فلسطين دولة مستقلة
الأردن أول دولة عربية رحبت بالقرار الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد بقي هذا القرار في المطبخ السياسي الفرنسي طويلاً، وأعد له جيداً وستطرحه فرنسا في قمة نيويورك القادمة التي تجمع معها فيها في الرعاية المملكة العربية السعودية، وسيكون الإعلان القاطع والحاسم في الجمعية العامة للأمم المتحدة
الإعلان الفرنسي ليس جديداً، فقد سبقت دولاً أوروبية، الى ذلك رأت أنه لا مناص ولا مفر الاّ بحل الدولتين.
سبقت فرنسا دولا أوروبية أخرى مثل، إسبانيا وإيرلندا وايضاً دول إسكندنافية، ومن دول امريكا اللاتينية وهناك دول ستكون على الخط الفرنسي، وستجد في الموقف الفرنسي ما يشجعها ويدفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لم يكن أحد يتوقع أن يتطور الموقف البريطاني الذي عبر عنه وزير الخارجية البريطانية بشكل واضح في هذا الموقف الذي يتحرك باتجاه ما تحركت له فرنسا، فالعواصم الكبيرة والمؤثرة، والتي كان لها دور كبير في دعم اسرائيل منذ نشوئها، بدأت تغير مواقفها التاريخية وتراجعها وترى أن في استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، حالة تهدد الاستقرار والسلام العالمي وتبقي المنطقة في حالة من الصراع.
نتذكر المواقف الفرنسية المؤيدة لاسرائيل، فقد كانت فرنسا اول من أمد اسرائيل بالخبرة النووية والمفاعلات مكنتها من اقتناء سلاح نووي منذ إتصالات الاسرائيلي شمعون بيرس، المبكرة بفرنسا وتوقيع اتفاقيات معها في هذا المجال.
أما بريطانيا التي غير الشارع موقفها، والذي عكسه مجلس العموم البريطاني وشخصيات بريطانية عديدة، لها تاريخ حافل في دعم اسرائيل بانتدابها الذي بدأ عام 1921، وانتهى عام 1948، وقد سلمت فلسطين لإقامة إسرائيل واعترفت بها ودعمتها، واليوم تتغير المواقف وتنفض كثير من الدول عن مواقفها السابقة، نظير ما ارتكتبه اسرائيل من جرائم في احتلالها لفلسطين، وضد الشعب الفلسطيني، فهي صاحبة وعد بلفور المعروف وصاحبة المواقف الداعمة بالسلاح وبالمواقف السياسية في الأمم المتحدة، والمحافل الأخرى.
العالم يتغير، وقرار المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل والمنظمات الدولية الاخرى، والتصويت المتزايد في الجمعية العامة للاعتراف بدولة فلسطين.كل ذلك يحاصر إسرائيل
بدأت فلسطين مراقبة وتسير باتجاه الاعتراف الكامل، كل ذلك ما كان يمكن أن يحدث لولا أن العالم بدأ ينتبه لمخاطر الاحتلال الاسرائيلي وسياسة التمييز والفصل العنصري، الذي وقف أمامه العالم بنجاح في جنوب افريقيا، التي استقلت وأصبحت حرة، وكانت من حرك الشكوى الأساسية ضد اسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
فقط الموقف الأمريكي هو المنحاز بالكامل لاسرائيل، وهو موقف ينتقده العالم الآن، ولا يكتفي هذا الموقف بالانحياز الى حرب الإبادة وحرب التجويع التي تمارسها اسرائيل، حيث تغطي الولايات المتحدة وادارتها الحالية على الموقف الاسرائيلي بتأييد واسع في مجلس الأمن والأمم المتحدة، ولعل أسوأ ما تقوم به الإدارة الأمريكية، هي أنها تهاجم المواقف الدولية التي تنتقد العدوانية الاسرائيلية، وهذا ما رأيناه في النقد غير المسبوق للرئيس الفرنسي ماكرون، وحكومته وحزبه، من جانب الادارة الأمريكية والمسؤولين فيها، واعتبار موقفه ضارا ولا قيمة له مع استخفاف بالرئيس نفسه.
الموقف الأمريكي يبدو محاصراً من كثير من الأمريكيين أنفسهم، في الكونغرس، وخاصة النواب الديموقراطيين وفي الشارع وفي الجامعات وحتى من تيارات ليبرالية عديدة وهو موقف يزداد إحراجاً وعزلة باستمرار انحياز غير إنساني ومدمر للقيم الانسانية.
يستحق الرئيس الفرنسي التحية، ويجدر بالعرب في دولهم ومنظماتهم تأكيد الموقف الفرنسي، كما فعل الأردن الذي عمل كثيرا في المحافل الدولية ولدى الاتحاد الأوروبي وخاصة زيارة الملك الأخيرة للبرلمان الأوروبي وخطابه امامه وضرورة تأييد فرنسا على موقفها وشكرها، وقد جاء ذلك من وزارة الخارجية الأردنية ومن الدولة الأردنية التي ظل جلالة الملك عبد الله الثاني، في مواقفه يرى ضرورة حل الدولتين وأن اقامة الدولة الفلسطينية هو مصلحة وطنية أردنية، وجزء من الأمن الوطني الأردني.
نعم هناك حالة تسابق ما بين الموقف الدولي الذي بدأ يفهم مخاطر العدوانية والممارسات الاسرائيلية وضرورة انصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته وبين ما تقوم به اسرائيل وهي تحاول أن تبتز العالم وتكسب مواقف مستفادة من التأييد الأمريكي، وهو ما يشجع المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية على التصويت على مشاريع قوانين تعمل اسرائيل من خلالها على ضم الضفة الغربية المحتلة وتوسيع استيطانها، وترحيل الفلسطينيين عن وطنهم ونفيهم.
نعم أنه صراع حاد وطويل، تتنافس فيه الادارات، لكن الحق سيكون هو الأقوى مهما هيمنت الغطرسة والعدوان.
المواقف الغربية المتحولة الآن بحاجة الى دعم عربي لابقاء زخمها ودفعها الى الامام بمزيج من الخطوات، وهذا ما بدأ الآن وما سعى له الأردن ومازال يسعى بوضوح مؤكداً مقولات جلالة الملك ولاءاته الثلاث المعروفة.
الدولة الفلسطينية إستحقاق تاريخي وسياسي وحقوقي للشعب الفلسطيني، وقد دفع من أجلها وما زال يدفع تضحيات عظيمة، ولا بد ان تتوج هذه التضحيات باعلان هذه الدولة التي سيقف العالم الى جانبها مهما تعنتت اسرائيل وارتكبت من عدوان، فالحرية هي من حق الشعوب دائماً.
الأردن أول دولة عربية رحبت بالقرار الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد بقي هذا القرار في المطبخ السياسي الفرنسي طويلاً، وأعد له جيداً وستطرحه فرنسا في قمة نيويورك القادمة التي تجمع معها فيها في الرعاية المملكة العربية السعودية، وسيكون الإعلان القاطع والحاسم في الجمعية العامة للأمم المتحدة
الإعلان الفرنسي ليس جديداً، فقد سبقت دولاً أوروبية، الى ذلك رأت أنه لا مناص ولا مفر الاّ بحل الدولتين.
سبقت فرنسا دولا أوروبية أخرى مثل، إسبانيا وإيرلندا وايضاً دول إسكندنافية، ومن دول امريكا اللاتينية وهناك دول ستكون على الخط الفرنسي، وستجد في الموقف الفرنسي ما يشجعها ويدفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لم يكن أحد يتوقع أن يتطور الموقف البريطاني الذي عبر عنه وزير الخارجية البريطانية بشكل واضح في هذا الموقف الذي يتحرك باتجاه ما تحركت له فرنسا، فالعواصم الكبيرة والمؤثرة، والتي كان لها دور كبير في دعم اسرائيل منذ نشوئها، بدأت تغير مواقفها التاريخية وتراجعها وترى أن في استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، حالة تهدد الاستقرار والسلام العالمي وتبقي المنطقة في حالة من الصراع.
نتذكر المواقف الفرنسية المؤيدة لاسرائيل، فقد كانت فرنسا اول من أمد اسرائيل بالخبرة النووية والمفاعلات مكنتها من اقتناء سلاح نووي منذ إتصالات الاسرائيلي شمعون بيرس، المبكرة بفرنسا وتوقيع اتفاقيات معها في هذا المجال.
أما بريطانيا التي غير الشارع موقفها، والذي عكسه مجلس العموم البريطاني وشخصيات بريطانية عديدة، لها تاريخ حافل في دعم اسرائيل بانتدابها الذي بدأ عام 1921، وانتهى عام 1948، وقد سلمت فلسطين لإقامة إسرائيل واعترفت بها ودعمتها، واليوم تتغير المواقف وتنفض كثير من الدول عن مواقفها السابقة، نظير ما ارتكتبه اسرائيل من جرائم في احتلالها لفلسطين، وضد الشعب الفلسطيني، فهي صاحبة وعد بلفور المعروف وصاحبة المواقف الداعمة بالسلاح وبالمواقف السياسية في الأمم المتحدة، والمحافل الأخرى.
العالم يتغير، وقرار المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل والمنظمات الدولية الاخرى، والتصويت المتزايد في الجمعية العامة للاعتراف بدولة فلسطين.كل ذلك يحاصر إسرائيل
بدأت فلسطين مراقبة وتسير باتجاه الاعتراف الكامل، كل ذلك ما كان يمكن أن يحدث لولا أن العالم بدأ ينتبه لمخاطر الاحتلال الاسرائيلي وسياسة التمييز والفصل العنصري، الذي وقف أمامه العالم بنجاح في جنوب افريقيا، التي استقلت وأصبحت حرة، وكانت من حرك الشكوى الأساسية ضد اسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
فقط الموقف الأمريكي هو المنحاز بالكامل لاسرائيل، وهو موقف ينتقده العالم الآن، ولا يكتفي هذا الموقف بالانحياز الى حرب الإبادة وحرب التجويع التي تمارسها اسرائيل، حيث تغطي الولايات المتحدة وادارتها الحالية على الموقف الاسرائيلي بتأييد واسع في مجلس الأمن والأمم المتحدة، ولعل أسوأ ما تقوم به الإدارة الأمريكية، هي أنها تهاجم المواقف الدولية التي تنتقد العدوانية الاسرائيلية، وهذا ما رأيناه في النقد غير المسبوق للرئيس الفرنسي ماكرون، وحكومته وحزبه، من جانب الادارة الأمريكية والمسؤولين فيها، واعتبار موقفه ضارا ولا قيمة له مع استخفاف بالرئيس نفسه.
الموقف الأمريكي يبدو محاصراً من كثير من الأمريكيين أنفسهم، في الكونغرس، وخاصة النواب الديموقراطيين وفي الشارع وفي الجامعات وحتى من تيارات ليبرالية عديدة وهو موقف يزداد إحراجاً وعزلة باستمرار انحياز غير إنساني ومدمر للقيم الانسانية.
يستحق الرئيس الفرنسي التحية، ويجدر بالعرب في دولهم ومنظماتهم تأكيد الموقف الفرنسي، كما فعل الأردن الذي عمل كثيرا في المحافل الدولية ولدى الاتحاد الأوروبي وخاصة زيارة الملك الأخيرة للبرلمان الأوروبي وخطابه امامه وضرورة تأييد فرنسا على موقفها وشكرها، وقد جاء ذلك من وزارة الخارجية الأردنية ومن الدولة الأردنية التي ظل جلالة الملك عبد الله الثاني، في مواقفه يرى ضرورة حل الدولتين وأن اقامة الدولة الفلسطينية هو مصلحة وطنية أردنية، وجزء من الأمن الوطني الأردني.
نعم هناك حالة تسابق ما بين الموقف الدولي الذي بدأ يفهم مخاطر العدوانية والممارسات الاسرائيلية وضرورة انصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته وبين ما تقوم به اسرائيل وهي تحاول أن تبتز العالم وتكسب مواقف مستفادة من التأييد الأمريكي، وهو ما يشجع المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية على التصويت على مشاريع قوانين تعمل اسرائيل من خلالها على ضم الضفة الغربية المحتلة وتوسيع استيطانها، وترحيل الفلسطينيين عن وطنهم ونفيهم.
نعم أنه صراع حاد وطويل، تتنافس فيه الادارات، لكن الحق سيكون هو الأقوى مهما هيمنت الغطرسة والعدوان.
المواقف الغربية المتحولة الآن بحاجة الى دعم عربي لابقاء زخمها ودفعها الى الامام بمزيج من الخطوات، وهذا ما بدأ الآن وما سعى له الأردن ومازال يسعى بوضوح مؤكداً مقولات جلالة الملك ولاءاته الثلاث المعروفة.
الدولة الفلسطينية إستحقاق تاريخي وسياسي وحقوقي للشعب الفلسطيني، وقد دفع من أجلها وما زال يدفع تضحيات عظيمة، ولا بد ان تتوج هذه التضحيات باعلان هذه الدولة التي سيقف العالم الى جانبها مهما تعنتت اسرائيل وارتكبت من عدوان، فالحرية هي من حق الشعوب دائماً.