ديني

أوصى الله تعالى باليتيم : الأسباب .. والفوائد

أوصى الله تعالى باليتيم : الأسباب  ..  والفوائد

للعلّم - أوصى الله تعالى باليتيم وحذر في القرآن الكريم من أكل مال اليتيم، قال تعالى في سورة الأنعام الآية 152: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}، ولم يذكر السبب في الأدلة الشرعية وراء توصيته سبحانه وتعالى بمال اليتيم.

لكن ما جاء في السنة النبوية المطهرة من أحاديث صحيحة تبين الفضائل الجمة التي يحصل عليها اجر كافل اليتيم، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يتيماً لذا التمس آلام اليتيم وأحزانه، واهتم بكفالتهم، وتربيتهم، وتعليمهم، ورعايتهم، وضمان حياة كريمة لهم، ليكنوا أعضاء نافعين في المجتمع، ولا يشعروا بالنقص عن غيرهم، فيولد منهم أشخاص محطمين غير مفيدين للمجتمع وهادمين لبنيانه.

وقد حثنا رسولنا الكريم على كفالة اليتيم، وروى سهل بن سعد الساعدي عن النبي أنه قال: “وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا”، لذا من أراد أن يكون رفيقه في الجنة الرّسول فعليه بكفالة اليتيم.

فوائد كفالة اليتيم
الإحسان لليتيم يعالج قسوة القلب.
الحصول على الأجر الكريم والحسنات.
يسمى من مات ابوه وهو دون سن البلوغ يتيماً، وقد حثنا خير الخلق على الإحسان لليتيم، لما له من أجر وثواب عظيمين، وأبرز فضائل كفالة اليتيم تتلخص فيما ورد من أحاديث نبوية تبين ذلك، وفيما يلي هذه الفوائد:

الإحسان لليتيم يعالج قسوة القلب: حيث روى أبو الدرداء عن النبي: “أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِه قال أتحِبُّ أن يلينَ قلبُك وتُدرِكُ حاجتَك ارحَمِ اليتيمَ وامسَحْ رأسَه وأطعِمه من طعامِك يلِنْ قلبُك وتُدرِكْ حاجتَك”.

الحصول على الأجر الكريم والحسنات: روى أبو أمامة عن الرسول: “مَنْ مسَحَ رأسَ يتيمٍ، لَمْ يمسَحْهُ إلَّا للَّهِ، كانَ لهُ بكلِّ شعرةٍ تَمَسُّ عليْها يدُهُ حسناتٌ، ومَنْ أحسَنَ إلى يتيمةٍ أو يتيمٍ عِندَهُ، كُنتُ أنا وهُوَ في الجنَّةِ كهاتَيْنِ، وقرَنَ بَينَ إصبعَيْهِ”.


أدلة وجوب الإحسان لليتيم من القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم أكثر من دليل يبين وجوب الإحسان إلى اليتيم، فالشغل في دار الايتام ورعايتهم من الأعمال المأجورة، والتي يلقى إزاءها صاحبها ثواب وأجر كبير، وذلك بدليل ما ورد في الكثير من الآيات، وأبرزها الآيات التالية:

ورد في سورة البقرة الآية 215: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.
وفي سورة النساء الآية 36: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.
فضل كفالة اليتيم
كسب رضا الله سبحانه وتعالى.
الحصول على الأجر العظيم.
كسب صحبة النبي في الجنة.
تلين قلب كافل اليتيم.
سيكون مثواه الجنة ونعم المثوى.
لكفالة اليتيم والإحسان إليه أجر وثواب عظيم، ويتلخص هذا الفضل بما ورد عن النبي من أحاديث تبين الأجر والثواب الذي يحصل عليه المحسن لليتيم وكافله، وفيما يلي نعرض هذه الفصائل:

كسب رضا الله سبحانه وتعالى: اليتيم من الفئات التي حثنا سبحانه وتعالى في التركيز بالإنفاق عليها.

الحصول على الأجر العظيم: واليتيم من المساكين والساعي عليه أجره أجر المجاهد في سبيل الله، أو الصائم في النهار القائم في الليل، وذلك ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ”، وهنا جاء لفظ مسكين بمعنى اليتيم.


كسب صحبة النبي في الجنة: ويتلخص ذلك بالحديث الذي رواه عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- عن الرسول عندما رفع إصبعيه الوسطى والسبابة، وقال أنه وكافل اليتيم في الجنة متلازمين كتلازم هاتين الإصبعين.

تلين قلب كافل اليتيم: حيث روى أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يشتكي قسوة قلبه قال له: “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم ، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك”، أخرجه الطبراني وصححه الألباني، وغيرها من الأحاديث الواردة بهذا الخصوص.

سيكون مثواه الجنة ونعم المثوى: وقال النبي ﷺ: “من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة”، رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري.

الحري بالذكر أن باب كفالة اليتيم من أعظم الأبواب التي يمكن أن يفتحها المسلم، ومن كان باستطاعته أن يكفل يتيماً فعليه أن يتبادر إلى فعل الخير، والله أعلم، وقد تم اختيار أول جمعة من شهر أبريل كتاريخ يوم اليتيم العالمي تقديراً منهم لليتيم.

وفي هذا الصدد قال الحافظ أيضاً: “قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي ﷺ، أو منزلة النبي ﷺ لكون النبي ﷺ شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل، ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك أهـ ملخصاً” فتح الباري.