الإبادة بالتجويع من يوقفها؟
الكوارث التي تأتي من الطبيعة يقاومها البشر ودولهم وشعوبهم ويفزعون لبعضهم، وقد رأينا في كوارث الزلازل والحرائق، أما الكوارث والحروب والابادة والمجاعات كما في غزة، فلا يقاومها أحد ليوقفها، فلماذا؟ ولماذا تتحكم اسرائيل بالعالم؟
آلمني حد الانهيار ما يجري في غزة، حيث لا أنام، ولا أرى طعماً للزاد مثل الكثيرين غيري من الناس في وطني العظيم الأردن.
قلت عليّ أن أبحث في التراث العربي عن أبشع أشكال الموت جوعا علّ ذلك يعزي، واعتقد سلفاً قبل البحث وبعده أن ما جرى ويجري في غزة حتى الآن وربما غداً، يفوق كل ما حدث في العالم من مآس لقتل الناس مع سبق الأصرار.
رجعت الى التراث العربي، لأرى ماذا كان يحدث وكيف يُعالج الجوع وما هي الأعراض التي يجلبها حين يعم.
توجهت الى مكتبة الجامعة الأردنية لأبحث عن كتب تناولت ذلك، ولم أعثر على الكتب نفسها، ولكني عثرت عليها من خلال كتب ومراجع أخرى.
ولعل أكثر هذه الكتب أهمية هو للعلامة الطبيب، “عبد اللطيف البغدادي، “الذي عاصر صلاح الدين الإيوبي، وعمل معه وتنقل في الخدمة بين العراق ومصر وبلاد الشام، وكتب عن المجاعة في مصر في ما اسماه "البلاء العظيم"، أو ثورة الجياع (1065 – 1071 م)، وقد سميت "بالشدة المستنصرية" لوقوعها في زمن الخليفة المستنصر بالله معد أبو تميم الفاطمي الذي حكم (1035 – 1049 م)، وكان وزيره الشهير اليازوري المولود في الرملة في فلسطين، وقد كان وزيراً وقاضياً جنب مصر المجاعة قبل أن يقتل بسبب ازدياد نفوذه وقوته وتأثيره، وكان داعي القضاة
للمذهب الاسماعيلي الفاطمي
تلك المجاعة التي لم يحدث مثلها في العالم الاّ الان في زمن الاحتلال الاسرائيلي على غزة التي هي جوار مصر والتي خبرت في أجيالها قبل تسعة قرون الجوع في أبشع أشكاله، وقد كتب عن ذلك المؤرخ المقريزي الشهير في كتابه (اغاثة الأمة بكشف الغمة) والخليفة المستنصر، الذي كانت مرجعيته الأزهر الذي تأسس للشيعة على يد المعز لدين الله الفاطمي وكان خلافة المستنصر قد امتدت لستين سنة.
يقول تقي الدين المقريزي، المؤرخ:(الخبز مقياس رخاء وبؤس الأمم).
ويذكر كلمة والدة الخليفة المستنصر التي أصابها الجوع، وباعت الكثير من حليّها للحصول على حفنة قمح، وبدأت تقول "الجوع الجوع... الخبز الخبز، أيها الناس فلتعلموا أن هذه (القرصة) – الرغيف الصغير – كلفتني ألف دينار.
يكتب المقريزي،:المجاعات التي تعرضت لها مصر منذ أيام النبي يوسف عليه السلام، وفيها أكل الناس بعضهم بعضاً وأكلوا الدواب والكلاب، وبيع رغيف الخبز بخمسين دينارا ووبيع الكلب بخمسة دنانير ليوكل، وكان الأحباش يتربصون بالنساء ويخطفوهن ويقتلوهن ويأكلون لحمهن.
حتى ان الخليفة المستنصر باع كل ما يملك في القصر من ثياب وسلاح وأثاث، وكان البيع لثمانين ألف ثوب وعشرين ألف درع وعشرين ألف سيف حتى الجواهر المرصعة بالأحجار الكريمة بيعت بأبخس الأثمان من أجل الخبز، ولم يبق له الاّ حصيرة يجلس عليها وبغلة يركبها وغلام واحد يخدمه، فتعطل ديوانه وذهب وقاره، وكانت احدى السيدات تتعطف عليه برغيفين كل يوم، ويقال أن أمه وبناته حاولن الفرار الى بغداد بسب الجوع والفقر.
ويقول المؤرخ المقريزي، واقتبس مما كتب، (كان هناك سيدة غنية من نساء القاهرة، ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع، فلجأت الى (شكمجية) حليها واخذت تقلب ما فيها من جواهر ثم تتحسر، فهي لا تستطيع شراء رغيف واحد، فاختارت عقداً ثميناً من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط، فلا تجد من يشتريه. وأخيراً استطاعات أن تقنع أحد التجار أن يشتريه مقابل كيس من الطحين، واستأجرت حمالاً لينقل الكيس الى بيتها، ولكنها لم تخطو خطوة واحدة، حتى هاجمها الجياع، فاغتصبوا الدقيق، فزاحمتهم وتمكنت من انتزاع حفنة، وحزنت لما رأت من حال الجياع، وراحت تعجن حفنة الطحين وصنعت منها قرصاً صغيرة وخبزتها ثم اخفتها في طيات ثوبها، وانطلقت الى الشارع، ووقفت على مصطبة ثم اخرجت قرصها وصاحت، الجوع …الجوع،..الخبز..الخبز، أيّها الناس، فلتعلموا أن هذه القرصة كلفتني ألف دينار، يا أهل القاهرة أدعو لمولانا المستنصر ان يعيد على الناس بركات حسن نظره)،
عندها راى المستنصر ما آلت اليه رعيته من فساد وفتن وقحط وجوع وهلاك، ووجد نفسه وحيداً لا يملك من المال ما يصلح به الأحوال ولا يجد من القوة ما يضرب بها على يد المفسدين الذين زادوا، فأرسل الى والي عكا، بدر الجمالي، وكان موصوفا بالعدل والحزم وحسن التدبير يستنجد به، ووعده أن يوليه على وزارة مصر إن هو قطع عنده رؤوس الفتن واعاد الأمن والأمان.
جاء بدر الدين الجمالي الى مصر ومعه جنده، وفيهم كثير من الأرمن ودخل القاهرة ونجح في وضع حد للفوضى والجرائم وقطع رؤوس الفساد والفتنة في ما يعرف الآن،(بمذبحة الجمالية، )وأعاد السيطرة على الحكومة وأعاد سلطة القانون الذي سقط بتفشي الجوع وانحطاط الاخلاق، وعمل على تنظيم شؤون الدولة وانعاش الاقتصاد، وصار لقبه أمير الجيوش بدر الجمالي، وقد خلد المصريون ذكراه بأن أطلقوا اسمه على احدى أشهر المناطق والأحياء في مصر وهو حي الجمالية،
وكانت مصر قبل المجاعة قد ابتنت صوامع الحبوب واسمها المخازن السلطانية لتخزين القمح وتوزيعه على الشعب بأسعار مخفضة، وهي فكرة الوزير اليازوري الاّ أن جشع التجار وفساد القضاء ولد سوقاً سوداء، ثم بدأت المأساة كما يقول المقريزي، بعنوان (الخبز قياس رخاء وبؤس الأمم.)
ووقع أول غلاء في خلافة المستنصر، ووزيره (رئيس الوزراء)اليازوري وارتفعت الأسعار لانشغال رئيس الوزراء بمهماته الكثيرة ووصل سعر الخبز أربعة أرطال بدرهم ثم جرى اللعب بالسوق وانتشرت (المسبغة ) الجوع، وصادف أن أحد التجار من الذين رأوا أن الناس لا يشترون منه، أن ضرب السوق، فنادى على خبزه أربعة ارطال بدرهم، مخفضاً السعر، وقام أخر من التجار وصاح خمسة أرطال بدرهم، فمال الناس اليه وبدأ بقية التجار يناقصون فاختل السوق، وهكذا بقيت الأسعار تتغير وترك عريف الخبازين نقيبهم موقعه لكساد خبزه.
عندها قرر الوزير اليازوري بسبب كثرة الخبز في السوق وقف تخزين القمح بالمخازن السلطانية وتخزين بضائع أخرى، واقنع الخليفة المستنصر بذلك، وعاد التجار للتلاعب، فهجم الغلاء بعد عامين وطلب الخليفة المستنصر من حاكم القسطنطينية امداد مصر بالغلال، فأرسل له 400 ألف إردب ثم مات حاكم القسطنطينة وجاءت زوجته وراسلت المستنصر أن يتبعها ويواليها، اذا خرج عليها احد رجال زوجها الراحل فرفض، فمنعت عنه الغلال وارتفعت الأسعار وصار التجار يشترون القمح وهو في السنابل ويخزنوه ويرفعون أسعاره واحتكروه حتى وصل سعر (أردية ) القمح 8 دنانير، ورطل الخبز بدرهمين والشعير خمسة والحمص تسعة، وسعر حبة الرمان دينار،فتراجع اليازوري عن قراره السابق وتدخل في السوق وغرم التجار ثمن دينار عن كل دينار، ثم أمر ببيع القمح كل ويبة، بثلاثة دنانير، وبدات الشدة لسبع سنين ولم يشهد الناس مثيلاً لها وسميت (بالغلاء العظيم، )ويقول المقريزي،:الغلاء الذي عظم أمره وشنع ذكره وأمتد أمده سبع سنين.
ونعود الى غزة، ونذكر أن مجاعتها ليست من الطبيعة او القدر، وإنما من النازية الاسرائيلية وصمت العالم وخذلانه وتخلي الامة فلماذا الصمت على الموت واين الاعتبار؟
الكوارث التي تأتي من الطبيعة يقاومها البشر ودولهم وشعوبهم ويفزعون لبعضهم، وقد رأينا في كوارث الزلازل والحرائق، أما الكوارث والحروب والابادة والمجاعات كما في غزة، فلا يقاومها أحد ليوقفها، فلماذا؟ ولماذا تتحكم اسرائيل بالعالم؟
آلمني حد الانهيار ما يجري في غزة، حيث لا أنام، ولا أرى طعماً للزاد مثل الكثيرين غيري من الناس في وطني العظيم الأردن.
قلت عليّ أن أبحث في التراث العربي عن أبشع أشكال الموت جوعا علّ ذلك يعزي، واعتقد سلفاً قبل البحث وبعده أن ما جرى ويجري في غزة حتى الآن وربما غداً، يفوق كل ما حدث في العالم من مآس لقتل الناس مع سبق الأصرار.
رجعت الى التراث العربي، لأرى ماذا كان يحدث وكيف يُعالج الجوع وما هي الأعراض التي يجلبها حين يعم.
توجهت الى مكتبة الجامعة الأردنية لأبحث عن كتب تناولت ذلك، ولم أعثر على الكتب نفسها، ولكني عثرت عليها من خلال كتب ومراجع أخرى.
ولعل أكثر هذه الكتب أهمية هو للعلامة الطبيب، “عبد اللطيف البغدادي، “الذي عاصر صلاح الدين الإيوبي، وعمل معه وتنقل في الخدمة بين العراق ومصر وبلاد الشام، وكتب عن المجاعة في مصر في ما اسماه "البلاء العظيم"، أو ثورة الجياع (1065 – 1071 م)، وقد سميت "بالشدة المستنصرية" لوقوعها في زمن الخليفة المستنصر بالله معد أبو تميم الفاطمي الذي حكم (1035 – 1049 م)، وكان وزيره الشهير اليازوري المولود في الرملة في فلسطين، وقد كان وزيراً وقاضياً جنب مصر المجاعة قبل أن يقتل بسبب ازدياد نفوذه وقوته وتأثيره، وكان داعي القضاة
للمذهب الاسماعيلي الفاطمي
تلك المجاعة التي لم يحدث مثلها في العالم الاّ الان في زمن الاحتلال الاسرائيلي على غزة التي هي جوار مصر والتي خبرت في أجيالها قبل تسعة قرون الجوع في أبشع أشكاله، وقد كتب عن ذلك المؤرخ المقريزي الشهير في كتابه (اغاثة الأمة بكشف الغمة) والخليفة المستنصر، الذي كانت مرجعيته الأزهر الذي تأسس للشيعة على يد المعز لدين الله الفاطمي وكان خلافة المستنصر قد امتدت لستين سنة.
يقول تقي الدين المقريزي، المؤرخ:(الخبز مقياس رخاء وبؤس الأمم).
ويذكر كلمة والدة الخليفة المستنصر التي أصابها الجوع، وباعت الكثير من حليّها للحصول على حفنة قمح، وبدأت تقول "الجوع الجوع... الخبز الخبز، أيها الناس فلتعلموا أن هذه (القرصة) – الرغيف الصغير – كلفتني ألف دينار.
يكتب المقريزي،:المجاعات التي تعرضت لها مصر منذ أيام النبي يوسف عليه السلام، وفيها أكل الناس بعضهم بعضاً وأكلوا الدواب والكلاب، وبيع رغيف الخبز بخمسين دينارا ووبيع الكلب بخمسة دنانير ليوكل، وكان الأحباش يتربصون بالنساء ويخطفوهن ويقتلوهن ويأكلون لحمهن.
حتى ان الخليفة المستنصر باع كل ما يملك في القصر من ثياب وسلاح وأثاث، وكان البيع لثمانين ألف ثوب وعشرين ألف درع وعشرين ألف سيف حتى الجواهر المرصعة بالأحجار الكريمة بيعت بأبخس الأثمان من أجل الخبز، ولم يبق له الاّ حصيرة يجلس عليها وبغلة يركبها وغلام واحد يخدمه، فتعطل ديوانه وذهب وقاره، وكانت احدى السيدات تتعطف عليه برغيفين كل يوم، ويقال أن أمه وبناته حاولن الفرار الى بغداد بسب الجوع والفقر.
ويقول المؤرخ المقريزي، واقتبس مما كتب، (كان هناك سيدة غنية من نساء القاهرة، ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع، فلجأت الى (شكمجية) حليها واخذت تقلب ما فيها من جواهر ثم تتحسر، فهي لا تستطيع شراء رغيف واحد، فاختارت عقداً ثميناً من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط، فلا تجد من يشتريه. وأخيراً استطاعات أن تقنع أحد التجار أن يشتريه مقابل كيس من الطحين، واستأجرت حمالاً لينقل الكيس الى بيتها، ولكنها لم تخطو خطوة واحدة، حتى هاجمها الجياع، فاغتصبوا الدقيق، فزاحمتهم وتمكنت من انتزاع حفنة، وحزنت لما رأت من حال الجياع، وراحت تعجن حفنة الطحين وصنعت منها قرصاً صغيرة وخبزتها ثم اخفتها في طيات ثوبها، وانطلقت الى الشارع، ووقفت على مصطبة ثم اخرجت قرصها وصاحت، الجوع …الجوع،..الخبز..الخبز، أيّها الناس، فلتعلموا أن هذه القرصة كلفتني ألف دينار، يا أهل القاهرة أدعو لمولانا المستنصر ان يعيد على الناس بركات حسن نظره)،
عندها راى المستنصر ما آلت اليه رعيته من فساد وفتن وقحط وجوع وهلاك، ووجد نفسه وحيداً لا يملك من المال ما يصلح به الأحوال ولا يجد من القوة ما يضرب بها على يد المفسدين الذين زادوا، فأرسل الى والي عكا، بدر الجمالي، وكان موصوفا بالعدل والحزم وحسن التدبير يستنجد به، ووعده أن يوليه على وزارة مصر إن هو قطع عنده رؤوس الفتن واعاد الأمن والأمان.
جاء بدر الدين الجمالي الى مصر ومعه جنده، وفيهم كثير من الأرمن ودخل القاهرة ونجح في وضع حد للفوضى والجرائم وقطع رؤوس الفساد والفتنة في ما يعرف الآن،(بمذبحة الجمالية، )وأعاد السيطرة على الحكومة وأعاد سلطة القانون الذي سقط بتفشي الجوع وانحطاط الاخلاق، وعمل على تنظيم شؤون الدولة وانعاش الاقتصاد، وصار لقبه أمير الجيوش بدر الجمالي، وقد خلد المصريون ذكراه بأن أطلقوا اسمه على احدى أشهر المناطق والأحياء في مصر وهو حي الجمالية،
وكانت مصر قبل المجاعة قد ابتنت صوامع الحبوب واسمها المخازن السلطانية لتخزين القمح وتوزيعه على الشعب بأسعار مخفضة، وهي فكرة الوزير اليازوري الاّ أن جشع التجار وفساد القضاء ولد سوقاً سوداء، ثم بدأت المأساة كما يقول المقريزي، بعنوان (الخبز قياس رخاء وبؤس الأمم.)
ووقع أول غلاء في خلافة المستنصر، ووزيره (رئيس الوزراء)اليازوري وارتفعت الأسعار لانشغال رئيس الوزراء بمهماته الكثيرة ووصل سعر الخبز أربعة أرطال بدرهم ثم جرى اللعب بالسوق وانتشرت (المسبغة ) الجوع، وصادف أن أحد التجار من الذين رأوا أن الناس لا يشترون منه، أن ضرب السوق، فنادى على خبزه أربعة ارطال بدرهم، مخفضاً السعر، وقام أخر من التجار وصاح خمسة أرطال بدرهم، فمال الناس اليه وبدأ بقية التجار يناقصون فاختل السوق، وهكذا بقيت الأسعار تتغير وترك عريف الخبازين نقيبهم موقعه لكساد خبزه.
عندها قرر الوزير اليازوري بسبب كثرة الخبز في السوق وقف تخزين القمح بالمخازن السلطانية وتخزين بضائع أخرى، واقنع الخليفة المستنصر بذلك، وعاد التجار للتلاعب، فهجم الغلاء بعد عامين وطلب الخليفة المستنصر من حاكم القسطنطينية امداد مصر بالغلال، فأرسل له 400 ألف إردب ثم مات حاكم القسطنطينة وجاءت زوجته وراسلت المستنصر أن يتبعها ويواليها، اذا خرج عليها احد رجال زوجها الراحل فرفض، فمنعت عنه الغلال وارتفعت الأسعار وصار التجار يشترون القمح وهو في السنابل ويخزنوه ويرفعون أسعاره واحتكروه حتى وصل سعر (أردية ) القمح 8 دنانير، ورطل الخبز بدرهمين والشعير خمسة والحمص تسعة، وسعر حبة الرمان دينار،فتراجع اليازوري عن قراره السابق وتدخل في السوق وغرم التجار ثمن دينار عن كل دينار، ثم أمر ببيع القمح كل ويبة، بثلاثة دنانير، وبدات الشدة لسبع سنين ولم يشهد الناس مثيلاً لها وسميت (بالغلاء العظيم، )ويقول المقريزي،:الغلاء الذي عظم أمره وشنع ذكره وأمتد أمده سبع سنين.
ونعود الى غزة، ونذكر أن مجاعتها ليست من الطبيعة او القدر، وإنما من النازية الاسرائيلية وصمت العالم وخذلانه وتخلي الامة فلماذا الصمت على الموت واين الاعتبار؟