حرب الأنظمة
.... بعد خمسين عاما أو أكثر، سيبقى يتذكر العالم صورة عرضتها أغلب الفضائيات، وهي لحظة سقوط الصواريخ في قلب تل أبيب..لم تعد هذه العاصمة محصنة، وكل ما فيها صار يخضع لمعادلات القصف...بعد خمسين عاما أيضا سيعود العالم لخطابات حسن سلامي، الرجل المرعب الذي كان حين يخطب تتناقل كل وسائل الإعلام تهديداته، الرجل الذي كان يهابه الداخل الإيراني والمحيط...وصاحب القرار الأول.ستقدم الأفلام الوثائقية بعض الأجوبة، عن هشاشة النظام في إيران..ستقدم أجوبة عن اغتيال كامل قيادات الصف الأول في ساعات محدودة، ستقدم أيضا بعض الإجابات عن عمليات الإختراق والرصد..في ذات الوقت ستكشف هذه الأفلام عن كذبة كبرى أنتجتها إسرائيل وهي، القبة الحديدية...ستكشف عن الرعب والزلزال الذي أصاب تل أبيب، فقد كان يعتبرها الغرب مدينة تشبه موناكو أو باريس أو هامبورغ، لا تصلها النار ولا تعكر الحرب مزاج سكانها.الطرفان في ورطة الان، من ورطهما ترامب...هو من أوقف المفاوضات، وكان يقول في بعض التصريحات، أن اتفاقا وشيكا سيحدث...ومن ثم يسرب الإعلام الأمريكي عن رسائل تتضمن تهديده لنتياهو بعدم الإقدام على خطوة عسكرية..وفي مرحلة ما انقلب تماما، وأعطى نتنياهو الضوء الأخضر، وصار يسانده بالتصريحات.في النهاية إسرائيل ستحتاج أمريكا للخروج من الورطة، وإيران تدرك أن أمريكا إن قدمت عرضا سخيا لها، يحفظ ماء الوجه ويحافظ على نظامها السياسي وبقايا نفوذها في المنطقة ستقبل...أمريكا هي صاحبة النهايات هي من ستكتب نهاية القصة، إما بالمفاوضات أو الدخول المباشر بالمعركة، ومن يظن غير ذلك فهو واهم.والسؤال..أردنيا ما هو دورنا؟ الحرب الحالية هي حرب أنظمة، حرب نظام يميني يهودي متطرف ودموي يرفض الاخر تقوده تيارات دينية تؤمن بالخزعبلات، وبأن اليهود شعب الله المختار، وبأن المنطقة يجب أن تخضع لرغبتهم..بالمقابل إيران ما زال يحكمها أيضا نظام ديني، قام على قاعدة الثورة..يحكم من قبل مذهب وليس طائفة وهو المذهب (الإثنا عشري)... ويقوم على فكرة تصدير الثورة، ويتعامل مع الاخر بشك، وهو توسعي يؤمن بالسيطرة على المحيط وليس بالحوار والتفاهم..نحن في الأردن لدينا نظام سياسي واقعي، لم يكن يوما يمينيا متطرفا، لم يقم بإقصاء الاخر، لم يصدر للمنطقة أي أزمة بل على العكس استوعب أزماتها..والأهم أنه نظام عقلاني لم يتورط لابالدم ولابالسحل ولا بالإغتيال..العالم الان سيدرك معنى الأنظمة التي تشكل عبئا على السلام العالمي، والعالم الان سيعرف خطورة الأنظمة الدينية، والعالم الان سيدرك مصير الخطاب السياسي لأي نظام يقوم على تصدير فكرته والمباديء التي يحملها للمحيط وفرضها.في النهاية النظام في إسرائيل صار عبئا على العالم، والنظام في إيران هو الاخر صار يشكل قلقا للمحيط والعالم...والنتيجة أن كل طرف يريد جر المنطقة لمعركة تجلب الدمار والهلاك...في الأردن علينا أن نحمد الله على ما نمتلك....
.... بعد خمسين عاما أو أكثر، سيبقى يتذكر العالم صورة عرضتها أغلب الفضائيات، وهي لحظة سقوط الصواريخ في قلب تل أبيب..لم تعد هذه العاصمة محصنة، وكل ما فيها صار يخضع لمعادلات القصف...بعد خمسين عاما أيضا سيعود العالم لخطابات حسن سلامي، الرجل المرعب الذي كان حين يخطب تتناقل كل وسائل الإعلام تهديداته، الرجل الذي كان يهابه الداخل الإيراني والمحيط...وصاحب القرار الأول.ستقدم الأفلام الوثائقية بعض الأجوبة، عن هشاشة النظام في إيران..ستقدم أجوبة عن اغتيال كامل قيادات الصف الأول في ساعات محدودة، ستقدم أيضا بعض الإجابات عن عمليات الإختراق والرصد..في ذات الوقت ستكشف هذه الأفلام عن كذبة كبرى أنتجتها إسرائيل وهي، القبة الحديدية...ستكشف عن الرعب والزلزال الذي أصاب تل أبيب، فقد كان يعتبرها الغرب مدينة تشبه موناكو أو باريس أو هامبورغ، لا تصلها النار ولا تعكر الحرب مزاج سكانها.الطرفان في ورطة الان، من ورطهما ترامب...هو من أوقف المفاوضات، وكان يقول في بعض التصريحات، أن اتفاقا وشيكا سيحدث...ومن ثم يسرب الإعلام الأمريكي عن رسائل تتضمن تهديده لنتياهو بعدم الإقدام على خطوة عسكرية..وفي مرحلة ما انقلب تماما، وأعطى نتنياهو الضوء الأخضر، وصار يسانده بالتصريحات.في النهاية إسرائيل ستحتاج أمريكا للخروج من الورطة، وإيران تدرك أن أمريكا إن قدمت عرضا سخيا لها، يحفظ ماء الوجه ويحافظ على نظامها السياسي وبقايا نفوذها في المنطقة ستقبل...أمريكا هي صاحبة النهايات هي من ستكتب نهاية القصة، إما بالمفاوضات أو الدخول المباشر بالمعركة، ومن يظن غير ذلك فهو واهم.والسؤال..أردنيا ما هو دورنا؟ الحرب الحالية هي حرب أنظمة، حرب نظام يميني يهودي متطرف ودموي يرفض الاخر تقوده تيارات دينية تؤمن بالخزعبلات، وبأن اليهود شعب الله المختار، وبأن المنطقة يجب أن تخضع لرغبتهم..بالمقابل إيران ما زال يحكمها أيضا نظام ديني، قام على قاعدة الثورة..يحكم من قبل مذهب وليس طائفة وهو المذهب (الإثنا عشري)... ويقوم على فكرة تصدير الثورة، ويتعامل مع الاخر بشك، وهو توسعي يؤمن بالسيطرة على المحيط وليس بالحوار والتفاهم..نحن في الأردن لدينا نظام سياسي واقعي، لم يكن يوما يمينيا متطرفا، لم يقم بإقصاء الاخر، لم يصدر للمنطقة أي أزمة بل على العكس استوعب أزماتها..والأهم أنه نظام عقلاني لم يتورط لابالدم ولابالسحل ولا بالإغتيال..العالم الان سيدرك معنى الأنظمة التي تشكل عبئا على السلام العالمي، والعالم الان سيعرف خطورة الأنظمة الدينية، والعالم الان سيدرك مصير الخطاب السياسي لأي نظام يقوم على تصدير فكرته والمباديء التي يحملها للمحيط وفرضها.في النهاية النظام في إسرائيل صار عبئا على العالم، والنظام في إيران هو الاخر صار يشكل قلقا للمحيط والعالم...والنتيجة أن كل طرف يريد جر المنطقة لمعركة تجلب الدمار والهلاك...في الأردن علينا أن نحمد الله على ما نمتلك....