وجهات نظر

الملك ما زال يطرق على جدار الخزان

الملك ما زال يطرق على جدار الخزان


عندما كان العالم يلوذ بالصمت لم يتوقف صوت الأردن ولو للحظة عن الحديث حول مشروعية الحقوق الفلسطينية في دولة حرة ناجزة على حدود عام ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

كنا تابعنا على مدى الأيام السابقة معركة من نوع مختلف يخوضها الملك عبدالله الثاني في كندا وأهم عواصم صنع القرار في أوروبا التي تتجه اليوم إلى الاعتراف بهذه الحقوق التي لم يتوقف الأردن عن المناداة بها.

‎مواقف الأردن ليست جديدة لنتحدث عنها أو نروج لها او نشرحها فهي لا تحتاج إلى دعاية وقد ولدت مع القضية الفلسطينية، ومن غير تبجح ولا منة مواقف الاردن وافعاله المعلنة او تلك التي تدور في الغرف المغلقة إن شئتم واحدة.

‎في الوقت الذي نسي العالم بمن فيهم العرب أو كادوا، كان الملك صوت القضية الفلسطينية، لم يسكت ولم يهادن وظل صوته عاليا وكان الوحيد، يحرض على الحل ويحذر من التداعيات وينبه الى المعاناة، وما زلنا نذكر بفخر لاءاته الثلاثة، «كلا للتوطين، كلا للوطن البديل، والقدس خط أحمر».

‎من يحب الاردن سيبقى على حبه ومن يكرهه او يغيظه سيبقى على حاله، ويكفينا المحبين ولسنا معنيين بالكارهين.

‎الاردن هو اول من اخترق الحصار وطائرات سلاح الجو كانت اول من حلق بالمساعدات قبل ان تنضم دول عديدة الى هذا الجهد، وهو ما زاد من غيظ اسرائيل وتصريحات مسؤوليها المتوالية تعبر عن ذلك غيظها.

‎القضية يا سادة ليست بإلقاء المساعدات جوا على أهميتها. بل برمزية كسر الحصار وبفتح أعين العالم على حجم المأساة.

‎يغيظ إسرائيل كثيرا صوت الملك لأنه مؤثر ولأنه يتمتع بمصداقية ولأنه يترك خلفه أتلألأ موضوعية لإعادة التفكير في عواصم صنع القرار.

في جولاته كان الملك دائما يبدأ مباحثاته بعنوان رئيسي هو القضية الفلسطينية وقد ظل يطرق على جدار الخزان دون أن يفقد الأمل وها هو ذا يأتي صدى طرقاته في تحولات مثيرة بدأت تحيط بهذه القضية المفصلية في عالمنا اليوم.