وجهات نظر

أخطر المراحل .. بناء المدينة "الإنسانية" في رفح!

أخطر المراحل ..  بناء المدينة "الإنسانية" في رفح!

انها معسكر نازي بكل معنى الكلمة، وفضيحة طبق الأصل،

والسؤال:النازية في اسرائيل من يلجمها؟

إنها لا تهدد الفلسطينيين، وان بدت كذلك، ولكنها تهدد العالم بأسره في افعالها واخلاقياتها التي تصيب الكثير من دوله واستقراره.

آخر ما انبثقت عنه العقلية النازية الحاكمة في اسرائيل هو اقامة ما يسمى "المدينة الإنسانية" والتي هي نسخة عن معسكرات النازي في اوشفتيز وبركينا زمن هتلر،

إن نتنياهو وعصابته الذين يفتح العالم لهم الآن قوساً ليضمهم في قائمة زعماء النازية التاريخيين، أمثال هيملر رئيس قوات الأمن الخاصة الألمانية وادولف ايخمان، صاحب عملية الحل النهائي، وجوزيف منجل، المسمى بملاك الموت، ليضع الى جانبهم أو حتى قبلهم، نتنياهو وبن غفير وسموتريتش ووزير الحرب كاتس وآخرين.

ما عملته النازية الألمانية من جرائم بشعة يعيد النازيون الاسرائيليون الآن في اسرائيل انتاجه وتحديداً في غزة أمام سمع العالم وبصره وبحماية من الولايات المتحدة الأمريكية.

وحتى فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وطردهم بعد قتل اغلبيتهم الى خارجه، هي فكرة سابقة لأحداث السابع من اكتوبر، وهي جزء من تفكير صهيوني حتى لا يتوهم أحد أنها ثمرة جديدة او فكرة جديدة، ففكرة الترحيل والتي تبلورت في بناء "المدينة الإنسانية" أعلنت لأول مرة.

منذ ستة عقود، 60سنة، وحاولت اسرائيل ايضا إنفاذها عشية حرب عام 1948،حيث جرت الابادة في منطقة بيسان،في الخطة دالت

اما الفكرة اليوم، فهي من ابداع النازية وزيرة الاستخبارات الاسرائلية من يهود المزراحي، واسمها جيلا غامليل، وهي ذات أب يمني وأم ليبية، عملت في سلاح الجو، من مواليد 1974، وقد نشرت صحيفة جيروزاليم بوست خطتها التي تبناها نتنياهو وتمسك بها سموترتش، وزير المالية، وأحاط بها الحكومة بانه سيمولها في حدود 20 مليار شيكل لتكون معسكر اعتقال ضخم بعد معبر ميراج. وفي مساحة 50 كم، تضم أكثر من 600 الف غزي، يجري فصلهم في رفح ويكونون برسم الطرد خارج القطاع، وقد أعلن وزير الحرب الاسرائيلي كاتس، عن هذه الخطة، وكانت محاولات التنفيذ قد بدأت في 13 / 10 / 2023، حينما طرد سكان القطاع الى الجنوب قبل ان يعودوا الى الشمال، وقد رافق ذلك الطلب بانشاء مدن وخيام للفلسطينيين في سيناء، ولكن الرفض المصري والصمود الفلسطيني المقاوم أعاق التنفيذ ولم يلغ الخطة التي ما زالت قائمة وجرى الحديث عنها مع الرئيس ترامب اخيرا حيث تلاها نتنياهو على مسامعه، وهذه الخطة مهد لها ترامب حين تحدث عن تحويل غزة الى ريفيرا.

أن هذه الخطة هي الأخطر على الاطلاق، منذ بدء حرب الابادة والحرب الاسرائيلية على غزة، وهي حالة فارقة ومقدمة عملية لتصفية القضية الفلسطينية، إذا ما نفذت خاصة وان الولايات المتحدة واسرائيل، تعهدت باقناع أطراف دولية عديدة بانفاذها.

عودة النازحين من الجنوب في غزة الى الشمال، جعلت الخطة باهتة، ولكن حلم النازيين الاسرائيليين بقي قائماً حتى الآن، واصبحت هذه المسألة هي الأولى في الخطة التي أرادوا انجازها عن طريق عربات جدعون، ومواصلة القول بهزيمة حماس والسيطرة على القطاع ونزع سلاحه وضرب مقرات حماس وتجميع السكان في هذه المدينة، رفح، واستعادة الأسرى الاسرائيليين.

كل ذلك الآن يطبخ ويجري استشراء القتل يومياً من أجله كما يشتري له الوقت على يد ترامب الذي لم ينفذ وعوده بوقف النار.ويؤجل من اسبوع لاخر حتى الان

وهذه العملية تسبب الان خلافات أبرزها بين سموترتش ورئيس الأركان زامير، الذي قال إنه لم يكن بين الأهداف التي ابلغ عنها انشاء المدينة، لتجميع الفلسطينيين، وانها دست في الخطة التي لا يستطيع الجيش انفاذها.

صحيفة هآرتس اليسارية، فضحت الخطة في افتتاحيتها في 7/9 ووصفتها بالمدينة القاتلة، وكتب الصحفي الاسرائيلي المميز والمعادي للمارسات النازية والصهيونية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين والرافض لضم القدس، جدعون ليفي، في صحيفة هآرتس، وقال، انها خطة تقشعر لها الأبدان، هذه خطة شوهاء، انها الآن خطة نتنياهو وكاتس، وان ترامب متورط فيها حين أحال الاجابة على سؤال عن الدولة الفلسطينية، إلى نتنياهو ليجيب عليه بطريقته وتنتهي محادثات المتورطين في واشنطن بلا مواقف معلنة، وإنما خطط سرية خطرة ستدمر المنطقة اذا ما انفذت الآن.

وقد كتب المبدع الصحفي ليفي،(سمات ابادة الشعوب لا تقوم بين عشية وضحاها، لا يستيقظون في الصباح وينتقلون من الدولة الديمقراطية الى اوشفيتس و من الادارة المدنية الى الغستابو، العملية تجري بالتدرج بعد مرحلة نزع الانسانية عن الفلسطيني التي مررتها النازية على اليهود، وها هم اليهود يمررونها على الفلسطينيين في قطاع غزة، كما فعل قادة اسرائيل بداية الحرب الأخيرة حيث جرى شيطنة الفلسطينيين وادخالهم الى مرحلة التخويف، واعتبار أن القطاع لا يوجد به ابرياء وأن السابع من اكتوبر هو حرب وجود للدولة، ولذا يجب اجلاء الغزيين وعندما تأتي الحاجة لبدء الابادة، هذا ما سيفعلونه.)

نعم صدق ليفي، وهاهم يبنون المحتشدات في منطقة رفح كما فعل النازيون بالضبط، رغم حظر المقارنة بالنازية في إسرائيل كما يقول ليفي،

ما يجري الآن هو ترويج للمدينة القاتلة التي ستضم 600 ألف بدأت الآن وستسمى منطقة خضراء يتم فيها توزيع المساعدات بالتعاون مع مؤسسة غزة الانسانية التي قتل أمامها أكثر من 67 8 فلسطينيا وضعوا بين الموت بالرصاص أو الموت بالجوع، وتحولت الى مصيدة موت يعرفها ترامب تماما وكله بهدف تهجير الفلسطينيين.

الجيش قال ان كلفة انشاء المدينة القاتلة هي 17 مليار دولار وأن سموترتش قدر الحل بالاستعداد لدفع 20 مليار فوراً خارج الميزانية المعلنة، ورد على ناقديه بان كلفتها أقل من كلفة خط بارليف الذي سقط عام 1973.

إذن نفهم لماذا يجري الآن عرقلة اتفاق التبادل، والصفقة ووقف اطلاق النار، والتملص من الضغوط الدولية، كل ذلك من أجل انفاذ الخطة الأخطر لتصفية القضية،الفلسطينية

والسؤال الان من يستطيع أن يطفئ النار عن الطبخة قبل أن تستوي ويفوت الاوان

ولذا اقيم محور موراغ لحصر المدينة وإغلاقها كمعسكر اعتقال

التاريخ الآن يحضر كاميراته ليسجل اليوم التالي من الحرب لصالح من؟

فما زالت المقاومة تقاتل بشجاعة وما زال نتنياهو يرفض.حماستان

وفتحستان والبديل عنهما عنده استمرار الاحتلال او الهزيمة