سوالف

لماذا لا نشعر بالسعادة عندما نصل لـ مايريدونه؟

لماذا لا نشعر بالسعادة عندما نصل لـ مايريدونه؟

للعلّم - هل حدث معك أن تسعى لتحقيق هدف أو مطلب فرض عليك، ليس لأنك تريده حقًا، بل لأن الظروف أو الآخرين أجبروك عليه؟ ثم، عندما تصل إليه، تجد نفسك لا تشعر بأي لذة أو فرح؟ هذا أمر شائع جدًا في حياة الكثيرين.

السر يكمن في الفارق الكبير بين "الرغبة الحقيقية" و"الواجب المفروض". عندما تعمل على شيء لا ينبع من داخلك، بل هو فقط تلبية لمتطلبات خارجية، فإن تحقيقه لا يمنحك السعادة التي تتوقعها. فالسعادة الحقيقية تأتي من الإنجاز الذي يعكس رغبتك واهتماماتك الشخصية.

بعبارة أخرى، لا يكفي أن تحقق هدفًا، بل يجب أن يكون هذا الهدف نابعًا من شغفك واهتمامك. أما إن كنت تجر وراء أهداف لم تختارها، فستشعر بفراغ رغم الإنجاز، لأن الإنجاز في هذه الحالة مجرد علامة على نهاية فرض وليس بداية فرحة.

النصيحة هنا؟ قبل أن تسعى لتحقيق شيء، اسأل نفسك: هل هذا حقًا ما أريده؟ أم هو مجرد عبء مفروض؟ فالوعي بذلك يساعدك على اختيار أهداف تناسبك، وتعيش معها تجربة النجاح والسعادة الحقيقية.

في النهاية، السعادة ليست في الوصول فقط، بل في الحب والشغف بما تصل إليه. فكن صادقًا مع نفسك، وحقق ما ينبض له قلبك.


نصل إلى ما كان يُفترض أن يكون قمة الفرح، فنجد أنفسنا فارغين.

السعادة لا تُولد من الإنجاز بحد ذاته، بل من الشغف الذي قادك إليه. عندما تسعى خلف شيء ينبض داخلك، كل خطوة تكون ممتعة رغم الصعوبات. أما عندما تسير مجبرًا نحو هدف لا يعنيك، يصبح كل شيء ثقيلًا… حتى النجاح نفسه.

تخيل أن تُقنع نفسك لسنوات أن هذا "الوظيفة الفلانية" هي ما يجب أن تسعى له، فقط لأنها تليق بعائلتك أو تمنحك مكانة اجتماعية. تتفانى، تكدّ، وتصل. لكن لا تجد نفسك. لا تشعر بالفخر، ولا بالارتياح… فقط إنجاز بارد، وابتسامة مُصطنعة على فوهة جبل لا تشتهي الوقوف عليه.

لماذا نخدع أنفسنا؟
الخوف من الرفض: نخشى أن نقول "لا أريد هذا" فيُقال عنا أننا فاشلون أو جاحدون.

البرمجة الاجتماعية: نُربّى أحيانًا على فكرة أن النجاح شكل واحد: مال، مكانة، شهادة… لا مكان للرغبة أو الإبداع.

إرضاء الآخرين: نحاول كسب حب من حولنا عبر تلبية توقعاتهم، متناسين أن الحب الحقيقي لا يُشترى بالتنازلات.

السعادة… قرار حر
السعادة لا تُهدى، ولا تُفرض، ولا تأتي مصاحبة لأهداف لا تشبهك. حتى لو بارك الجميع لك، حتى لو احتفلوا بك، إن لم تكن راغبًا من الداخل… لن تشعر بشيء.

الاختيار الحرّ، هو أول خطوة نحو السعادة الحقيقية. لا عيب في أن تعيد رسم طريقك، حتى لو في منتصف العمر. لا خطيئة في أن تتراجع عن هدف، فقط لأنه لم يكن لك.

افعل ما تحب… أو على الأقل، لا تكذب على نفسك
إذا كنت مضطرًا لخوض معركة لا تشتهيها، فاعرف أنك تحتاج إلى شجاعة أكبر، لا للاستمرار، بل للتوقف. لا تجعل الإنجاز هو فخّك الذهبي، ولا تسمح لهم أن يباركوا لك قبر شغفك.