مناطق

مؤتمر "حل الدولتين" يسعى لتجسيد قرارات أممية وتفعيلها على الأرض

مؤتمر "حل الدولتين" يسعى لتجسيد قرارات أممية وتفعيلها على الأرض

للعلّم - يُعقد مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك الاثنين، في وقت حاسم، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى تحقيق تقدم حقيقي وملموس في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط.

ويُنظم المؤتمر على المستوى الوزاري، برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية، وبدعم من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التنفيذ لا التفاوض

يهدف المؤتمر إلى إحراز تقدم فوري في تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بمسألة فلسطين وحل الدولتين، من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة تُسهم في تسوية الصراع بين الطرفين، وتحقيق سلام مستدام في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، لا يسعى المؤتمر إلى "إحياء" أو "إعادة إطلاق" مسار تفاوضي جديد قد يطول دون نتائج، بل يركز على التنفيذ النهائي والفعّال لحل الدولتين، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وثيقة ختامية والتزامات محددة

يتوقع أن يُعتمد خلال المؤتمر نص ختامي بعنوان: "التسوية السلمية لمسألة فلسطين وتنفيذ حل الدولتين"، وفق ما اطلعت عليه "المملكة" من مسودة أعمال المؤتمر.

وسيركز المؤتمر على تحديد الخطوات اللازمة التي يجب على جميع الأطراف الفاعلة اتخاذها، إلى جانب تعبئة الموارد والجهود الدولية المطلوبة، وضمان تحقيق التزامات واضحة ومحددة زمنياً من جميع المعنيين.

منصة لتنسيق الجهود الدولية

لا يقتصر دور المؤتمر على تجديد الدعم الدولي للتسوية السلمية، بل يُعد منصة لتنسيق وتخطيط الوسائل الفعلية التي تضمن تنفيذ حل الدولتين على الأرض.

كما يُعد المؤتمر نقطة تحول دولية، إذ يسعى إلى تجاوز مرحلة إصدار الإعلانات العامة، نحو تحديد الإجراءات العاجلة، وتسليط الضوء على التزامات الأطراف، سواء على المستويات الفردية أو الجماعية.

ومن المتوقع أن تستعرض الدول المشاركة في كلماتها، خلال الجلسات العامة والمستديرة، الخطوات التي تعتزم تنفيذها لدعم التوافق الدولي حول حل الدولتين، استنادا إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

الهدف النهائي: إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية

الهدف الجوهري للمؤتمر هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية ذات السيادة، بما يضمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي العيش جنبا إلى جنب في أمن واستقرار، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

ويستند هذا الهدف إلى مرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية، ودعم "جهد يوم السلام" الذي أطلقته السعودية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

البناء على المبادرات السابقة

يعتمد المؤتمر على التراكم السياسي والدبلوماسي الذي تحقق من خلال مبادرات سابقة، مثل "جهد يوم السلام" الذي شاركت فيه الأردن والسعودية ومصر وعدة دول أوروبية، مؤكدا التزام المجتمع الدولي بالتسوية السلمية كخيار وحيد لتحقيق السلام.

ويعد مؤتمر نيويورك لحظة فارقة في الجهود الدولية لحل الصراع، إذ يسعى إلى تحديد "نقطة اللاعودة" نحو تنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل.

التزامات المجتمع الدولي وآليات التنفيذ

سيعمل المؤتمر على تحديد وتطوير آليات متابعة ملزمة تضمن استمرار انخراط المجتمع الدولي في دعم تنفيذ الحل، مع تحمل المسؤولية المشتركة في مرافقة الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية.

كما يُتوقع أن يُسهم المؤتمر في تعزيز التكامل الإقليمي وتمهيد الطريق نحو بنية أمنية جماعية جديدة في الشرق الأوسط.

ويهدف إلى توفير البيئة السياسية والتنموية اللازمة لتنفيذ الحل، عبر تقديم ضمانات دولية تحول دون التراجع، ومنع تكرار التعطيل أو الإخلال بالالتزامات كما حدث في تجارب سابقة.

نحو مستقبل أكثر استقرارا

يمثل مؤتمر حل الدولتين فرصة تاريخية لتجسيد الإرادة الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وبداية مسار لا رجعة فيه نحو تسوية سياسية عادلة وشاملة.

كما يُنتظر من المؤتمر أن يضع أسسا واضحة لضمان الاستقرار الإقليمي، وتحقيق مستقبل أفضل لجميع شعوب المنطقة، في إطار احترام القانون الدولي، وضمان الحقوق المشروعة للطرفين، وإنهاء الصراع الطويل الذي أنهك المنطقة لعقود.

المملكة