سوالف

لماذا ينعشنا المشروب الساخن في الطقس الحار؟

لماذا ينعشنا المشروب الساخن في الطقس الحار؟

للعلّم -
رغم أن تناول مشروب ساخن في يوم شديد الحرارة قد يبدو فكرة غير منطقية، إلا أن الأبحاث تؤكد فعاليته في تبريد الجسم بشكل طبيعي وفعّال.

فقد أظهرت دراسة من جامعة ريدينغ أن جسم الإنسان يمكن أن يفقد ما بين 3 إلى 4 لترات من العرق في الساعة أثناء التعرض لحرارة شديدة، أي ما يعادل قرابة 40 كوباً من الشاي يومياً. وعند شرب مشروب ساخن، تتفاعل مستقبلات الحرارة في الفم والمريء مع السائل الدافئ، مما يحفز الجسم على التعرق بشكل أكبر.

هذا التعرق الزائد لا يُعدّ عبثياً، بل هو وسيلة الجسم الفطرية لتبريد نفسه: فعند تبخر العرق من سطح الجلد، يتم سحب حرارة الجسم معه، ما يساهم في خفض درجة الحرارة الداخلية بفعالية تفوق تلك التي يمنحها المشروب البارد مؤقتاً.

ينطبق الأمر نفسه على الاستحمام: فبينما قد يُفضل البعض الماء البارد جداً، إلا أن المختصين ينصحون بالاستحمام بماء فاتر. فالماء شديد البرودة يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، مما يعيق عملية تبديد الحرارة. أما الماء الفاتر، فيسهم في توسيع الأوعية الدموية وفتح المسام، ما يعزز فقدان الحرارة بشكل طبيعي.

ومع ذلك، لا يعني هذا الاستغناء التام عن المشروبات الباردة، إذ تظل مفيدة في ترطيب الجسم وتعويض ما يفقده من سوائل وأملاح. السر يكمن في التوازن بين النوعين، إلى جانب خطوات أخرى مهمة لمواجهة الحر مثل: شرب السوائل بانتظام، ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة