سوالف

اكتشاف آلية لمكافحة الاكتئاب

اكتشاف آلية لمكافحة الاكتئاب

للعلّم - يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا حول العالم، ويتوقع الخبراء أن يصبح السبب الأول للإعاقة عالميًا خلال السنوات القادمة. ومع أن الأدوية المضادة للاكتئاب متوفرة، إلا أنها لا تُجدي نفعًا لدى جميع المرضى، وقد تتسبب بآثار جانبية مزعجة، ما يدفع الباحثين باستمرار للبحث عن بدائل فعالة.

وفي هذا السياق، بدأ العلماء يهتمون بالكافيين لما له من تأثيرات محتملة على تخفيف أعراض الاكتئاب. فقد أظهرت دراسات وبائية أن عشاق القهوة أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، ويُعتقد أن السبب يعود إلى تأثير الكافيين على كيمياء الدماغ.

كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن ما يُعرف بـ"محور الأمعاء–الدماغ" يلعب دورًا مهمًا في الصحة النفسية، إذ يربط بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي من خلال الميكروبيوم المعوي، والهرمونات، والوظائف المناعية، والعصب الحائر. ويُعتقد أن اضطرابات هذا المحور قد تُسهم في ظهور أعراض الاكتئاب بسبب الالتهابات التي تؤثر على المزاج، في حين أن الكافيين قد يساهم في إعادة التوازن لهذا النظام من خلال تعديل تركيبة الميكروبيوم.

وفي دراسة حديثة أُجريت بجامعة "تشونغتشينغ" الطبية في الصين، خضع عدد من الفئران لتجارب إجهاد قاسٍ — شمل الجوع، والبرد، والعيش في ظروف غير مريحة — لمدة أسبوعين، ما أدى إلى ظهور علامات اكتئابية واضحة. ثم تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، عولجت إحداهما بالكافيين عن طريق الحقن في بداية فترة نشاطها اليومية لتجنب الآثار التحفيزية، فيما لم تتلقَ المجموعة الأخرى أي علاج.

وأظهرت النتائج أن الفئران التي لم تتلق الكافيين عانت من فقدان الوزن، قلة شرب الماء المحلى، وتجنب الأماكن المفتوحة، إضافة إلى قلة الحركة. في المقابل، بدت الفئران التي عولجت بالكافيين أكثر نشاطًا، حافظت على وزنها، أبدت اهتمامًا ببيئتها، وشربت الماء المحلى بكميات طبيعية.

تشير هذه النتائج إلى إمكانية أن يكون للكافيين دور فعّال في التخفيف من أعراض الاكتئاب عبر آلية تتعلق بمحور الأمعاء–الدماغ، ما يفتح الباب أمام دراسات أوسع لاستكشاف هذا التأثير على البشر.