ديني

توحيد الالوهية : التعريف .. والشروط .. وأمثلة من الواقع

توحيد الالوهية : التعريف  ..  والشروط  ..  وأمثلة من الواقع

للعلّم - توحيد الالوهية هي افراد الله عز وجل بجميع العبادات مثل الصلاة والصوم وقراءة القرآن والذكاه والطاعة وأي عبادة أمر الله تعالى بها وهذا يعني تحقيق معنى ” لا إله إلا الله ” بالقول والفعل والاعتقاد ، قال اللهُ تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 163].

وقال اللهُ تعالى أيضاً: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل [لقمان: 30] .

وقال ابنُ تَيميَّةَ: (توحيدُ الأُلوهيَّةِ أن يَعبُدَ اللهَ ولا يُشرِكَ به شَيئًا، فيُطيعَه ويُطيعَ رسُلَه، ويَفعَلَ ما يُحِبُّه ويَرضاه)

والجدير بالذكر أن توحيد الالوهية هو اول ما انكره المشركون.

شروط توحيد الألوهية
توحيد الالوهية له عدة شروط يجب اتباعها ليكون صحيح ويقبل الله من عبده جميع العبادات ونسردها فيما يلي:

العلم بمعنى التوحيد
اليقين المنافي للشك
القَبول بالقلب واللسان
الانقياد
الصدق
الإخلاص
المحبة
العلم بمعنى التوحيد : يجب أن يعلم المسلم معنى توحيد الالوهية وأن الايمان يكون لله وحده فقط: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19] ويتضح من هذه الآية أنه يجب العلم قبل القول لذلك قال الله تعالى في البداية فاعلم ، ومن المهم أن يعرف المسلم المواضع التي تشرع فيها شهادة أن لا إله إلا الله.


اليقين المنافي للشك: العبادة يجب أن تكون عن يقين ولا يرافقها أي شك لأن خلاف ذلك يعتبر شرك بالله ، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].

فيتضح من الآية الكريمة أن المؤمنين الذين لم يرتابوا ولم يشكوا في الإيمان بالله هم الصادقين ، وكما نعرف أن عدد اركان شهادة أن لا إله إلا الله اثنين الاثبات للتوحيد ونفي الشرك.

القَبول بالقلب واللسان: يجب أن يؤمن المسلم بالتوحيد بالالوهية دون اسكتبار أي أنه يقبل بكلمة لا إله إلا الله بقلبه قبل ان يرددها على لسانه ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ*35 أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ *36 بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ 37﴾ [الصافات].

اوضح الله في هذه الايات أن من كان يستكبر عندما يسمع لا إله إلا الله عذبه الله عذاب شديدة.

الانقياد: المقصود بالانقياد هو انقياد القلب بطاعة الله تعالى ويجب أن يعلم المؤمن أن التقصير فالايمان هو ظلم لنفسه فحتى عندما يخطأ فهو لم يفقد الانقياد والإيمان مثل في حالة ادم عليه السلام فهو خالف تعليمات الله تعالى ولكنه لم يتخلى عن الايمان فلم يكفر، فقال الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

على عكس إبليس فقد فقد الانقياد عندما عصى الله تعالى على الرغم من تصديقه بالتوحيد ويتضح ذلك في قوله تعالى ﴿ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ ﴾[الحجر: 33] لذلك أصبح من الكافرين.

الصدق: يجب أن يكون التوحيد بصدق من داخل القلب وينفي ذلك الكذب ، فلا يجب أن تقال بنفاق ، فقال الله تعالى عن المنافقين في قول لا إله إلا الله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 8 – 9].

الإخلاص: الشرط السادس هو الايمان بالله بنية صادقة ومخلصة قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((فإنَّ الله حرَّم على النار مَن قال: “لا إله إلا الله”، يَبتغي بذلك وجْه الله – عزَّ وجلَّ))؛ والحديث متَّفق عليه.


المحبَّة: محبة الله تعالى وتقديم جميع العبادات بحب هي أحد شروط توحيد الألوهية، وتضح المحبة عندما يقوم المسلم بتقديم الطاعات والمحبة حتى ولو لم تكن تتفق مع هواه والبعض عن ما نهى الله عنه حتى ولو كان ذلك يميل كل الميل له ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة: 54]

امثلة من الواقع على توحيد الالوهية

فيما يلي اشهر امثلة توحيد الالوهية في الحياة:

الصلاة من أجل الله وحده لا شريك له
الذكاة من أجل الله فقط.
لا نستعين إلا بالله العلى العظيم.
إفراد الله تعالى بالحلفان.
الحج من أجل الله فقط.
السجود لله وحده.
إفراد الله عز وجل بالطوف ، فقال تعالى ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾[ سورة الحج: 29]
أهمية توحيد الألوهية
توحيد الالوهية أمر هام جداً في ديننا الإسلامي وذكر ذلك في القرآن الكريم ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

خلق الله الجن والإنس من أجل تحقيق مبدأ توحيد الألوهية ، نفخ الله عز وجل الروح في كل انسان حتى ينفرد بعبادته والدليل على ذلك قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦].

توحيد الألوهية هو سبب إرسال الرسل عليهم السلام ، جاء كل رسول بدعوة من الله تعالى ليحث أمته على توحيد الله تعالى لأن هذا هو أساس الإسلام قال عز وجل : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦] الآية تثبت وحدانية الله تعالى ونفي الشرك به.


من أهمية توحيد الألوهية أن هذا تنفيذ أول أمر الله في التوحيد وإفراد العبادة فأمر تعالى بذلك في قوله وتعالى به، يقول الله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:٢٣]

حق الله عز وجل هو توحيده والدليل على ذلك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: يا معاذ! أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً).

الفرق بين توحيد الربوبية والأُلُوهيَّةِ والأسماء والصفات

توحيد الربوبية: هو الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق والأرزاق وهو من في يده كل شيء ، وهو خالق الجبال والأرض والسماء والبحار.

توحيد الألوهية: كما ذكرنا المقصود بالالوهية هو إفراد الله تعالى بجميع العبادات مثل الصوم والصلاة والحج ، فهنا يقصد التوحيد بالله بالقول والفعل ، فقال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] ، ، ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ” [البقرة:21]

توحيد الأسماء والصفات: يجب على كل مؤمن أن يؤمن بجميع أسماء وصفات الله تعالى المذكورة في القرآن الكريم والسنة.