وجهات نظر

شرطيات سلام وفرص جاذبة

شرطيات سلام وفرص جاذبة


اما وان سكتت اصوات الصواريخ و القاذفات والتي قد تكون ادت جزءا من المهمة ومن اجل خلق ظروف تفتح الباب امام اشتباك دبلوماسي ذي معنى فانه من الضروري بمكان ان تتخذ كل من طهران وواشنطن خطوات عملية وضمانات ذات مصداقية في سياق عملية بناء ثقة متبادلة. البرنامج النووي الايراني الواسع لن يتم تدميره او انهائه من خلال ضربات جوية وحرب جوية مفتوحة وحتى لو افترضنا ان الضربات نجحت في تدمير جزء كبير من منشآت البرنامج، فايران مازالت تملك المعرفة النووية التى تمكنها من اعادة بناء ما تم تدميره. على العكس قد تكون المواجهة الاخي?ة بين تل ابيب و طهران قد عززت القناعة لدي جزء مهم من القيادة الايرانية ان الخيار النووي هو بوليصة تأمين الامن الوطني وسلامة النظام من خلال توفير القدرة على الردع النووي. المواجهات والحروب بالعادة تكون نقاط تحول في ذهنية و رؤية الدول والانظمة. كما ان التاريخ التطبيقي لكثير من الصراعات اثبت ان القوة العسكرية والدبلوماسية الارغامية وحدها لا تخلق سلاما.يقول توماس شيلنغ عالم العلاقات الدولية و الحاصل على حائزة نوبل للسلام ». ان التهديدات ذات المصداقية يجب ان تكون مصاحبة لضمانات ذات مصداقية من اجل اقناع الطرف ال?خر بالاذعان و القبول «اي يجب ان تكون هنالك منهجية هجينة تجمع ما بين العصى و الجزرة مابين الحوافز و الدبلوماسية الارغامية». لذلك على ايران و الولايات المتحدة انتهاج منهج يؤدي الى انتاج ظروف تخلق ما يسمى بالضمانات المتبادلة ذات المصداقية التي تؤدي الى تأسيس مستوى ثقة متبادلة تسمح بانتاج ارضية مشتركة و تعزز الرغبة بالتوصل الى تسوية قائمة على تنازلات متبادلة. قطعا هنالك صعوبة و اشكاليات في العلاقة بين ايران و واشنطن اشهرها هي انعدام الثقة و المنهجية الصفرية.هنالك تاريخ متراكم من التوتر في العلاقة و عدم ثقة متج?رة متبادلة. لكن في كثير من الصراعات العميقة فان مرحلة التصعيد تفتح فرص جاذبة من اجل التسوية اذا ما تم تطويرها و استغلالها من قبل الاطراف. المواجهة الاخيرة اضافة لتطورات الحرب على غزة احدثت تحولات عميقة في السياسة الدولية للشرق الاوسط و بنفس الوقت هنالك الكثير ممن يعتقد انها ايضا فتحت فرصا جاذبة يمكن تطويرها واستغلالها للتعاطي مع مشاكل و نزاعات المنطقة سواء كانت الايرانية و الاسرائيلية منها او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي و خاصة امكانية انهاء الحرب على غزة وخلق مسار سلمي إسرائيلي فلسطيني ذي مصداقية لا بل قد ?تعدى الامر ذلك ليكون هنالك مسارات اسرائيلية سورية و لبنانية.