ديني

سورة طه: السورة التي فتحت قلب عمر بن الخطاب للإسلام

سورة طه: السورة التي فتحت قلب عمر بن الخطاب للإسلام

للعلّم - تعد قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أعظم قصص التحول في تاريخ الإسلام، حيث كان من أشد المعارضين للدعوة الإسلامية قبل أن يصبح أحد أعظم المدافعين عنها. وكانت سورة طه المباركة هي المفتاح الذي فتح الله به قلبه للإسلام.

لحظة التحول
كان عمر بن الخطاب قد خرج متوشحاً سيفه، يريد قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فأخبره أحد الأشخاص أن يبدأ بأهل بيته، حيث أن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما. توجه عمر إلى بيت أخته، وكان في البيت خباب بن الأرت يقرئهما القرآن.


اللقاء المصيري
عندما وصل عمر إلى باب أخته، سمع صوت القراءة فدخل عليهم غاضباً. حاولت أخته إخفاء الصحيفة التي كانوا يقرؤون منها، لكنه كان قد سمع من القراءة. وعندما علم بإسلامهما، غضب وضرب زوج أخته، ولما تدخلت أخته للدفاع عن زوجها أصابها بجرح في وجهها.

تأثير سورة طه
كلمات غيرت التاريخ

عندما رأى عمر الدم يسيل من وجه أخته، تأثر وطلب أن يرى ما كانوا يقرؤون. فأعطته أخته الصحيفة بعد أن اغتسل، وكانت تحتوي على آيات من سورة طه. بدأ عمر بقراءة الآيات: “طه ما أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى”.

أثر الآيات في قلب عمر
تأثر عمر بجمال وعمق معاني الآيات، وأدرك أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون من صنع البشر. بدأ قلبه يلين وشعر بالرغبة في لقاء النبي صلى الله عليه وسلم، وتوجه إلى دار الأرقم حيث كان النبي يجتمع بأصحابه.


تحول عمر وأثره على الدعوة الإسلامية
إعلان الإسلام
توجه عمر إلى دار الأرقم وأعلن إسلامه أمام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فكبر المسلمون تكبيرة سمعها أهل مكة، معلنين بها عزة الإسلام بإسلام عمر.

أثر إسلام عمر
كان إسلام عمر نقطة تحول في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث أصبح المسلمون يصلون عند الكعبة جهراً بعد أن كانوا يصلون سراً. وأصبح عمر رضي الله عنه من أشد المدافعين عن الإسلام والمسلمين.


تبقى قصة إسلام عمر بن الخطاب وتأثره بسورة طه شاهداً على عظمة القرآن الكريم وقدرته على تغيير القلوب وهداية النفوس. كما تبين كيف أن الله سبحانه وتعالى يختار لدينه من يشاء من عباده، ويهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.

عبر ودروس مستفادة
تقدم هذه القصة العظيمة دروساً عديدة في قوة كلام الله وتأثيره في النفوس، وكيف أن الهداية بيد الله وحده، وأن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. كما تبين أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن الله ينصر دينه بمن يشاء من عباده.