وجهات نظر

العبث في المنطقة دون نتائج سياسية

العبث في المنطقة دون نتائج سياسية


من جديد وبدون مقدمات ونتيجة لفراغ سياسي في منطقة الشرق الأوسط منذ جائحة كورونا وانشغال العالم بحرب أوكرانيا ،قامت إسرائيل بقيادة رئيس وزرائها المتهور والمتطرف بتغيير ملامح منطقة الشرق الأوسط على الأرض مستفيدا من التفوق الجوي المدعوم من الولايات المتحدة متحديا جميع الأعراف الدولية لخلق واقع جديد، مستغلا التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل حل المشكلة الأوكرانية.

إن إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرب مفاعلات إيران النووية بطريقة مفاجئة جاءت من أجل مكاسب جديدة لتقوية حظوظه السياسية المستقبلية من جديد بعد تردد أخبار حل الكنيست الإسبوع القادم مما يعني إنهاء حكومته المتطرفة.

ما يشهده العالم اليوم هو حرب عالمية ثالثة إبتدأت بأوكرانيا وانتقلت الآن لمنطقة الشرق الأوسط بمحاربة إيران ،وبعدها ستكمل طريقها إلى الشرق الأقصى لمحاربة كوريا الشمالية والصين،بتخطيط أمريكي للإستثمار في النتائج بصفقات إقتصادية تصب في صالح الولايات المتحدة،فالحرب الأوكرانية رسمت لها طريق النهاية بالمكاسب الأمريكية من إنهاء الحرب وتجنيب روسيا من التدخل في الصراعات العالمية والتي تتعارض مع المصالح الأمريكية السياسية والإقتصادية.

لقد إنتقلت الولايات المتحدة الآن من أوكرانيا إلى منطقة الشرق الأوسط كمرحلة ثانية من الحرب العالمية بإنهاء أي قوة تعارض سياساتها في المنطقة وتقوية حليفتها إسرائيل من خلال القضاء على أذرع المقاومة المختلفة لتصل إلى الداعم الرئيسي لها وهي إيران من خلال الضغط عليها لتصبح في صفها لإستمرار زحفها تجاه الصين وكوريا الشمالية.

لقد تناست الولايات المتحدة وإسرائيل جوهر مشكلة الصراع في الشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية والتي قامت بالتمويه والتجاوز عليها بخلط أوراق المنطقة وتحييد حلفاء للعرب من دول عظمى ودول إقليمية لتنفيذ مخططات تصب في صالح إسرائيل ،لكن منطقة الشرق الأوسط لم تبوح بكامل أسرارها،فهل سنرى تحالف إيراني غربي أم نرى بداية لمعركة جديدة لم تكن في الحسبان ستؤدي إلى الانزلاق إلى اللامجهول؟

والسؤال المطروح هو هل ستنتظر الصين وكوريا الشمالية دورها القادم وهي ترى حليفتها إيران ترفع الراية البيضاء، لتنفرد الولايات المتحدة بالصين بعد تفكيك محورها الذي بنته خلال العقد الماضي؟

الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.

المهندس مهند عباس حدادين.

مدير عام مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.