وجهات نظر

اليومُ التالي لمؤتمرِ نيويورك لحلِّ الدولتينِ

اليومُ التالي لمؤتمرِ نيويورك لحلِّ الدولتينِ


المؤتمرُ الدوليُّ الذي سيُعقدُ في مقرِّ الأممِ المتحدةِ في نيويورك الثلاثاءَ المقبلَ في السابعَ عشرَ من الشهرِ الجاري، برعايةٍ فرنسيةٍ سعوديةٍ،، وبمشاركةٍ عربيةٍ ودوليةٍ واسعةٍ، مناسبة مهمة لتحصيلِ اعترافاتٍ جديدةٍ بالدولةِ الفلسطينيةِ، وإحياءِ حلِّ الدولتينِ الذي كادَ أن يُمحى عن الأجندةِ الدوليةِ كإطارٍ وسبيلٍ لحلِّ الصراعِ في المنطقةِ، وجوهرةِ القضيةِ الفلسطينيةِ.


يجبُ أن يُستثمرَ الزخمُ الإيجابيُّ المتصاعدُ في المزاجِ الدوليِّ للعودةِ إلى تحقيقِ السلامِ في المنطقةِ، وحلِّ القضيةِ الفلسطينيةِ حلًّا عادلًا وشاملًا، وترجمةِ كلِّ هذا الحِراكِ، وهذا الجهدِ المُقدَّرِ، إلى خطواتٍ جادّةٍ ومتتابعةٍ، إذا ما كانت فعلاً القناعةُ الدوليةُ قد أصبحتْ راسخةً حيالَ ذلك، وأنّ هذا الحلَّ لا يُشكّلُ فقط مصلحةً لدُولِ المنطقةِ وشعوبِها، إنّما مصلحةً دوليةً كاملةً.


يُعوَّلُ على مؤتمرِ نيويورك، الذي يستمرُّ عدّةَ أيامٍ، أن يأخذَ بالاعتبارِ اليومَ التالي لانعقادهِ، وكيفَ ستُنفّذُ مخرجاتُه؟ وما هي آليةُ العملِ أو خارطةُ الطريقِ لما بعدَ المؤتمرِ؟ وكيفَ يمكنُ المحافظةُ على الفرصةِ التي تشكّلتْ على وقعِ حربِ الإبادةِ المستمرّةِ في غزّةَ، باعتبارِ أنَّ الرفضَ والإدانةَ، لم تكن في يوم من الايام وصفة للحل وليست وسيلة ناجعة لوقفِ العدوانِ وجرائمهِ على قطاعِ غزّةَ والضفّةِ الغربيةِ، بل الواجبُ المُلقى على عاتقِ وضميرِ الأسرةِ الدوليةِ إحداثُ انعطافةٍ جدّيةٍ وحقيقيةٍ لتحقيقِ السلامِ والاستقرارِ في المنطقةِ، والحفاظِ على الأمنِ والسِّلمِ الدوليينِ ذاتِ الصِّلةِ والارتباطِ المباشرِ بتحوُّلاتِ وتطوُّراتِ الصراعِ فيها.


المطلوبُ من مؤتمرِ نيويورك المنتظرِ والمهمِّ مقاربةٌ مختلفةٌ هذه المرّةَ، بإطلاقِ مسارٍ سياسيٍّ جادٍّ، وذا جدولٍ زمنيٍّ واضحٍ ومحدّدٍ، وإرادةٍ دوليةٍ ضامنةٍ وصلبةٍ في المُضيِّ قُدُمًا في هذا المسارِ، لا سيّما أنّ الدولَ المشاركةَ والمساندةَ لهذا المؤتمرِ تُمثّلُ القوى الفاعلةَ على الساحتينِ الإقليميةِ والدوليةِ، وتضمُّ عواصمَ صُنعِ القرارِ والتأثيرِ في المجتمعِ الدوليِّ، والعضويةَ الدائمةَ في مجلسِ الأمنِ الدوليِّ، وغالبيةَ أعضاءِ منظمةِ الأممِ المتحدةِ، وفي ظلِّ كلِّ هذا الطيفِ الدوليِّ الواسعِ المُشاركِ والمساندِ، لمزيدٍ من الاعترافِ بالدولةِ الفلسطينيةِ وإحياءِ حلِّ الدولتينِ، فالأصلُ أن يُترجمَ المجتمعُ الدوليُّ إرادتَه، بقرارات واليات عمل وحراك مستمر وعملي حتى لا تُضَيَّعُ الفرصةُ هذه المرّةَ؟