وجهات نظر

إيران .. إسرائيل والحرب وتأثيرها المحتمل

إيران ..  إسرائيل والحرب وتأثيرها المحتمل

الحروب و المواجهات الحادة عادة ما تنتج تحولات في ذهنية المجتمعات والدول المعنية. الحرب الايرانية العراقية و حدتها و نتائجها كانت نقطة تحول في ذهنية صانع القرار الايراني حيث ان بعد ذلك انتهجت ايران استراتيجية الدفاع المتقدم من خلال الدفاع عن ايران من خارج ايران و علية بدات بتوسيع نفوذها الاقليمي و توسيع دائرة وكلائها واستغلال التطورات الاقليمية و الدولية لصالحها و قد نجحت بذلك لوقت قريب. لكن الحرب على غزة وتداعياتها الاقليمية وبالذات التغيير في سوريا و تطورات دولية معينة و ضعت ايران في حالة انكشاف استراتيجي?و ضعف استغلتة إسرائيل في حربها الان ضد طهران وما يجري حاليا سوف يكون له تبعات و تاثيرات على طهران وسلوكها المستقبلي. فما يجري حاليا ليس بالسهل و اذا استمرت المواجهة قد تفوق نتائجها الحرب الايرانية العراقية لا من حيث الخسائر البشرية و انما من حيث اضعاف ايران بشكل استراتيجي وبالتالي يبرز السوال: هل تصبح ايران اكثر براغماتية ويكون هنالك تحول جذري يغير سلوكها؟ ام ان المواجهة الحالية قد تدفع ايران الى زاوية التشدد او انهيار النظام وبالتالي مستوى من الفوضى؟. إسرائيل كل المواجهات و الحروب التي خاضتها احدثت تحولات?في ديناميكيات السياسة الداخلية و بالتالي سلوكها في المنطقة. و هذا قطعا ينطبق على الحرب على غزة و تداعياتها و تاثيراتها على مجمل السياسة الاسرائيلية، المواجهة الحالية مع ايران ونتائجها قطعا سوف تكون نقطة تاثير و تحول في الذاكرة و العقل الجمعي الاسرائيلي. وهناء تبرز اسئلة كثيرة اشهرها: هل يتجه المجتمع الاسرائيلي و صناع القرار الى اليمين اكثر فاكثر؟ و هل تدفع نشوة الانجاز و الفوز الى التشدد اكثر فاكثر في مسالة السلام مع الفلسطينين؟ على اعتبار ان إسرائيل منتصرة وتملك القوة ولا توجد ضرورة من اجل سلام تقدم فية ت?ازلات لاطراف ضعيفة بالوقت الذي تستطيع فية فرض ما تريد بالقوة! كلها اسئلة تعبر عن تعقيدات المشهد.