مناطق

الطفلة سيلا قد تفقد بصرها بسبب إغلاق معابر غزة

الطفلة سيلا قد تفقد بصرها بسبب إغلاق معابر غزة

للعلّم - لم تكن تعلم والدة سيلا أن عشق طفلتها للضوء لم يكن ترفاً طفولياً، بل عارضا مرضيا في عينيها المصابتين بمياه بيضاء، الأمر الذي ازداد سوءاً بسبب تأخر علاجها في الخارج، نتيجة الإغلاق المفروض على قطاع غزة، ما يهدد بفقدان بصرها بالكامل.

في عمر 5 أشهر، لاحظت والدتها رنا محيسن (38 عاماً) أن طفلتها سيلا (3 سنوات) لا تنظر سوى نحو الضوء، ولا تستجيب لشيء آخر، وحين عرضتها على طبيب عيون تبين أن طفلتها تعاني مياها بيضاء (Cataract)، وأنها بحاجة إلى عملية سحب لهذه المياه.

تقول محيسن "أجرينا عملية سحب للمياه البيضاء وبعدها احتاجت إلى عملية زراعة عدسات في الخارج، وقد قرر الطبيب أن تكون بعد أن تكمل سيلا العام، وحين أكملت العام جاءت الحرب".

وتضيف "استطعنا الحصول على تحويلة طبية للعلاج في الخارج، لكن بسبب الإغلاق نحن غير قادرين على المغادرة".

حديثها بألم شديد "أخشى على طفلتي أن تفقد بصرها فالوقت يمر، وهو ليس في صالح نظر طفلتي".

وتختتم حديثها بالقول "حالياً، بسبب التأخير، فإن سيلا لا تحتاج فقط إلى زراعة عدسات، بل إلى زراعة حلقات أيضا، وكلما تأخرنا في الخروج للعلاج، ازداد الأمر سوءاً، وأخشى أن تفقد بصرها".

ترتدي سيلا حالياً نظارة خاصة وهي بحاجة إلى استبدال، لكن الوضع الاقتصادي للعائلة لا يسمح بشراء نظارة طبية مخصصة لحالة الطفلة.

وتناشد العائلة المؤسسات الدولية ومنظمة الصحة العالمية الإسراع في إجراءات الخروج من قطاع غزة، فالطفلة ما إن تغيب الشمس ويتلاشى الضوء تصبح غير قادرة على الرؤية حتى بارتداء النظارة الطبية المخصصة لحالتها، وتطلب الذهاب للنوم مبكراً قائلة "لا أرى شيئاً، أريد النوم".

يشار إلى أن والدة الطفلة أصيبت في استهداف مدرسة الموهوبين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، وفقدت ابنها (15 عاما)، بالإضافة إلى استشهاد ابنها الثاني (19 عاما) قبل شهر، أثناء انتظاره للمساعدات شمال غرب مدينة غزة.

وحسب المصادر الطبية في قطاع غزة، فإن 25000 شخص لم يتمكنوا من السفر لتلقي العلاج خارج غزة بعد إغلاق معبر رفح الحدودي جنوب القطاع، إذ أكدت أنه منذ احتلال معبر رفح في 7 أيار من العام الماضي، لم يتمكن أي مريض أو جريح من المغادرة، ما يُعرّض حياة آلاف المرضى للخطر والموت.

وفا