وجهات نظر

الملك يستحق نوبل للسلام

الملك يستحق نوبل للسلام


سجل الملك عبدالله الثاني ارقاما قياسية في عدد اللقاءات مع قادة الدول التي زارها اخيرا وخاصة في الفترة التي ما زال العدوان على غزة قائما ويدخل مراحل متطورة من حرب الابادة والتجويع.

لقد تنقل الملك بين العواصم الغربية فزار المانيا وبلغاريا وبرلين كما زار الولايات المتحدة الامريكية وكندا.

وهاتف العديد من الزعماء وبينهم الرئيس الامريكي ترامب ورئيس الوزراء البريطاني ستارمز في بلغاريا تحدث الملك مع الرئيس البلغاري راديف حول مبادرة اجتماعات العقبة وعن الحرب على غزة وضرورة وقفها.

ولعل المحطة الابرز كانت زيارة الملك للبرلمان الاوروبي في بروكسل وخطابه الشهير امام البرلمان الذي ذكر الاوروبين بقيم الإنسانية كادت ان تنسى وتدفن بالسكوت على العدوان والخروج على قرارات الامم المتحدة.

وكانت زيارة الملك الى كندا مهمة ومؤثرة في تأكيد الموقف الكندي الجديد ودفعة للامام حيث طالبت كندا بوقف الحرب على غزة والاسراع في تقديم المساعدات الانسانية والمساهمة في ذلك.

وكان اللقاء مع رئيس الوزراء كارني ومع ابرز المسؤولين الكنديين يصب في ارتفاع مستوى العلاقات الثنائية الاردنية الكندية وكانت محطة الملك زيارة (اتوا) هامة جدا اذ عمقت العلاقات مع الادارة الكندية الجديدة. ومكنت كندا من الاصطفاف الى جانب المواقف في اسبانيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا ودول اوروبية اخرى شهدت سياساتها تحولات جديدة.

وكان الملك من قبل ايضا قد شارك في مؤتمر (صن فالي) الاقتصادي بولاية (ايداهو) حيث اللقاءات الموسعة مع رجال الاعمال وممثلي الشركات بفتح باب الاستثمار في الاردن وتقديم الفرص المواتية.

وقد جاءت ايضا الزيارة الملكية الى كاليفورنيا في الولايات المتحدة والحديث مع صندوق موظفي القطاع العام (كالبرز) لتصب في نفس المجال.

اما الزيارة الهامة الاخرى فهي زيارة الملك الى برلين واللقاء مع المستشار الجديد (فريدرش ميرتس) حيث وقعت تغييرات واضحة في الموقف الالماني لعب الاردن وزيارة جلالة الملك دورا ملموسا في بلورتها وهو ما انعكس في المؤتمر الصحفي الذي عقد وتحدث فيه جلالة الملك والمستشار الالماني. والذي تحدث فيه المستشار باسم المانيا من التحرك باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو نفس النهج الذي اخذت به دول اوروبية باعتبار ان حل الدولتين الذي دعى له جلالة الملك وتمسك به وسعى الى ان اصبح مطروحا بشكل واضح على ألسنة زعماء اوروبيين بارز?ن.

لقد تطور الموقف الالماني كما الفرنسي ومن قبل الاسباني فيما يتعلق بالوضع في غزة ودعى الى وقف الحرب والاسراع في تقديم المساعدات الانسانية وقد ابدت المانيا استعدادا للمساهمة وابدى المستشار امتنانه للموقف الملكي الذي ساعد المانيا في ثبوت موقفها الجديد.

اما الموقف الذي تطور بشكل لافت فهو الموقف البريطاني الذي جاء منسجما مع موقف الشارع البريطاني الضاغط وموقف البرلمان وحيث كان التصور الملكي الاردني بين يدي رئيس الوزراء البريطاني (كير ستارمر) والذي اتخذ جملة من الخطوات واعلن عنها وهي ان بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين امام الجمعية العامة للامم المتحدة في شهر ايلول القادم داعية اسرائيل الى وقف الحرب والسماح بدخول المساعدات وعدم احتلال اي ارض في غزة وقد قال ستارمر (عازمون على حماية حل الدولتين وكذلك سوف نعترف بدولة فلسطين.

من قبل كانت اسبانيا التي بارك الاردن خطواتها في الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين على اساس حل الدولتين.

ولعل الموقف الاكثر صلفا وبجاحة هو الموقف الاسرائيلي من فرنسا التي دعت السفيرة الفرنسية لجلسة (توبيخ) على الموقف الفرنسي.

ويبدو ان اسرائيل ستشهد خارجيتها الكثير من هذه االجلسات ضد دول العالم التي بدأت ترى الجرائم الاسرائيلية بالعين المجردة.

حصاد المواقف الملكية كبير وخصب يدعو للاعتزاز بالاردن بقيادة الملك عبدالله لا ينتظر جزاء ولا شكرا وهو يقوم بواجبه الذي نذر نفسه له من اجل فلسطين وسعيها ومن اجل توسيع فرص السلام وادانة العدوان وتنسيق العلاقات مع دول العالم المؤثرة بهذا الاتجاه.

فالتصور الاردني اصبح الان معتقدا لدى كثير من الدول الاوروبية وزعمائها الذين اعترف بعضهم بأنه الموقف الاردني وما يقدمه من تصور ناضج وواقعي ساعد هذه الدول على بلورة مواقفها بشكل واضح.

ومن هنا جاء الاصرار الاردني على الامساك بحل الدولتين رغم كل العقبات والصعوبات والكلف التي تحملها الاردن ليصل الاردن بهذا الحل وهذه التصورات الى ملاعب الدول الهامة والكبرى الاوروبية التي نرى تحولاتها والتي سيكون لها تأثير على الموقف الامريكي كما لاحظنا زيارة رئيس وزراء بريطانيا لواشنطن.

يستحق الملك عبدالله الثاني نوبل للسلام ويبدأ بترشيح عربي اذا أردك قادة عرب حجم العمل الاردني وتأثيره المستمر في معركة شرسة تسابق جرائم العدوان ومحاولة وقفه بشجاعة ودون كلل.

سنبقى كأردنيين جميعا نذكر الملك عبدالله الثاني في هذا الدور الذي يدافع فيه عن ضمائرنا ووجداننا ويخلصنا من الشعور بالاثم ازاء مجازر يرتكبها القادة المتطرفون في اسرائيل.