسه. هذه ليست مواقف عابرة بل مخططات عميقة الجذور، تهدف إلى تصدير أزمة الاحتلال نحو الشرق، بعد أن ضاق الخناق بالمحتل في الضفة الغربية وغزة.
الأردن، الذي ظل لعقود يحافظ على التوازن، لم يعد مطالبًا بالدفاع عن نفسه أمام شتائم المستوطنين وأحلام جنرالات الاحتلال. بل هو الآن في موقع يستدعي الهجوم: هجوم سياسي، دبلوماسي، إعلامي، وأمني – مدروس، هادئ، لكن لا يرحم. إن الرد على الوقاحة الإسرائيلية لا يكون عبر “بيانات الشجب”، بل عبر استراتيجية تصنع الكلفة الحقيقية لأي مساس بالأردن: كلفة سياسية في المحافل الدولية، وكلفة اقتصادية في العلاقات الثنائية، وكلفة أمنية في كل ملف مشترك.
الكيان الإسرائيلي، في جوهره، هش أخلاقيًا، متغطرس سياسيًا، لكنه حساس بشكل مزمن أمام التحرك المنظم المدروس. ولهذا فإننا نؤمن أن المواجهة القادمة لن تُربح بالبندقية وحدها، ولا بالاسترضاء قطعًا، بل بعقلانية هجومية: خطة أردنية تقلب الطاولة، تفضح عنصرية المحتل، تفضّ الشراكة معه على أساس الندية لا التبعية، وتستعيد الدور الأردني القومي في فلسطين باعتباره امتدادًا طبيعيًا لا “تطفلاً جيوسياسيًا”.
لا مكان بعد اليوم لسياسة “امتصاص الغضب”. المطلوب سياسة تُشعر الاحتلال أن كلفة التطاول على الأردن ستكون أكبر من أن يتحملها. الأردن ليس ورقة على طاولة التفاوض، بل صاحب طاولة وصانع أوراق.
نعم، الأردن بحاجة إلى مراجعة شاملة لاتفاقية وادي عربة، لا بدافع التهور، بل استنادًا إلى تغيرات الواقع الجيوسياسي، وإلى الانهيار الأخلاقي الذي يكشفه الاحتلال كل يوم. إسرائيل لم تعد شريك سلام، بل أصبحت خطرًا وجوديًا على الإقليم وعلى نفسها. فكيف لنا أن نبقى أسرى لوهم “التطبيع” في وقت يتم فيه تزييف خرائطنا وكرامتنا وتاريخنا؟
الأردنيون يعرفون كيف يكون الغضب عقلانياً، وكيف يكون الدفاع عن الكرامة مشروعًا قوميًا، لا ردة فعل وقتية. إننا نمتلك ما هو أعمق من الخطاب العاطفي: نمتلك سردية متكاملة، قائمة على الحق والقانون والديمغرافيا والتاريخ والجغرافيا. ويكفي أن نتحرك بهذه السردية بثقة وعزم، لا أن ننتظر كل مرة “ما سيقوله نتنياهو”.
لسنا في موقع الدفاع. نحن في موقع الثبات. ومن يعتقد أن الأردن سيُختصر في جغرافيا صغيرة أو في معادلة أمنية ضيقة فهو لا يعرف تاريخ الكرامة ولا يدرك حجم ما تحمله هذه الأرض من تضحيات وملفات لم تُفتح بعد.
لقد حان وقت المبادرة. والعدو لا يُردع بالسكوت، بل بالرسالة الواضحة: الأردن لن يكون جبهة ضعيفة أو كيس ملاكمة لأطماع فاشية. بل هو سدّ منيع، وأداة فعل، وعقل في خدمة الهجوم الذكي.
فلتسمع إسرائيل: “هنا الأردن… كلفة الخطأ تساوي زوالكم”.
ما يصدر عن قادة الاحتلال الإسرائيلي من تطاول على سيادة الأردن، بل ومجاهرة صريحة بأن الضفة الشرقية “أرض إسرائيلية”، ليس زلة لسان ولا مناورة انتخابية، بل هو ترجمة لرؤية أيديولوجية مريضة عمرها من عمر المشروع الاحتلالي نفسه. هذه ليست مواقف عابرة بل مخططات عميقة الجذور، تهدف إلى تصدير أزمة الاحتلال نحو الشرق، بعد أن ضاق الخناق بالمحتل في الضفة الغربية وغزة.
الأردن، الذي ظل لعقود يحافظ على التوازن، لم يعد مطالبًا بالدفاع عن نفسه أمام شتائم المستوطنين وأحلام جنرالات الاحتلال. بل هو الآن في موقع يستدعي الهجوم: هجوم سياسي، دبلوماسي، إعلامي، وأمني – مدروس، هادئ، لكن لا يرحم. إن الرد على الوقاحة الإسرائيلية لا يكون عبر “بيانات الشجب”، بل عبر استراتيجية تصنع الكلفة الحقيقية لأي مساس بالأردن: كلفة سياسية في المحافل الدولية، وكلفة اقتصادية في العلاقات الثنائية، وكلفة أمنية في كل ملف مشترك.
الكيان الإسرائيلي، في جوهره، هش أخلاقيًا، متغطرس سياسيًا، لكنه حساس بشكل مزمن أمام التحرك المنظم المدروس. ولهذا فإننا نؤمن أن المواجهة القادمة لن تُربح بالبندقية وحدها، ولا بالاسترضاء قطعًا، بل بعقلانية هجومية: خطة أردنية تقلب الطاولة، تفضح عنصرية المحتل، تفضّ الشراكة معه على أساس الندية لا التبعية، وتستعيد الدور الأردني القومي في فلسطين باعتباره امتدادًا طبيعيًا لا “تطفلاً جيوسياسيًا”.
لا مكان بعد اليوم لسياسة “امتصاص الغضب”. المطلوب سياسة تُشعر الاحتلال أن كلفة التطاول على الأردن ستكون أكبر من أن يتحملها. الأردن ليس ورقة على طاولة التفاوض، بل صاحب طاولة وصانع أوراق.
نعم، الأردن بحاجة إلى مراجعة شاملة لاتفاقية وادي عربة، لا بدافع التهور، بل استنادًا إلى تغيرات الواقع الجيوسياسي، وإلى الانهيار الأخلاقي الذي يكشفه الاحتلال كل يوم. إسرائيل لم تعد شريك سلام، بل أصبحت خطرًا وجوديًا على الإقليم وعلى نفسها. فكيف لنا أن نبقى أسرى لوهم “التطبيع” في وقت يتم فيه تزييف خرائطنا وكرامتنا وتاريخنا؟
الأردنيون يعرفون كيف يكون الغضب عقلانياً، وكيف يكون الدفاع عن الكرامة مشروعًا قوميًا، لا ردة فعل وقتية. إننا نمتلك ما هو أعمق من الخطاب العاطفي: نمتلك سردية متكاملة، قائمة على الحق والقانون والديمغرافيا والتاريخ والجغرافيا. ويكفي أن نتحرك بهذه السردية بثقة وعزم، لا أن ننتظر كل مرة “ما سيقوله نتنياهو”.
لسنا في موقع الدفاع. نحن في موقع الثبات. ومن يعتقد أن الأردن سيُختصر في جغرافيا صغيرة أو في معادلة أمنية ضيقة فهو لا يعرف تاريخ الكرامة ولا يدرك حجم ما تحمله هذه الأرض من تضحيات وملفات لم تُفتح بعد.
لقد حان وقت المبادرة. والعدو لا يُردع بالسكوت، بل بالرسالة الواضحة: الأردن لن يكون جبهة ضعيفة أو كيس ملاكمة لأطماع فاشية. بل هو سدّ منيع، وأداة فعل، وعقل في خدمة الهجوم الذكي.
فلتسمع إسرائيل: “هنا الأردن… كلفة الخطأ تساوي زوالكم”.